أسوأ ما يمكن قوله لمريض الاكتئاب


ماذا ستفعل إن عرفت أن شخصا يهمك أمره يعاني من اكتئاب؟ إن تقديمك النصيحة له؛ شيء تفعله بحسن نية، لكنه قد يكون مُدمرًا. فقد تصيبه كلماتك غير المقصودة بمزيد من التعب النفسي خاصة، إذا لم تتفهم طبيعة مرض الاكتئاب. من المهم أن تعلم أن الاكتئاب مرض عضوي ونفسي معًا ويتطلب العلاج سواء بالأدوية العضوية، أو العلاج النفسي، أو كليهما.
عندما تتحدث إلى شخص عزيز عن اكتئابه، فإن تكرار العبارات المبتذلة يُشعره بأنك تقلل من مشاعره. قد تبدو كلماتك واضحة ودقيقة بالنسبة لك، لكنها قد تشعر المصاب بالاكتئاب بالهجوم أو سوء الفهم أو الأذى العميق. فإن كنت غير لبق وغير رحيم وغير واعٍ؛ فاصمت من فضلك، لأن محاولاتك للمساعدة قد تضر أكثر مما تنفع.
الاكتئاب مرض عضوي أيضًا
هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بالاكتئاب، والأمر لا يقتصر على مجرد “التحدث عن حالة المصاب المزاجية السيئة”، بل يحدث الاكتئاب لأن الجسم لا ينتج ما يكفي من المواد الكيميائية اللازمة في المخ التي يحتاجها ليعمل بشكل صحيح. تماما كما لا يستطيع المصابون بالسكري التحكم في أجسامهم لإنتاج المزيد من الأنسولين.
على غرار الطريقة التي قد يحتاج بها مرضى السكري إلى العلاج بالأنسولين، يحتاج مرضى الاكتئاب إلى التدخل الطبي والدعم النفسي. وبالنسبة لبعض الأشخاص، قد تساعد بعض الأدوية على علاج الاختلالات الكيميائية التي تؤثر على حالة المريض.
قل ولا تقل، افعل ولا تفعل مع مريض الاكتئاب
- لا تقلل من مشاعرهم. لا تتجاهل أعراضهم. لا تستخف بمعاناتهم. لا تقارن مشاعرهم بالآخرين. تجنب اللامبالاة.
- أخبرهم أنك تهتم. اسأل كيف يمكنك ان تساعدهم. اعتنِ بمهامهم مثل الأعمال المنزلية، أو دروسهم الجامعية. ساعدهم في العثور على متخصص. تعاطف وتفهم. كن داعما. لا تثقل عليهم لبذل جهد أكبر.
- لا تبالغ في التبسيط: قد تشعرك تحذيراتك حسنة النية “ابتهج” أو “ابتسم” بالود والدعم، لكنها تبالغ في تبسيط مشاعر الحزن المرتبطة بالاكتئاب لديه. حيث لا يستطيع الشخص المصاب بالاكتئاب إجبار دماغه على إنتاج المزيد من السيروتونين، لا يمكنه أيضًا أن يقرر أن يكون سعيدًا. فلا تكفي كلماتك عن التفكير الإيجابي في علاج شخص مريض بالاكتئاب.
- لا تكفر بالشخص المصاب: يقول الكاتب الأمريكي جلينون دويل: «غالبًا ما يبدو الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة كأشخاص لا يحتاجون إلى المساعدة». بمعنى آخر، ما يظهره الشخص في الخارج لا يعكس بالضرورة ما يشعر به من الداخل. وينطبق هذا على العديد من الأمراض النفسية، ولكنه ينطبق أيضًا على الأمراض والحالات المزمنة التي تعتبر أحيانًا غير مرئية. لذا تجنب الإدلاء بعبارات مثل: لكنك لا تبدو مكتئبًا!” لا يبدو أنك حزين! لم تتصرف بطريقة مختلفة.
- يحاول مرضى الاكتئاب والقلق جاهدين “إضفاء مظهر جميل” وإخفاء شعورهم الحقيقي عن الآخرين. وتلك سمة من سمات الاكتئاب نفسه، على الرغم من أنها لا تعكس الواقع.

تجنب المقارنة.. فلسنا في منافسة
- تجنب إجراء مقارنات أو الدخول في منافسة لسنا في سباق من يتألم أكثر أو من يشعر بالأسوأ. القيام بذلك ضارًا للغاية ويُشعر المصاب بالاكتئاب أنك تقلل من تجربته أو لا تستمع حقًا إلى ما يقوله لك. تذكر دائمًا أن الألم (العاطفي والجسدي) ليس أمرًا ذاتيًا فقط ولكنه نسبي.
