حكايا ناس

هيلين كيلير .. رحلة من العطاء لا تنتهي

كتبت هيلين كيلير الكاتبة والناشطة الأمريكية، أثناء دراستها الجامعية، عن تجربة كونها صماء وعمياء، في عدد من المقالات لمجلة «Ladies ‘Home Journal»، ثم نُشرت هذه المقالات معًا في وقت لاحق في كتاب «The Story of My Life» بعد بضع سنوات، وفي عام 1908 نشرت كتابًا آخر عن سيرتها الذاتية بعنوان «العالم الذي أعيش فيه».

البداية

ولدت هيلين كيلر في 27 يونيو 1880 في توسكومبيا بولاية ألاباما الأمريكية. نشأت في مزرعة كبيرة لعائلتها، عمل والدها في إحدى الصحف، بينما كانت والدتها، تعتني بالمنزل وطفلتها هيلين. وعندما بلغت هيلين من العمر عامًا ونصف عانت من حمى شديدة، وصداع لعدة أيام. على الرغم من نجاة هيلين من الحمى، إلى أنه سرعان ما أدرك والداها أنها فقدت بصرها وسمعها.
حاولت هيلين التواصل مع من حولها بحركات خاصة للإشارة إلى أنها تريد والدتها أو والدها. لكنها أصيبت بالإحباط، وسرعان ما أدركت أنها مختلفة ومن الصعب إخبار الآخرين بما تحتاجه.

التعلم بلغة برايل

أدرك والدا هيلين أنها بحاجة إلى بعض المساعدة الخاصة، اتصلوا بمعهد بيركنز للمكفوفين في بوسطن، واقترح المدير على طالبة سابقة تدعى آني سوليفان، كانت آني عمياء، لكنها استعادت بصرها بالجراحة. ربما تسمح لها تجربتها الفريدة بمساعدة هيلين. جاءت آني للعمل مع هيلين في 3 مارس 1887 وظلت مساعدتها ورفيقتها على مدار الخمسين عامًا القادمة.
بدأت آني في تعليم الكلمات لهيلين. كانت تضع دمية في إحدى يدي هيلين ثم تضغط على أحرف كلمة D-O-L-L باليد الأخرى. علمت هيلين عددًا من الكلمات. كررت هيلين الكلمات في يد آني.
بعد ذلك علمت آني هيلين كيفية القراءة. هيلين كانت ذكية للغاية وآني معلمة رائعة، لأنه سرعان ما تمكنت هيلين من قراءة كتب كاملة بلغة بريل.

سارة فولر

تخيل أنك تحاول أن تتعلم القراءة إذا لم تستطع الرؤية أو السمع. إنه لأمر مدهش حقًا ما تمكنت هيلين وآني من تحقيقه. في سن العاشرة كانت هيلين تستطيع القراءة واستخدام الآلة الكاتبة. الآن أرادت أن تتعلم كيف تتحدث.
تعلمت هيلين كيلر كيفية التحدث من سارة فولر. كانت سارة معلمة للصم. من خلال وضع يدها على شفتي سارة، تعلمت هيلين كيف تشعر بالاهتزازات الصوتية وكيف تتحرك الشفاه لتصدر الأصوات. بدأت في تعلم بعض الحروف والأصوات. ثم تقدمت إلى الكلمات وأخيراً الجمل. كانت هيلين سعيدة للغاية لدرجة أنها تمكنت من قول الكلمات.

نجاحات

في سن السادسة عشرة، التحقت هيلين بكلية رادكليف للنساء في ماساتشوستس. وكانت «آني» تحضر معها إلى المدرسة وتساعدها في كتابة المحاضرات وتحصيل دروسها، حتى تخرجت هيلين من جامعة رادكليف عام 1904 بمرتبة الشرف.

وعندما كبرت هيلين كيلير؛ أرادت مساعدة الآخرين. مثلما ساعدها آخرون ووقفوا جانبها حتى تعلمت القراءة والكتابة ونطق بعض الكلمات، رغم فقدها للسمع والبصر. انضمت إلى المؤسسة الأمريكية للمكفوفين، وسافرت عبر البلاد لإلقاء الدروس والخطب وجمع الأموال للمؤسسة. وخلال الحرب العالمية الثانية، زارت جرحى الحرب لتشجيعهم على عدم الاستسلام. أمضت هيلين معظم حياتها في العمل على جمع الأموال للمؤسسات الخيرية والتنموية، وزيادة وعي الأشخاص ذوي الاحتياجات بأنفسهم، وبأن إمكاناتهم بلا حدود، وخاصة الصم والمكفوفين.

حقائق حول هيلين كيلير

كتبت «هيلين» كتابًا بعنوان «المُعلمة» عن حياة آني سوليفان. والتي وصفتها «هيلين» بـ «صانعة المعجزة»، لأنها كانت قادرة على مساعدتها طوال الوقت.

تزايدت شهرة هيلين مع الوقت، وربطتها صداقات بالعديد من مشاهير عصرها بداية من العلماء والفنانين، مثل جراهام بيل مخترع التليفون. والأديب الشهير مارك توين. وحتى جروفر كليفلاند وليندون جونسون رؤساء الولايات المتحدة.
لعبت هيلين دور البطولة في فيلم عن نفسها يسمى Deliverance. وأشاد به النقاد، رغم قلة إقبال الناس على مشاهدته. ولكن بعد سنوات، فاز فيلمان عن حياة هيلين كيلر بجوائز الأوسكار. كان أحدهما فيلمًا وثائقيًا بعنوان The Unconquered (1954) والآخر كان دراما بعنوان The Miracle Worker (1962) بطولة Anne Bancroft و Patty Duke.

رحلت هيلين كيلر عن عالمنا، في 1 يونيو 1968 في أركان ريدج، إيستون، كونيتيكت. لكن ظل أثرها باق وأكثر ما اشتهر به هو انجازها العديد من الأعمال الأدبية رغم كونها صماء وعمياء.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى