حكايا ناس

ثورة البوليمر.. متى تلحق مصر بالكويت والسعودية في طرح العملة البلاستيكية؟

تعد عملة البوليمر ثورة في الشكل والمضمون، وليست مجرد تغيير لشكل العملات الورقية فحسب؛ كما أن لها جوانب إيجابية كعملة مكونة من البلاستيك، عوضًا عن كونها ورقة بنكنوت لها انتشار عالمي متزايد.

طرحت أستراليا عملة البوليمر، لأول مرة عام 1988، كبديل للعملات الورقية. لم تكن العملة الجديدة من حيث الشكل جاذبة فقط وناصعة الألوان لكونها مكونة من البلاستيك لا تتغير بمرور الوقت، بل إن العملة لها دورة استهلاك أطول عمرًا من الورقية، ويتم إعادة تدويرها بعد تمزيقها وتستخدم في صناعة مواد بلاستيكية بعد تحويلها الى حبيبات.

البوليمر صديقة للبيئة ولها وقع إيجابي. أو بالأحرى أقل ضررًا على نحو أشمل من الأثر السلبي الذي كان حاضرًا أثناء تداول العملات الورقية. ولذلك فإن البوليمر بمثابة ثورة شاملة. حيث كانت العملة الورقية لها أثر بيئي سلبي من حيث التكلفة المادية والبيئية على حد سواء. منها على سبيل المثال أن النبعاثات الناتجة عن تدمير ثلاثة مليارات يورو في عام 2003 تعادل تأثير الانبعاثات الناتجة عن قيادة سيارة حول العالم 9235 مرة.

توصلت دراسة أجراها بنك إنجلترا إلى أن العملات البلاستيكية تساهم في خفض احتمالات الاحتباس الحراري بنسبة 32%. كما أن خفة وزن الأوراق البلاستيكية تسهل عملية النقل والتوزيع وتقلل من الكلفة المادية لعملية توزيعهامقارنة بالعملات الورقية.

أصدرت دولة الكويت في الربع الأخير من عام 2013 عملة البوليمر. ثم تبعتها المملكة العربية السعودية مطلع أكتوبر/ تشرين الأول 2020، بطرح عملة بوليمر من فئة خمسة ريالات. كما نوهت مؤسسة النقد العربي السعودي عن عدة آليات للتأكد من أن العملة الجديدة غير مزيفة.

تتميز العملات البلاستيكية عمومًا، بصعوبة التزييف. لما تتميز به من تفاصيل عديدة وعلامات أمنية أكثر تعقيدًا من المستخدمة في العملات الورقية. وكان من المرجح خلال العام الجاري أن تلحق مصر بركب الكويت والسعودية في بداية طرح العملات البلاستيكية.

ويبدو أن جائحة كورونا كان لها اليد العليا في تأجيل الخطوة المصرية المُرتقبة أن تتم بنهاية العام الجاري. أو على أقصى تقدير قبل نهاية الربع الأول من العام المقبل 2021. ليبدأ البنك المركزي المصري بطرح عملة فئة 10 جنيهات كمرحلة أولى للتخلص من العملات الورقية تمامًا بشكل تدريجي.

وعوضًا عن كون بريطانيا ضمن السبع الكبار، كأكبر دولة صديقة للطاقة النظيفة. فقد بدأت في عام 2016 طرح عملة البوليمر، وكذلك 25 دولة على مستوى العالم صارت تتداول عملات البوليمر. منها: أستراليا، والصين، والمملكة المتحدة، وكندا، والبرازيل والهند وسنغافورة. ولذلك فإنه خلال بضعة سنوات ستكون العملات البلاستيكية (البوليمر) قد غزت الأسواق العالمية كعملة رئيسية في السوق المصرفي الدولي حتى تتوارى العملة الورقية تمامًا.

اظهر المزيد

نادر عيسى

مؤسس ومدير المحتوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى