«إباحية الطعام» الإثارة وإفراز هرمونات السعادة تقودك إلى السمنة
هل سمعت عن مصطلح إباحية الطعام؟ هل فكرت أن استخدام الكاميرات والإضاءة واللعب بالمؤثرات والكميات الكبيرة، جزء من استراتيجية المطاعم الكبيرة لإثارة المتفرجين، وجذب اهتمامهم؟
تتضمن مرحلة الإعلان عن الطعام وتسويقه، الاعتناء الشديد بالعديد من التفاصيل الصغيرة، بداية من تجهيزه بشكل لافت للنظر، وحتى مسألة التصدي لمشكلات مثل السمنة وغيرها.
يقول الدكتور كريم جمال، أخصائي التغذية العلاجية، العديد من الأشخاص، تخضع لتأثير بعض المطاعم، بسبب حرصها على الإعلان عن أحجام وأشكال ومكسبات طعام غير معتادة، بالإضافة إلى الكميات المهولة، ما يجعل الأفراد يتمردون على الوجبات الطبيعية التي يتناولنها وليس الوجبات الصحية، لأن تعزيز المكونات غير حقيقي والسبب الرئيسي هو «إباحية الطعام».
الجبن والشيكولاتة
ويؤكد الدكتور كريم، إن بعض الحالات لا تستطيع مقاومة فيديوهات الشيف بوراك التركي، بسبب الكميات الكبيرة، لذلك تفسد الحمية الغذائية، والحالات الأخرى تقع في غرام المطاعم التي تستخدم نافورة الجبنة أو الشوكولاتة السائحة.
وفقًا لبعض الدراسات، أن الأفراد الذين يتعرضون لمحفزات بصرية في مجال الطعام، يكون صعبًا عليهم المحافظة على الدايت، أو اتباع نظام غذائي صحيح، لأن التحفيز البصري من أهم الأشياء التي تحرك سلوكيتنا، وبداية عملية الطعام بالنسبة لعقولنا مرتبطة بحاسة البصر؛ لذلك قبل تناول أي طعام، تبدأ العصارات المعدية والهرمونات المسئولة عن الهضم استعدادًا لاستقبال الطعام والإنزيمات، وهذا يعني تأثير العين على الشهية.
اقرأ أيضاً: وكالة معايير الإعلان توجه بعدم استخدام الفلاتر في الإعلانات
وأشار أخصائي التغذية العلاجية، إلى مفهوم «إباحية الطعام» وقال إنه غير متداول كثيرًا في مصر، وظهر هذا المصطلح في الستينيات أو السبعينيات، ليشير إلى تشابه صناعة الطعام، مع صناعة الأفلام الإباحية، بمعنى أن الشيئين يقدمان تجربة غير حقيقية، معززة بمكونات كثيرة ولكنها غير منطقية، وخير دليل على ذلك أن الشخص لا يستطيع تناول خروف بأكمله، ولكن عند مشاهدة فيديو لطريقة عمل خروف سيخضع العقل لمقارنة بين الطعام الذي يتناوله والذي يشاهده، ويشعر الشخص دائمًا أن الطعام الطبيعي غير كاف، فضلًا عن الدعاية والمطاعم التي تعتمد على الترويج للمنتجات بكميات كبيرة من الساندويتشات وخلافه، وتكون غير مرضية للشخص.
خدع الإعلان
ويتم استخدام “إباحية الطعام” وتعزيزه من خلال الصور واستخدام أدوات معينة لترويج لأفكارهم، نفس فكرة الأفلام الإباحية التصوير بزوايا معينة يساهم في نجاح الفيديو نفس الحال في الطعام، غالبًا ما تعتمد المطاعم على “منسق طعام” لإبراز الوجبات بشكل شهي، بالإضافة إلى عدم اعتمادهم على الألوان الطبيعية فقط فمثلا في إعلانات البان كيك يستخدمون زيت السيارات بدلًا من العسل وفي إعلانات الدجاج المشوي يستخدمون الورنيش بدلًا من الفحم، ويلعبون بالإضاءة لإخراج كميات غير طبيعية بشكل مزيف لإخراج فيديو يثير شهيتك.
وأضاف كريم جمال أن «إباحية الطعام» لا تقتصر على الصورة فقط بل المكونات ايضًا، فقديمًا كانت مكونات الطعام بسيطة وجميعها من خير الطبيعة، وكانت الوجبات متوازنة ومناسبة لأسلوب حياة الأفراد ولكن عند الترويج لفكرة إباحية الطعام، والاعتماد على المكونات بشكل مفرط، خصوصًا التي تلعب على مراكز الشهوة في المخ وزيادة إفراز هرمونات السيروتونين والدوبامين –المسئولان عن السعادة- بشكل طبيعي عند رؤية السكريات والدهون.
وكشفت الدراسات أن إباحية الطعام من أهم مسببات السمنة في العصر الحديث، لأنها تجعل الشخص يبحث عن الطعام باستمرار، ويشعر بالجوع أغلب الوقت، كما أنها تجعلنا غير راضين ومتمردين على الوجبات الطبيعية المتوازنة ودائمًا في حاجة لتناول سكريات او دهون بشكل كبير.
جروبات الفيس بوك.. احذر
لذلك ينصح أخصائي التغذية بضرورة رفع شعار «البعيد عن العين.. بعيد عن البطن» لحماية أنفسنا من أخطار إباحية الطعام والحفاظ على شهيتنا منتظمة بصورة طبيعية.
وشدد «كريم» على ضرورة البعد عن “جروبات” الطعام التي تحتوي على وصفات معقدة ومركبة، وتساهم في زيادة الوزن بصورة كبيرة، وتجنب مشاهدة برامج الطعام التي تحتوي على وصفات بكميات كبير، عدم متابعة حسابات المشاهير التي تحتوي على أطعمة ممتلئة بالشوكولاتة والحلويات وغيرها.