كيف انتشرت «كورونا»؟.. أول فيلم وثائقي من «ووهان» يكشف خفايا تفشى الوباء
8 أشهر أو ما يزيد انقضت على إعلان الصين مقاطعة وهان مركزا لنشأة فيروس كوفيد_19 المستجد والذي انطلق من المقاطعة نحو العالم أجمع، فأغلق المطارات وتضرر الاقتصاد وعطل عجلة الإنتاج بعد أن أصاب ملايين وتسبب في وفاة الآلاف.
وعلى الرغم أن العالم لم يتمكن من الاستقرار على رواية موثقة لأسباب نشأة وانتشار الفيروس، إلا أن عدد من النظريات طُرحت في هذا الشأن، وبات بعضها أقرب للتصديق بسبب اقترانه بدلائل عملية مُثبته.
المختبر .. السبب الرئيسي
وبحسب ما أشيع مؤخرًا عن اللحظات الأولى لنشأة فيروس كورونا، فأن البعض يُشير بأصابع الاتهام تجاه مختبر وهان الذي وصف بـ”المتسبب الرئيسي الجائحة”، حيث طُرحت روايات مقترنة بدلائل تُثبت إجراء اختبارات بيولوجية حول فيروسات ناجحمة عن الخفافيش، ويتوقع أن تكون العدوى قد انتقلت عن طريق الخطأ إلي أحد العاملين ومنه لدائرته الاجتماعية حتى تحولت التجربة إلي وباء عالمي.
وشأنها كأي جائحة أو حدث عالمي، يُنتظر أن يُخصص صناع السينما والأفلام الوثائقية مساحات واسعة لتوثيق أحداث تلك الفترة والبحث في أسباب نشأة وتفشى الوباء، وهو ما بدأ بالفعل، حيث أنتج المخرج الصيني آي ويوي، أول فيلم وثائقي طويل بعنوان “التتويج” لرصد الفترات الأولى لتفشى الوباء في مدينة ووهان التي تضم 11 مليون نسمة ضمن تعدادها.
يتطرق الفيلم الذي تبلغ مدته 115 دقيقة لرصد آليات بكين في إدارة الأزمة
وفقا لما ذكره ويوي عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”، فأن عدد من أصدقاءه من الفنانين المقيميين في ووهان صوروا لقطات من المستشفيات والشوارع والأسواق خلال فترة الإغلاق التي صاحبت محاولات السيطرة على الموجه الأولى من الوباء، وأوضح أنهم أرسلوها إليه عبر الإنترنت حيث يُقيم في أوروبا، كما استعان بمواطنين عاديين لفعل الأمر ذاته.
يتطرق الفيلم الذي تبلغ مدته 115 دقيقة لرصد آليات بكين في إدارة الأزمة، ويؤكد ويوي وفقا لما نقلته “Fox News”، أن حكومة بلاده تسترت على الوباء خلال الأسابيع الأولى وتحديدًا في نهاية عام 2019، قبل أن تبدأ في الإعلان عنه مطلع 2020 بعد أن عجزت عن احتواء الأزمة وفشلت آليات المراقبة والسيطرة على أفراد المجتمع.
ماذا يعرض الفيلم؟
ظهر خلال الفيلم لقطات ظهور المرض في سوق ووهان، مرورًا بحالة الطوارئ في المستشفيات والحجر الصحى للمرضي ومحاولات الأطباء اليائسة للسيطرة على انتشار العدوى، بالإضافة إلى أن المدينة تحولت لواحدة من مدن الأشباح إثر قرار الإغلاق الكلى وحظر التجوال، قائلًا أن الفيلم يُظهر نطاق السيطرة الشامل للدولة الصينية والاستجابة الطبية الطارئة وحياة الناس العاديين في ظلال دولة استبدادية.
وفي وقت سابق، نفت الصين الاتهامات المتعلقة بشأن تباطؤها في مشاركة منظمة الصحة العالمية والأطراف المعنية أي معلومات تتعلق بجائحة كورونا التي انطلقت من ووهان ديسمبر الماضي، وقالت على لسان المتحدث باسم الخارجية الصينية، تشاو ليجيان، أن بلاده تدعم تأسيس لجنة تقودها منظمة الصحة العالمية لتأسيس لجنة تُراجع استجابة العالم لتفشى وباء كوفيد_19.
كما طالبت وزارة الخارجية الصينية أن تتم عملية المراجعة عقب احتواء الجائحة، وبشكل منفتح وشفاف يشمل الجميع، فيما قررت حكومة ووهان تخفيف إعادة فتح المدارس والحضانات واستئناف الدراسة في جامعة المدينة، كما أعدت خططا طارئة للتعامل مع ملف التعليم حال ظهور موجه جديدة من الوباء.
