حبس آلاف الطلاب في سكنهم الجامعي بسبب اكتشاف حالات مصابة بـ «كورونا»
أعلنت نحو 32 جامعة في المملكة المتحدة، عن عزل 3000 طالب، بسبب اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا. يأتي ذلك في الوقت الذي تواجه فيه الجامعات ضغوطًا متزايدة من الطلاب وأولياء الأمور لاسترداد الرسوم الدراسية، حيث تتخلى الجامعات عن التدريس الفعلي، وتلجأ للتدريس الالكتروني بسبب تفشي الفيروس. ويتم حاليًا حبس الآلاف من المبتدئين في غرفهم. ويبدو أن ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس سيؤدي إلى تدمير بداية الفصل الدراسي.
«يجب التنازل عن رسوم الطلاب، لقد طلبنا من الطلاب العودة إلى الجامعة، لكننا خنقناهم عند ظهور أول أعراض». هكذا يقول كار هينجان، أستاذ في جامعة أكسفورد في المملكة المتحدة، مضيفا: «الحكومة ساعدت كل القطاعات لكنها تزمتت مع الطلاب. إن المملكة المتحدة يجب أن تدفع لهؤلاء الطلاب إذا أصيبوا بالعدوى، كما يجب الوثوق بتصرفاتهم كبالغين مسؤولين بدلاً من حبسهم في الحرم الجامعي حتى الكريسماس».
يتم تحصيل ما يصل إلى 9250 جنيهًا إسترلينيًا في السنة كرسوم دراسية، بالإضافة إلى الإيجار. وتقول لاريسا كينيدي، رئيسة الاتحاد الوطني للطلاب: «يجب السماح للطلاب بإنهاء عقود الإيجار الخاصة بهم وعدم معاقبتهم لاتخاذ قرارات بناءً على سلامتهم وسلامة المجتمعات المحلية». وتضيف: «يبدو أنه سيكون عامًا غير واضح ومتقلب، يجب أن ننظر بجدية في تعويضات الطلاب الذين تأثرت دراستهم بشكل كبير».
إعلان 32 جامعة في المملكة المتحدة عن اكتشاف حالات مصابة بفيروس كورونا
حثت وزيرة التعليم كيت جرين، نظيرها جافين ويليامسون على وعد الطلاب بإلغاء هذه القيود. فمن الظلم الشديد أن يجبر الطلاب على البقاء في سكنهم الطلابي، وطالبته بالعمل مع الجامعات لعمل اختبار لكل طالب للسماح برحلة آمنة إلى منازلهم في الكريسماس.
كما طلبت النظر في تأخير بدء الفصل الدراسي أو “توقف مؤقت” للجامعات، حيث لم يبدأ الفصل الدراسي بعد للسماح باختبارات القدرات وأحكام التعلم عن بُعد. كما صرحت في بيان: «يجب أن يكون الانتقال من السكن إلى الجامعة خطوة مهمة ومثيرة للشباب وعائلاتهم. لقد بذلت الجامعات كل ما في وسعها للاستعداد لعودة الطلاب بأمان، لكن الحكومة خذلت الشباب مرة أخرى».
وتضيف: «من غير المعقول أن يتم حبس الطلاب في غرفهم، لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم لقضاء الكريسماس مع عائلاتهم. يجب على الحكومة أن تعد بأن هذا لن يحدث، وأن تعمل مع الجامعات لتمكين كل طالب من الوصول إلى الاختبارات حتى يتمكن من السفر إلى المنزل بأمان».
حصار الشرطة للطلاب
في جامعة مانشستر؛ تم حبس 1700 طالب في غرفهم لمدة أسبوعين، رغم عدم ظهور أعراض عليهم. وحاصرت الشرطة وضباط الأمن قاعات بيرلي وكامبريدج، وأعلنت الجامعة اتخاذ الإجراءات التأديبية حيال أية مخالفات. وعلى جانب آخر سافر الآباء القلقون لأبنائهم المراهقين الذين لم يتمكنوا من شراء إمداداتهم الغذائية.
حولت جامعة مانشيستر الآن التدريس عبر الإنترنت فقط لطلاب السنة التأسيسية والسنة الأولى. كما فَعَّلْت أيضًا جامعة ليفربول هوب، وليفربول جون مورس، التدريس عبر الإنترنت في حالة ارتفاع الحالات. وأتت تقارير الاختبارات الإيجابية في جامعة ليدز. قال جيس كوك، أحد الوالدين من كينت، والذي بدأ ابنه للتو في الدراسة: «يا له من إهدار مادي بقيمة 9000 جنيه إسترليني. إنه أمر بائس بالنسبة لهم. يجب منح خصم على الرسوم»، لكن الجامعات تحتاج إلى دعم من الحكومة، كما إنها تحت ضغط كبير لاستقبال الطلاب بشأن الحفاظ على سلامتهم.
في اسكتلندا؛ تم عزل آلاف الطلاب بعد تأكيد 172 حالة في جامعة جلاسكو، و120 حالة أخرى في جامعة إدنبرة نابير. في جميع أنحاء البلاد، منعت الطلاب من الذهاب إلى الحانات أو المطاعم أو الحفلات، كما حذرت جامعات اسكتلندا أن اختلاط الطلاب بالآخرين يعرضهم يفقدهم مقعدهم الدراسي. كذلك في جامعة إدنبرة، تم استدعاء الشرطة لتفريق الحفلات ليلة الجمعة في بولوك هولز، وهو سكن رئيسي للطلاب يضم حوالي 1900 طالب جامعي.
مطالبة الأهالي باسترداد المصروفات وبعض الجامعات مهددة بالافلاس
بينما أعلنت جامعة جلاسكو أمس أنها ستعيد لجميع الطلاب في قاعات السكن إيجار شهر، بالإضافة إلى دفع 50 جنيهًا إسترلينيًا مقابل الطعام. صرح مدير المدرسة، البروفيسور السير أنطون موسكاتيل “إننا نعرض استرداد ايجار شهر على الجميع في مساكننا، بغض النظر عما إذا كانوا معزولين أم لا لتعويضهم عن ما يواجهونه من مصاعب مالية”.
وأضاف روبرت هافون، رئيس لجنة التعليم في مجلس النواب، “بالتأكيد يجب أن يحصلوا على خصم على تكلفة قرضهم الدراسي إذا لم يحصلوا على قدر كبير من التدريس وجهًا لوجه”. كما حذر من منع الطلاب من العودة إلى منازلهم خلال عطلة الكريسماس لأنها قد تسبب في “أزمة كبيرة”.
بينما شكك هيلمان، مدير معهد سياسات التعليم العالي، في قرار بعض نواب المستشارين بوقف التدريس وجهًا لوجه، قائلًا: «تفعيل التدريس عبر الإنترنت يشجع الطلاب على العودة إلى منازلهم». وأضاف أنه في الوقت الذي تتزايد فيه المطالبات باسترداد الأموال، فإن الصعوبة التي تواجه الجامعات تكمن في أن التدريس الالكتروني بجودة عالية ليست أرخص من التدريس الفعلي، كما أن بعض الجامعات مهددة بالإفلاس.