حكايا ناس

رجل بلغ أرذل العمر .. فرقتهما الكورونا وجمعهما الأكوروديون

رجل بلغ أرذل العمر.. لم يفترق عن زوجته منذ زواجهما من حوالي 43 عامًا. لكنها أصيبت مؤخرًا بفيروس كورونا، وحتمت الإجراءات الاحترازية عليه عدم رؤيتها أو التحدث معها. وفجأة وجد الزوج نفسه بمفرده، ورفيقة حياته مُعلقة بين الحياة والموت.. فماذا يفعل؟ 

اشتاق  العجوز «بوزيني»، الضابط السابق في في الجيش الإيطالي، إلى زوجته، خاصة وأنه ممنوع من زيارتها. يبلغ «بوزيني» حاليًا 81 عامًا، أي أن زيارته لها تعد خطرًا كبيرًا في ظل تفشي فيروس كورونا. ومع ذلك هو لا يبالي، لكن مستشفيات العالم حاليا تمنع الزيارات خوفا من انتشار العدوى أكثر من ذلك.

يفتقد «بوزيني» زوجته التي لم يرَها منذ دخولها إلى المستشفى. وبعد تفكير طويل، وجد الرجل ضالته عندما ومضت في رأسه فكرة، أن يستعيد أيام الحب والغرام بينهما عندما كانا شابين أصغر في السن، مملوئين بشغف الحياة ودفء العالم. وقرر أن يستعيد تلك الأيام بالعزف على آلة الأكورديون المفضلة لديه هو وزوجته، تحت المستشفى، تماما كما فعل قديمًا عندما كانا مخطوبين.

في عصر فيروس شرس؛ مازالت الموسيقى قادرة على بث الحب في الأجواء. يقف الزوج أسفل المستشفى، يمسك بالأكورديون وينظر لجدران الغرفة التي ترقد فيها زوجته، ويبدأ في العزف. عزف لها الأغاني التي جمعتهما منذ زمن مثل أغنية سبانش آيز وغيرها من أغاني الحب المفضلة لديها. مع كل يوم يمر، يشعر أن الأمل يمر، ومع ذلك يستمر في العزف على الأكورديون بالساعات حتى الصباح.

 

 ذهول وتشجيع

مر حوله الناس في استغراب وتعجب، لماذا يعزف رجل بلغ أرذل العمر في الشارع وعيناه معلقتان على هذا الطابق العلوي من المستشفى؟ كان الكثيرون يراقبونه في صمت وذهول. والتقط له البعض عددًا من الصور انتشرت عبر السوشيال ميديا على نطاق واسع.

يأتي بوزيني مرتديًا سترة حمراء وبنطالاً باللون الكحلي وقبعة من الريش وقناعًا على وجهه ويبدأ في العزف بحماس. ينقر بقدمه  ثم يلوح إلى زوجته في نهاية العرض. تراقبه زوجته بحب من الطابق الثاني من المستشفى في كاستل سان جيوفاني، وهي بلدة في منطقة إميليا رومانيا بشمال إيطاليا. ويستكمل التروبادور المبهج عزفه وغناءه لمجموعة من أغاني الحب على الأكورديون في الأسفل.

«ما أجمل هذا الرجل الذي يعزف لزوجته المحجوزة في المستشفى». هكذا تأتيه التعليقات المشجعة من كل شخص يراه.

وحسب وكالة الأنباء الإيطالية، فإن القبعة التي يرتديها عازف الأكورديون العجوز؛ هي جزء من الزي الرسمي له في الجيش سابقًا. وأطلقت وحدته عليه لقب «جياني موراندي من جبال الألب» لأنه كان يعزف على الأكورديون أيضًا. وسرعان ما انتشرت الحكاية المفعمة بالحيوية على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث كتبت ابنة «بوزيني» على فيسبوك: هذا هو أبي.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى