البطة التي قد تُعيق ترامب الى الأرض المحروقة ..!!


بعد تجاوز جو بايدن 270 صوت في المجمع الانتخابي تم الإعلان الغير رسمي عن فوزه بإنتخابات رئاسة الولايات المتحدة ليصبح الرئيس ال46 خلفًا لدونالد ترامب، وكما جرت العادة في الإنتخابات الأمريكية يتم تسليم السلطة بصورة رسمية في 20 يناير 2021 لجو بايدن ويُطلق على الفترة الإنتقالية “البطة العرجاء” وهى فترة ما بين إعلان النتيجة وتسليم السلطة بشكل رسمي.
تبعات هزيمة مرشح الحزب الجمهوري لازالت في طي الغموض حيث توقع المراقبون والمحللون من الداخل الأميركي أن تنتشر أعمال العنف والفوضى في البلاد من أنصار الحزب الخاسر وذلك بناء على مُعطيات ما قبل بدء عملية التصويت خاصة بعد رصد وكالات الأنباء والمنابر الإعلامية حركة إقبال غير مسبوق على متاجر الأسلحة وسط إختلاف نوايا العملاء بين تأمين المنزل والعائلة وبين الفوضى المحتملة في أعقاب نتيجة معاكسة لتوقعات الناخبين ولكن يظل مؤشرًا على إنزلاق الأوضاع الى سيناريوهات كارثية، كما يزيد من إحتمالات صعوبة فترة المخاض تعنت ترامب و رفضه تسليم فريق بايدن الملفات السيادية حيث طلب المُرشح الجمهوري الخاسر من فريقه عدم التعاون مع فريق بايدن ما بدى واضحًا في تصريحات مارك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي بأن الإنتقال السلس لسلطة يتم بين ولاية ترامب الأولى و الثانية في إشارة من بومبيو بعدم الإعتراف بالنتائج المُعلنة حتى الأن بتقدم بايدن و وصوله للبيت الأبيض.

البطة العرجاء كما أسلفنا توضيحًا لمرادفها لا تَسري فقط على مرشحي الرئاسة بل وعلى الكونجرس الأمريكي الذي تقام الإنتخابات على مقاعده في الثالث من نوفمبر تشرين الثاني ويتم تسلم مهام الأعضاء المُنتخبون الجدد أو المُعاد إنتخابهم في الثالث من يناير أي قبل 17 يومًا من تسلم الرئيس الفائز مهامه الرسمية وافدًا جديدًا كان أو بدء الولاية الثانية للرئيس الحالي، على ما يبدو أن بطة ترامب تأبى ألا تكون عرجاء أو هكذا يدعي وفريقه حيث قام المُرشح الجمهوري بتعيين كريستوفر ميلر وزيرًا للدفاع خلفًا لمارك إسبر وعلى ما يبدو لم يكتفي ترامب بهذه الخطوة بل وأخبر مُقربين له بنيته إقالة جينا هاسبل مديرة وكالة الإستخبارات المركزية ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي ما زاد من قلق ومخاوف لدى الكثير من المسئولين داخل البيت الأبيض والمراقبين على حد سواء.

أثارت خطوة ترامب بإقالة إسبر من منصب وزير الدفاع مخاوف نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي حيث تكهنت بيلوسي بنوايا ترامب زرع الفوضى في الأسابيع المُتبقية له داخل البيت الأبيض وخاصة أن مرحلة البطة العرجاء تنحصر في إجراءات تسليم السلطة وتسيير الأعمال من المُرشح المُنتهية ولايته، وأضافت رئيسة النواب أن التقارير رجحت أن هذا التحرك من قبل ترامب هو عمل إنتقامي من وزير الدفاع المُقال والذي رفض الإنصياع لمتطلبات ترامب قمع التظاهرات التي بدأت في نهاية مايو أيار العام الجاري إحتجاجًا على مقتل الشاب جورج فلويد على يد أحد رجال الشرطة، رفض إسبر الإنسحاب من أفغانستان أيضًا وإعتبره سابق لأوانه لذا ومع مرور الوقت تظل أيام ترامب معدودة داخل البيت الأبيض فما الذي يدفعه لهذا التغيير في هذا التوقيت سوى الإنتقام حسب تصريحات بيلوسي، في السياق ذاته أطاح ترامب بدائرة رجال مارك إسبر في وزارة الدفاع ما دفع أحد مسئولي البنتاجون بوصف تحركات ترامب “الأمر مخيف هذه أفعال ديكتاتور” بحسب يورو نيوز.
إميل أمين المتخصص في الشئون الدولية و رئيس التحرير السابق لصحيفة الحقيقة بالولايات المتحدة أكد لمنصة الناس.نت أن المُرشح الجمهوري ترامب يملك كافة الصلاحيات حتى البطة العرجاء لا تحول دون إتخاذه أي قرار من شأنه الدفاع عن مصالح أميركا في الداخل أو الخارج وتظل صلاحيات ترامب كاملًة حتى لو قرر خوض حرب في الساعات السبع الأخيرة من ولايته التي تنتهي في 20 يناير 2021، وأردف إميل أن الرئيس المُنتهية ولايته لا يمكنه سن أو طرح قوانين جديدة في مرحلة البطة العرجاء حيث أن القوانين ستظل سارية لما بعد رحيله وما دونها من صلاحياته تظل كاملة.

Donald Trump, Sauli Niinisto. President Donald Trump speaks during a meeting with Finnish President Sauli Niinisto in the Oval Office of the White House, in Washington
Trump, Washington, USA – 02 Oct 2019
منذ تولي دونالد ترامب سُدة الحكم في يناير 2016 وظلت حالة من الترقب ترصد كل أفعاله ليس فقط لكونه شخصية مثيرة للجدل بل لكونه كان يحظى بشعبية داخل المجتمع الأميركي والمراقبون عن كثب لهذا المجتمع، و رغم هزيمته بمجموع أصوات الناخبين أمام هيلاري كلينتون إلا أن المجمع الإنتخابي رجحت كفته، المنافسة الإنتخابية الأخيرة خسرها ترامب أمام بايدن ولكن هذه المرة عن طريق مجموع الأصوات والمجمع الإنتخابي ما ينم عن صفة العناد و رفض الهزيمة وعلى ما يبدو أنه كان يطمح في تحقيق المزيد ما دفع فريقه ومقربون بوعده للعودة والترشح في 2024
تُرى هل سيُقدم ترامب على أفعال مجنونة في غضون الأسابيع المتبقية له أم سيعود للمشهد بعد مرور أربعة أعوام؟