متلازمة للنساء فقط ..


تنامت في الأونة الأخيرة فضائح لشخصيات عامة على مستوى العالم وخاصة التحرش الجنسي في حين كانت الغالبية العظمى من المتهمون رجال، رُفعت العديد من القضايا بعد مرور أعوام على الواقعة ومنها تطورات وصلت حد الإتهام بالاغتصاب، دون الإشارة الى أن هذه الظاهرة ليست وليدة العقد الأخير أو حتى الألفية الجديدة بل هي فقط إرهاصات مواقع التواصل الإجتماعي والنبض الشعبي العالمي الذي أبدى تعاطفًا مع الضحايا كان الدافع لنضوح الكثير منها على الواجهة.
مما لا شك فيه هناك إختلاف في قدرات البشر على مواجهة الأزمات كذلك تأثير حوادث التحرش الجنسي قد يكون له تبعات غير محمودة قد تمتد الى فترات طويلة تصل حد الهوس والخوف بل توصل علماء وخبراء العلاقات الشخصية أن هناك فوبيا تسمى “أندروفوبيا” أو رهاب الذكور هذه الفوبيا نتاج تعرض الفتاة للإعتداء أو العنف الجنسي أو الإغتصاب، تظهر الأعراض جليًا عندما تنطوي الفتيات بعيدًا عن الرجال وترفض كل سبل التواصل أو حتى الجلوس في أماكن بها رجال قد تصل الأعراض الى عدم رغبة المرأة في الخروج من المنزل وعدم التواصل مع العالم الخارجي.

حتى في حالة تقدم شاب لخطبة فتاة مُصابة بالأندروفوبيا قد ترفض الفتاة هذه العلاقة ولو كانت تحت أنظار الأسرة ومظلة مشروعة إجتماعيًا إذ تعاني الفتاة من كل الرجال حتى المُقربين منهم، رغم كل هذا الرهاب وتلك المخاوف التى تركتها تجربة سيئة مرت بها تلك الفتاة أو المرأة إلا أن هناك علاج للأندروفوبيا وقد يكون أبسط من آثاره الكبيرة على الضحية.
العلاج من هذه الفوبيا يؤتي ثماره تدريجيًا وبسبل عديدة منها التدرج في تواصل الفتيات مع الرجال في ظل مُحيط أسري حتى تشعر الفتاة بالأمان بحسب الخبراء كما يمكن عرض الأمور الإيجابية في ما وراء تلك المخاوف من تكوين أسرة والشعور بالراحة في ظل وجود شريك حياة خاصة مبنية على خيار حر لكلا الطرفين، كما تعافى الكثير من المصابين عبر جلسات التواصل المباشرة مع مُصابين أخرين وطرح حلول قد تكون موجودة عند مُصابة أخرى إستطاعت تجاوز هذا الأمر ما يعني أنه أسبه بتبادل خبرات مع من هم في الدائرة ذاتها من هذا الرهاب، أيضًا لم تكن الفوبيا ببعيدة عن الرجال حيث يعاني بعض الرجال من رهاب الإناث ولكن بنسبة 34% وأيضًا سُبل العلاج ذاتها تتوافق لكلا الجنسين ويُعد العلاج الدوائي عن طريق العقاقير هو الخيار الأخير الذي يلجأ له الأطباء والمعالجون لأنه يترك آثار جانبية طويلة الأجل رغم تأثيره الإيجابي في علاج الحالات التي كان هذا الخيار هو الأوحد لها.
هل من الممكن أن تكون الأندروفوبيا مرض نسائي في العقود القادمة في ظل أن النساء يمثلن 66% من المصابون بالرهاب تجاه الجنس الأخر؟