حكايا ناس

«مصائب كورونا الإنسانية».. طفل يقضى العزل في سيارة

يبدو أن مصائب جائحة كورونا تأبى أن تنحسر، بل تزداد يوماً بعد يوم مع بدء الموجة الثانية لـ«COVID-19»، فعلى الرغم أن الفيروس المستجد يصيب الأجهزة التنفسية في الجسم. إلا أنه في إيطاليا تعمق ليشمل جوانب إنسانية يمكن وصفها بـ«المأساة».

طفل مراهق يبلغ من العمر 13 عاما فقط، ذهب صبيحة أحد الأيام إلى مدرسته التي تصادف أنها تضم أحد التلاميذ المصابين بالفيروس، اختلط الأطفال فأجرت المدرسة مسحات طبية للمخالطين، ليكتشف الطفل إيجابية مسحته ومن ثم إصابته بوباء كورونا المستجد.

وفقا لما ورد في موقع «فان بيدج» الإيطالي، فإن الطفل المصاب ينتمى لأسرة فقيرة من أصول جزائرية. حيث يعمل والد الطفل ويُدعى ياسين، عامل دهان «نقاش»، وهو مقيم بشكل قانوني في منزل صغير للغاية بمدينة بيرودجيا بوسط إيطاليا منذ عام 1995.

كورونا يزيدهم فقرًا
بعد إصابته بالكورونا الطفل معزولاً في سيارة والده
بعد إصابته بالكورونا الطفل معزولاً في سيارة والده

نظرًا لضيق حال الأسرة، لم يتمكن والده من إيجار غرفة منفصلة لعزل ابنه المصاب عن باقي أفراد الأسرة، كما لم يتمكن من توفير مكان منفصل للعزل داخل المنزل، حيث يتكون البيت نفسه من حمام صغير وغرفة واحدة فقط يسكنها جميع أفراد الأسرة البالغ عددهم 5 أفراد «الأب والأم وطفل يبلغ 9 سنوات وآخر بعمر العامين، بالإضافة للابن المصاب ذو الـ13 عاما».

لم تجد الأسرة خيارًا سوى اللجوء لحل مأسوى لعزل ابنهم المصاب، حيث قرر الأب عزل ابنه صاحب الـ13 عاما في سيارة، حتى لا تصاب بقية أفراد الأسرة، ولكن لحسن الحظ يعاني المراهق المريض أعراضا خفيفة فقط.

جائحة كورونا أثرت سلبًا على دخل الأسرة، حيث فقد الأب عمله وبات عاطلًا قبل أشهر، كما أنه لم يعد قادراً على دفع إيجار الاستوديو الذي يعيشون فيه، ومن ثم العثور على غرفة لابنه في هذا الوقت كان أمراً مستحيلاً، لذا اضطر الطفل المصاب إلى العيش في السيارة.

تفاعل حكومي
السيارة تحولت إلى منزل للطفل الصغير
السيارة تحولت إلى منزل للطفل الصغير

وبعد نتيجة المسحة، حاول والد الطفل الاتصال بالشرطة، لكنهم أخبروه بأنهم لا يستطيعون مساعدته. ليضطر المراهق الصغير لقضاء بعض الأيام في سيارة، وكان والده يقضيها بالقرب منه خوفاً عليه من أي خطر.

وبعد طلب والد الطفل مساعدة وسائل الإعلام المحلية، تم قبول طلبه من قبل مستشار السياسات الاجتماعية في بيرودجا، وبالفعل سيتم نقل الطفل الصغير قريباً إلى فندق في مدينة تشيتا دي كاستيللو بالمقاطعة، تم إعداده لمرضى كوفيد-19 الذين لا تظهر عليهم أعراض والذين لا يستطيعون الحفاظ على المسافة اللازمة من أفراد الأسرة في منازلهم وليس لديهم أماكن مناسبة للإقامة أثناء فترة المرض والعلاج.

كانت إيطاليا قد عانت منذ بداية جائحة كورونا بتزايد مفاجئ في أعداد المصابين. وانهيار نظامها الطبي الذي لم يستطع أن يواجه طوفان الأعداد الكبيرة من حاملي الفيروس. كما أنها مع بدء الموجة الثانية من الوباء قد فرضت حظراً كاملاً على العديد من المناطق في عموم البلاد.

اظهر المزيد

نادر عيسى

مؤسس ومدير المحتوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى