في الشتاء كورونا أكثر فاعلية.. كيف نواجه خطر الفيروس المتزايد؟
يؤكد عدد من الخبراء في العالم، أن فيروس كورونا في الشتاء يصبح أكثر فاعلية وانتشارًا. ما يضعنا أمام خيارين لا ثالث لهما: إما أن يتوخى الجميع الحذر مع إجراءات احترازية مُشددة. أو نتهاون في الأمر فينتشر الوباء في بقع مختلفة قد يصعُب السيطرة على انتشار الفيروس من خلالها، ما يضع العالم كله في مهب الهلاك.
يقول الدكتور محمد البتانوني، أستاذ أمراض الصدر والجهاز التنفسي، إنه مازالت بؤر كثيرة للفيروس في العالم قد لا تبدو على نفس القدر من ضراوة البدايات، لكن خطرها لازال قائمًا، خاصة وأن فصلي الخريف والشتاء، يُعدان طقسًا حاضنًا لفيروس كورونا المستجد.
وتجتهد الحكومات والأجهزة الطبية في العالم؛ في مواجهة انتشار الفيروس بشتى الطرق. حيث أثبتت التحاليل الطبية؛ أن الأمل الرئيسي لإيقاف انتشار الفيروس؛ هو قدرة جهاز المناعة على منع الفيروس من السيطرة على الأجهزة الحيوية في الجسم وتعطيل وظائفها. ما يجعل كل الأنظار مركزة على الجهود الطبية لإصدار لقاح في أسرع وقت. خاصة وأن فيروس كورونا في الشتاء يُصبح أكثر فاعلية من ذي قبل.
«لابد أن نعي أننا مُهددون طالما اللقاح غير موجود». هكذا يقول الدكتور «البتانوني»، ومع ذلك يُبدي تفاؤله بالوضع في مصر. موضحًا أن عدد الحالات سواء المترددة على عيادته الخاصة، أو في المستشفيات الحكومية؛ تقل تدريجيًا، وأن معدلات الشفاء من فيروس كورونا في مصر تزداد بشكل ملحوظ.
ويشير الدكتور البتانوني، إلى نجاح الكثير من الحالات التي تواصلت معه هاتفيًا في تنفيذ إجراءات العزل المنزلي بشكل صحيح، خلال ذروة انتشار الفيروس. مؤكدًا أن الفئة البسيطة من الشعب، الذين يترددون على عيادته باستمرار: «في مستوى مُبهر من الوعي».
لم يعد فيروس كورونا مُستجدًا. لقد انهارت أمامه أعظم المنظومات الطبية في العالم، ولم تعد الدول الكبرى قادرة على توفير أماكن للحجر الصحي لهذا العدد الهائل من المصابين. خاصة وأن الاقتراب من المُنشآت الطبية، صار خطرًا في حد ذاته. وفي ظل تعاقب الأخبار عن ارتفاع أعداد المصابين بشكل متسارع؛ صار لا مفر من الالتزام التام بالإجراءات الاحترازية للتباعد الاجتماعي، بداية من ارتداء الكمامة في الأماكن المغلقة، وحتى الابتعاد عن التزاحم، وتطهير اليدين بالكحول أولًا بأول.
«إذا كان الانفلوانزا يطور نفسه ذاتيًا كل عام، ويتغلب على كل مصل يُصنع لمواجهته، فما بالك بفيروس كورونا؟». هكذا يشير الدكتور «البتانوني»، في تصريحاته لـ «الناس. نت»، إلى مدى صعوبة التحدي الذي تواجهه الأنظمة الصحية في العالم، من أجل إصدار أو تعديل لقاح لفيروس كورونا. فالتطوير الذاتي؛ يزيد من صعوبة المهمة، خاصة أنه في الشتاء فيروس كورونا أكثر فاعلية. مؤكدًا إنه لازال لدينا الكثير من الوقت حتى يستطيع الخبراء إصدار وإعتماد مصل كعلاج رسمي للكورونا.
يقول الدكتور محمد البتانوني، أن إعلان روسيا لوصولها لعلاج للكورونا؛ لا يتعدى كونه مجرد اجتهاد لا يرقى لدرجة الحل أو حتى بداية الحل. مُضيفًا أنه قد تم الاعلان مؤخرًا عن أن الفيروس له أحماض أمينية تدخل الجهاز التنفسي والكبد، ولها تأثير يُضعف عضلة القلب، ومع ذلك لازالت خطورته البالغة في تأثيره على الجهاز التنفسي، لأنه مدخل الأكسجين للجسم. مؤكدًا: «لابد أن تظل الشعوب في المسافة الآمنة، واتباع الإجراءات الوقائية كي لا نكون سببًا في نشر الفيروس.. مع الأسف لا خيار آخر».
مؤخرًا؛ وردت أنباء حول قطة في بلجيكا انتقل لها فيروس كورونا من خلال المرأة التي تملكها. ومع ذلك لم يصدر بيان رسمي حتى الآن؛ يؤكد أن الحيوانات ناقلة للعدوى. يقول الدكتور البتانوني: «لا يمكن تصديق كل ما ينقل إلا بعد التحري بدقة من الأمر.. قولًا واحدًا الحيوانات الأليفة غير ناقلة لفيروس كورونا».
ويشدد الدكتور محمد البتانوني، على ضرورة اختيار معامل مؤهلة للكشف عن فيروس كورونا، وموثوق في مصداقيتها. لأن تكرار مأساة التشخيص الخاطئ لشخص حامل للمرض بالفعل؛ يضع الجميع في قلب كارثة، لا يُمكن التنبؤ بمدى فاجعتها أو قدرتنا للسيطرة عليها.