«جوليا توفانا» .. الإيطالية التي قتلت 600 رجل لإسعاد زوجاتهم

تعتبر حكاية السيدة الإيطالية “جوليا توفانا” من أغرب قصص القتل والجريمة التي قادتها امرأة في القرن الـ17 بإيطاليا على مر التاريخ، حيث قامت بمساعدة ما يقرب من 600 سيدة من أجل قتل أزواجهن، وذلك على مدار 50 عاماً دون أن يتم كشف جرائمها البشعة.
كان الزواج سهلاً والطلاق مستحيلاً في عصر النهضة الأوروبي، فبعد إتمام الزواج يكون الرجل هو صاحب السيطرة الكاملة على زوجته، وفي بعض الحالات يقوم الأزواج بضرب زوجاتهم ويعاملوهن بإزدراء وبعنف بشكل غير آدمي بدون أن يتم معاقبتهم أو محاسبتهم بأي شكل من الأشكال القانونية أو العرفية، وكان هذا يزيد من تجبرهم ضد زوجاتهم بشكل مبالغ فيه.
بائعة المكياج
ومن هنا ظهرت «بائعة المكياج» التي قررت أن تنتقم من هؤلاء الأزواج ولقنتهم درساً قاسيًا وكتبت نهاية لحياتهم بقتلهم جميعاً، واستخدمت «توفانا» نوع من أندر السموم للتخلص منهم.
عاشت الأرملة “جوليا توفانا” في روما، حيث امتلكت محلاً لبيع المكياج للسيدات، وبالتالي كانت تستمع لقصصهن الحزينة ومعاناتهن مع أزواجهن، وكانت السيدات يتبادلن الحديث حول ما إذا كانت لدي أحداهن فكرة للتخلص منهم، ومن هنا أتت الفكرة لتوفانا، بأن اخترعت خليطاً سمياً قاتلاً مكون من المكياج الذي تقوم ببيعه لزبائنها من الزوجات المظلومات.
والغريب في الأمر أن هدف توفانا لم يكن أن تجمع من تركيبتها القاتلة ثروة، فهي لم تكن بحاجة الى ذلك، بل كان هدفها الوحيد هو أن تجعل الزوجات التعيسات مع أزواجهن سعداء.
التركيبة القاتلة
كوّنت «توفانا» السم القاتل من مادة «الزرنيخ» و نبات «البيلادونا»، فقد كان يستخدم الزرنيخ في تبييض لون البشرة، والبيلادونا في توسيع حدقة العين، كما كان يحوي على مكونات أخرى، وكان هذا السم ليس له طعم أو لون أو رائحة، لذلك كان من السهل خلطه مع النبيذ أو أي شيء آخر دون ترك أثر.
فمن خلال خلط الزرنيخ والبيلادونا معا، فهذا مكون قادر على قتل اي رجل بالغ قوي، وذلك بـوضع 4 قطرات منه فقط في أي مادة أخرى، وكانت السيدات اللاتي يردن التخلص من أزواجهن يستخدمون تلك التركيبة على مدار عدة أيام حتى لا يكتشف الأطباء سبب وفاة الرجال.
كانت توفانا تبيع ذلك السم داخل زجاجات مستحضرات التجميل، لتستطيع المرأة وضعها في المنزل دون خوف من اكتشاف الحقيقة، حيث استمرت جوليا في خداع السلطات على مدار 50 عاماً.
الضحية الأخيرة
وفي عام 1650، قامت سيدة بشراء السم من جوليا لكي تضعه لزوجها وتتخلص منه ولكن في اللحظات الأخيرة منعت زوجها من شربه واعترفت له بكل شئ، وأقرت الزوجة بأن جوليا توفانا هي التي باعت لها السم.
تم القبض على توفانا وأثناء التحقيقات، تم اكتشاف هويتها الحقيقية، فهي كانت أما لامرأة تُدعى “ثافانيا دادامو”، التي تم اعدامها بجريمة تسميم زوجها، بالأضافة لهذا كانت جوليا نفسها أرملة، ويعتقد أنها قامت بقتل زوجها، الذي ربما كان الضحية الأولى لهذا السم القاتل، الذي يتوفى من يتناوله في صمت تام.