الطب التلطيفي.. نهج جديد لتخفيف الألم عن المرضى

ظهر خلال السنوات الأخيرة مصطلح الطب التلطيفي، كأحد الأدوات الجديدة في العناية بالمرضى وخاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب رعاية طبية من نوع آخر.
وحسب منظمة الصحة العالمية؛ فإن الطب التلطيفي، هو نهج يهتم بتحسين جودة حياة المرضى وأسرهم. خاصة ممن يواجهون مشاكل ترتبط بأمراض مزمنة كالسرطان وأمراض القلب والأعصاب، التي من شأنها أن تهدد حياتهم. حيث يعتمد على العلاج السريع، سواء من الجانب البدني أو النفسي والعقلي.
اعتمدت -في البداية- معظم البلدان الأجنبية على الطب التلطيفي منذ ستينيات القرن الماضي. ثم عرفته الدول العربية مع مطلع الألفية الجديدة. بداية من السعودية، والأردن، والكويت، ومصر. وبدا واضحا فيما يخص الأمراض المزمنة أنه لا يمكن الاعتماد على العلاج البدني فقط في تخفيف الألم عن المرضى.
لذا ظهر نوع جديد تحت اسم «الطب التلطيفي». والذي بدوره يهتم بالرعاية البدنية، ومعرفة مصدر المرض، ومدى الألم، وكيفية تخفيف الآلام، والرعاية النفسية اللازمة لمرضى الاكتئاب. والتصدي لمشاكل الصحة العقلية التي قد تحتاج إلى علاج دوائي أو توجيه نفسي.
يعتمد هذا النوع من العلاج، على العلاج الروحي، من خلال العمل على توفير الجانب الديني في عملية العلاج الطويلة حتى لا يفقد المريض إيمانه ودخوله في اكتئاب يدفعه بشكل أو بآخر إلى حوادث عنيفة لا يحمد عقباها.
لا يمكن أن يقوم بدور الطب التلطيفي الأطقم الطبية المختلفة دون تدريب عملي ونظري على كيفية التعامل مع المرضى، إذ يتطلب الأمر دراية كاملة بدور وأهمية طريقة العلاج الأمثل.
وينهض هذا النوع من العلاج الروحي، على فريق طبي متكامل، يقدم كافة سبل الرعاية والاهتمام. وينبغي أن يمتلك الفريق الطبي لخبرات تمكنه من معالجة الآلام والأعراض المختلفة، وسرعة الوقوف على مصدرها. كما أن مهارات الفريق الطبي في التواصل مع عائلات المرضى عبر الجلسات الودية المباشرة؛ لها دور كبير في استقرار الحالة النفسية للمريض. لذا يجب تقديم الإرشادات الخاصة للعائلة بجانب المريض. وتوفير رجل دين لتغطية الجانب الروحي في عملية العلاج الطويلة، فلا يمكن تجاهل دور الدين.. خاصة في المجتمعات العربية.