- لا تكن عديم المبالاة: عندما يصاب شخص ما بالاكتئاب، فإنه قد يحمل مشاعر الذنب والعار. قد يشعر أنه يمثل عبئًا على الناس في حياته، وهذه المشاعر يمكن أن تزيد الاكتئاب سوءً وقد تؤدي إلى أفكار انتحارية أو سلوكيات إيذاء النفس. إذا كانت لديك أفكار انتحارية، فاتصل فورا بأقرب مركز صحة نفسية فورا.
- التقليل من ألم شخص آخر ليس مفيدًا بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب، بل يكون مؤلمًا وضارًا للغاية.
- لا تلوم: عبارات مثل “كل شيء في رأسك. إنها غلطتك. أنت تتخيل الأشياء”. قد تُشعر المصاب بالهجوم، وكأنه متهم بـ “اختلاقها”. انتبه من آثار كلماتك.
- لا تخجله: قد يبدو أن مريض الاكتئاب منشغل جدًا بحياته (أو بشكل أكثر تحديدًا، بأفكاره الخاصة)، ولكن هذا لا يجعله أنانيًا. تجنب الإدلاء بتعليقات تخجلهم مما يشعرون به مثل: أنت تفكر فقط في نفسك. يعاني الآخرون من مشاكل أيضًا. أنت تفكر في نفسك كثيرًا.
طمأن الشخص المكتئب دائما
- الإيحاء بأن الشخص المصاب بالاكتئاب لا يهتم بالآخرين؛ يؤجج مشاعر اللوم والعار والذنب لديه. لا يزال الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب يهتمون بالآخرين لكنهم منهكين.
- إذا لم تصاب بالاكتئاب مطلقًا، فقد يصعب عليك التعاطف. فإن كان بحياتك شخص تحبه مكتئبًا، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو أن تكون منفتحًا ومستعدًا للتعلم، فبدلًا من قولك “أنا لا أفهمك”، ابدأ بطمأنة من تحب، ليشعر أنك تهتم لأمره.
- إذا كنت تكافح لفهم ما يحتاجون إليه، فكن صريحًا. اشرح بهدوء، ثم تحلى بالصبر والاستعداد للاستماع.
- تجنب العبارات المكررة المبتذلة: حيث لا تفيد المكتئب. لذا تجنب: كل هذا سيمر.”سوف تتخطاها.”
- قد يجد الشخص المصاب بالاكتئاب صعوبة في تخيل المستقبل لأنه غارق في الحاضر. افهم أن وضعه ليس هينًا.
أسباب إخفاء المكتئبين لمشاعرهم:
- قد يكون محرجًا أو مرتبكًا أو مذنبًا أو خجلًا أو خائفًا مما يحدث إذا اكتشف الآخرون أنهم يعانون من الاكتئاب.
- يقلقون من أن يُنظر إليهم على أنهم غير أكفاء في العمل أو كآباء وأمهات.
- يعتقدون أن عائلاتهم وأصدقائهم سيتوقفون عن حبهم.
- يحاول المصاب بالاكتئاب اخفاء اكتئابه، لكنه لا يريد ألا يُطرد عندما يبوح بمشاعره. يتطلب الأمر شجاعة للتحدث عن ألمه لكنه يتحدث بشك وريبة. يخاف من وصمة العار التي تقترن بالمرض النفسي، ومشاعر الشك تجعله يتردد في طلب العلاج.
- الاكتئاب لا يحتاج إلى مبرر. التجربة ذاتية للغاية، حتى إذا اهتميت بالمصاب ورغبت في مساعدته، فكن على دراية بأنه لا تشعر بما يشعر به تماما.
- الاكتئاب لا يرتبط بعيش حياة سيئة أو حياة جيدة، بل يتعلق بشعور المكتئب تجاه الحياة، إنه يشعر بالسوء تجاه حياته.
- الاكتئاب لا يصيب الدماغ فقط بل يصيب الجسد. هناك العديد من الأعراض الجسدية للاكتئاب، بما في ذلك الألم المزمن، وهي أعراض حقيقية للغاية. الاكتئاب مرض يحتاج علاج.
عوامل تساهم وتؤدي إلى الاصابة بالاكتئاب
- الوراثة: قد يكون الاكتئاب وراثيا.
- العوامل البيئية: مثل البيئة المنزلية التي نشأ المصاب فيها. ومن المعروف جيدًا أن الأشخاص الذين عانوا من صدمة أو سوء المعاملة في مرحلة الطفولة معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالاكتئاب في وقت لاحق من الحياة.
- ضغط عصبى: يمكن أن يلعب الإجهاد اليومي المزمن، والمشاكل الشخصية وأحداث الحياة الكبرى دورًا في إثارة أعراض الاكتئاب.