الأحلام الواقعية.. من «بن فرناس» إلى السيارات الطائرة


في 1982؛ اختار المخرج رادلي سكوت العام 2019 زمنا لفيلمه الشهير Blade Runner من بطولة النجم الأمريكي هاريسون فورد، والذي طرح من خلاله بعض تصوراته عن مستقبل الذكاء الاصطناعي.
سيارات طائرة وأسلحة ليزر وإنسان آلي في هيئة بشر يتمتع بعقل ووعي اصطناعي، فقط المشاعر هي ما تُميز بينه وبين البشر. طرح بدا خياليًا آنذاك، ولكن بعد أقل من 40 عاما، يتحول الخيال إلى حقيقة.
أعلنت مؤسسة Sky Drive اليابانية مؤخرًا، نجاح التجربة العملية لأحد نماذج السيارات الطائرة التي تحمل شخصًا واحدًا، بعد سلسلة من التجارب تجاوزت 100 مشروع عبر العالم، ويبدو أن الشعوب أصحبت أقرب من أي وقت مضى للتغلب على زحام المرور بواسطة اقتناء السيارات الطائرة!
وفقا لما أعلنه رئيس الفريق البحثي «توموهيرو فوكوزاوا»؛ فإنه من المتوقع طرح السيارات الطائرة بحلول عام 2030 في الأسواق كبديل للسيارات التقليدية، حيث يسعى الفريق البحثي حاليًا لتحسين إمكانياتها فيما يتعلق بمدة الطيران ومدى الارتفاع عن سطح الأرض، بالإضافة لمحاولة اتساعها لشخصين وزيادة السرعة القصوى للطيران.
شرائح Black Mirror:
لم تقتصر إنجازات البشرية في 2020 على نجاح نموذج السيارة الطائرة، حيث أعلن الملياردير إيلون ماسك، نجاح تجربتين لزرع شريحة تكنولوجية في المخ، إحداهما على البشر، والأخرى أجريت لأنثى خنزير.
وبحسب تصريحات إيلون ماسك، فإن تلك الشريحة تهدف للمساعدة مستقبلا في علاج بعض الأمراض الصعبة مثل الخرف والشلل الرعاش والتهاب الحبل الشوكي، كما يُمكنها إعادة تشغيل بعض الحواس المُعطلة مثل النظر والسمع، حيث يهدف للوصول إلى ما وصفه بـ «الإدراك البشري الخارق».
وعلى الرغم من أن البعض كان يأمل في رؤية شخص ما يستخدم قدرات تلك الشريحة التكنولوجية بالفعل، إلا أن ما أُعلن خلال مؤتمر إيلون ماسك، يُشير لاقتراب شركته Neuralink من تحقيق الحلم الذي أشار له قبل سنوات بتمكين البشر من التحكم في أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة وكل ما يشمل رقاقة إلكترونية بأذهانهم، على غرار حلقات المسلسل الشهير Black Mirror.
«صوفيا».. تجسيد I Robot:
وقبل 5 سنوات؛ كشفت شركة هانسون روبوتيكس النقاب عن نموذج متطور لإنسان آلى يحمل اسم «صوفيا»، حيث صُمم للتعلم والتأقلم مع البشر اعتمادا على ما يملكه من ذكاء اصطناعي ومعالجة بصرية.
ووفقا لمُنتِج الروبوت، ديفيد هانسون، فإن إنتاج نماذج أخرى أشبه بـ«صوفيا» قد يُساعد في خدمة كبار السن، وقد يكون مفيدا في الساحات العامة والحشود الضخمة، على غرار ما طرحه فيلم I Robot، ولكن مازالت هناك مخاوف أن تخرج مثل هذه النوعية من الذكاء الاصطناعي عن السيطرة كما نبأت بذلك العديد من الأفلام والمسلسلات مثل EX Machina.
أحلام الأجداد تتحقق:
تجارب البشر مع ما كان مستحيلا من قبل لم تقتصر على الأفلام والأعمال السينمائية فقط، فقبل أكثر من 1000 عام، حاول رجلٌ يُدعى عباس بن فرناس تطبيق أول تجربة طيران لإنسان، حيث استخدم جناحين محاولا الطيران بالقرب من قصر الرُصافة في بغداد، قبل أن يتبعه إلمر المالمسبوري بمحاولة أخرى للطيران في إنجلترا مستخدما أول نموذج لطائرة شراعية، لتتوالى الأبحاث وصولا للشكل الحالي للطائرات والتي أنتجت فيما بعد الصواريخ الفضائية.
ولعل أبرز إنجازات البشر في تحويل الأحلام إلى حقيقة تتمثل في الهاتف المحمول، حيث تحولت الفكرة التي بدأت بزوج من الصفيح يربط بينهما سلك قصير لنقل الصوت في الاتجاهين، إلى الشكل الحالي للهواتف الذكية القادرة على تلبية أكثر بكثير من خيال الأجداد آنذاك.
ويوما بعد يوم تتمكن البشرية من تحقيق خطوات ملموسة في سبيل التطور باستخدام تقنيات التكنولوجيا، فبعد تحقيق مئات الإنجازات عبر العصور، ربما يكون التحدى المقبل هو بناء مستعمرة بشرية في الفضاء الخارجي، وسهولة الانتقال بين الكواكب على غرار السفر حاليًا إلى الدول.