سوشيال ناس

تحديات لقاح «كورونا» المنتظر.. الواقع ليس ورديًا

يحلم العالم بذلك اليوم الذي يُعلن فيه إتاحة لقاح ضد فيروس «كورونا» وبدء مرحلة التخلص من الوباء اللعين الذي ضرب البشرية وحول عام 2020 لأحد أسوء الأعوام في التاريخ الحديث.

مؤخرًا؛ أعلنت شركتي «فايزر» و«بيونتيك» أن اللقاح الذي تعملان على تطويره للقضاء على فيروس كوفيد_19 أثبت فعالية كبيرة تصل لـ90%، وأن طرحه في الأسواق بات وشيكًا، فيما توقع متخصصون توفير اللقاح بنهاية نوفمبر الجاري أو خلال ديسمبر على أقصى تقدير.

وبغض النظر عن الجدل العلمي والنقاش حول نتائج التجارب السريرية، إلا أن عدد من الخبراء لم يفرطوا في التفاؤل، وحذروا من أن اللقاح المحتمل قد يواجه عقبات حتى في حال إتاحته في الموعد المتوقع.

النقل والتخزين.. أولى الصعوبات

وفقا لما تم إعلانه، فأنه من المتوقع أن يتم شحن اللقاح للجهات والدول الأكثر احتياجا، بناءً على توصيات تُحددها منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع حكومات الدول والشركة المطورة للقاح، ولكن تُشكل متطلبات التخزين المعقدة وفائقة البرودة عقبة حتى أمام أكثر المستشفيات تطورا في الولايات المتحدة، فـ كيف الحال بالنسبة للمناطق الريفية أو البلدان الفقيرة حيث الموارد شحيحة.

تكمن المشكلة الرئيسية في أن اللقاح، يجب أن يظل عند 70 درجة مئوية تحت الصفر أو أقل، حيث يرى خبراء أن متطلبات التخزين البارد قد تعيق قدرة شركتي «فايزر» و«بيونتيك» على الوصول إلى أنظمة الرعاية الصحية الريفية ودور رعاية المسنين، أو الدول الفقيرة، والتي قد لا تمتلك الأموال اللازمة لوحدات التبريد.

وبخلاف التخزين؛ فـ ثمة مشكلة أخرى تتعلق بآلية توصيل اللقاح وتوزيعه عبر العالم، حيث نشرت وكالة «بلومبرج» تقريرًا شككت خلاله في قدرة شركات النقل والتوريد على النجاح في توصيل اللقاح إلي الدول المختلفة.

وأوضحت الوكالة في تقريرها، أن عملية النقل قد تتطلب عمل 8000 طيار لتوزيع شحنات اللقاح إلي الدول المتضررة من الوباء، كما تُمثل عوامل المسافة والتبريد أزمات أمام عملية الحفظ والنقل، حيث تصعب الحفاظ على درجة الحرارة المنخفضة لمسافات طويلة.

الفاعلية وكبار السن

أيضًا قال متخصصو اللقاحات أن هناك عددا من الأسئلة المتعلقة باللقاح التي لم يتم الإجابة عنها بعد، من بينها تلك الخاصة بالإنتاج والتوزيع، والأهم من ذلك، أداء وقدرة الجرعة التطعيمية نفسها ومدة فاعليتها.

مايكل كينش، خبير تطوير الأدوية والأستاذ في جامعة واشنطن في سانت لويس: قال أنه «لا يزال السؤال الرئيسي يركز على الوقت، وهل سيمنحنا اللقاح حماية لفترة طويلة أم سيصبح غير فعال بعد مدة محدودة ؟»، فيما قال مايكل أوسترهولم، مدير مركز أبحاث وسياسات الأمراض المعدية في جامعة مينيسوتا، إنه من السابق لأوانه الوثوق في وعود الشركات وتفاؤلها بشأن لقاح كوفيد_19، لأن البيانات الصادرة عنهم لا تخبرنا بما تم إنجازه بالفعل.

ويطرح الخبراء أسئلة حول آلية عمل اللقاح فيما يخص كبار السن وغيرهم من الفئات الضعيفة والأكثر عرضة للإصابة بالوباء، فيما قال أوغور شاهين، الرئيس التنفيذي لشركة «بيونتيك»، أنه تحديد فاعلية اللقاح بالنسبة لكبار السن لاتزال في حاجة لمزيد من التحليل للتأكد، ولكن ربما تصل لـ80%.

طابور الحصول على اللقاح

ينتظر أن تُقدم شركة «فايزر» طلبًا لهيئة الدواء والغذاء الأمريكية من أجل الحصول على تصريح استخدام طارئ للقاح في الولايات المتحدة خلال نوفمبر الجاري، وبموافقة الهيئة تبدأ عملية توزيع اللقاح على الفئات الأكثر احتياجا.

ووفقا لما تم إعلانه، يتوقع أن يتم إنتاج 50 مليون جرعة، بما يكفى لـ25 مليون شخص فقط حول العالم، وبالتالي يُصبح توافر اللقاح لجميع البشر أمرًا صعبًا ربما يستغرق سنوات طويلة.

ويتوقع ريتشارد هاتشيت، الرئيس التنفيذي لتحالف ابتكارات التأهب للأوبئة، أن اللقاحات العالمية لن تتمكن من مواكبة الطلب قبل عام 2022.

اظهر المزيد

نادر عيسى

مؤسس ومدير المحتوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى