الشيعة في عاشوراء.. من جلْد الذات إلى ممارسة العنف
في اليوم الذي نجّى الله فيه موسى من فرعون، وأنقذ إبراهيم من النمرود، وغفر لآدم وداود، وأخرج يونس من بطن الحوت، ونزل فيه نوح من سفينته، ورفعَ البلاء عن أيوب؛ يحتفل أهلُ السنة من المسلمين في العاشر من شهر محرم بالصيام أسوة بالنبي، أما أصحاب المذهب الشيعي، يمارسون طقوسًا تتسم بالعنف والدموية لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين بن عليّ خلال معركة كربلاء سنة 61 هجريًا.
مع الساعات الأولى ليوم عاشوراء من كل عام؛ تخرج طوائف الشيعة في الدول المختلفة إلى الميادين العامة، لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين، والتعبير عن ندمهم على عدم مساندتهم له. يلجأ بعضهم لابتهالات وأناشيد دينية، بينما يُمارس آخرون طقوسا أكثر عُنفا أشبه بـ “جلد الذات” عن طريق ضرب أنفسهم بالسياط وإسالة الدماء بالسكاكين.
كارثة «دجلة» الفضائية:
عادة ما تخرج طقوس العنف تلك عن السيطرة، حيثُ صبّ الشيعة في العراق غضبهم خلال العام الجاري على قناة “دجلة” الفضائية، بسبب إذاعة فقرة غنائية في أحد أكثر الأيام حزنا لدى الشيعة.
ووفقا لبيان أصدرته إدارة القناة الفضائية، فإن إذاعة الأغاني خلال يوم عاشوراء لا يتعدي كونه خطأ فرديًّا لأحد العاملين، كما أصدرت “دجلة” بيان اعتذار عن الواقعة وقررت غلق القناة مؤقتا، إلا أن محكمة تحقيق الرصافة بالعاصمة بغداد، أصدرت قرارًا بالقبض على رجل الأعمال جمال الكربولي، مالك القناة، ورئيس حزب الحل، بتهمة الإساءة لشعائر أحد الطوائف الدينية في العراق.
أيضا أحالت المحكمة شكوى مقدمة من مُحامين إلى “هيئة الإعلام والاتصالات”، والتي أصدرت بيانا للتعهد باتخاذ الإجراءات القانونية ضد القناة، والتي تتراوح بين إغلاق القناة لفترة محددة أو تغريمها ماليًا.
وعلى الرغم من سرعة الاستجابة القانونية من خلال مؤسسات الدولة العراقية، إلا أن بعض أصحاب المذهب الشيعي خرجوا في مظاهرات ضد القناة وللمطالبة بإغلاقها نهائيًا، قبل أن يتوجه مجموعة من الشيعة إلى مقر القناة، حيث جرى اقتحامها وتحطيم محتواياتها وإضرام النيران بالمقر.
اشتباكات المغرب:
لم تقتصر أحداث العنف خلال طقوس إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين في يوم عاشوراء على العراق، بل اندلعت أحداث كر وفر في المغرب بين رجال الشرطة وأفراد من الشيعة أصرّوا على مخالفة الإجراءات الوقائية، الخاصة بتطبيق التباعد الاجتماعي، للحد من خطر انتشار فيروس كورونا، ووصلت حدة الاشتباكات بين الأمن والشيعة لرشق الأمن بالحجارة وقنابل المولوتوف، في حين ردت الشرطة بقنابل الغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق التجمع، فيما فتحت الشرطة القضائية بالمنطقة الإقليمية للشرطة بمدينة خريبكة، تحقيقا في الحادث بعد إلقاء القبض على أكثر من 150 متظاهرًا شيعيًا.
تاريخ دموي عنيف:
وقبل سنوات، وتحديدا خلال عام 2015م، شهدت دولة البحرين أعمال عنف في قرى شيعية بين الشرطة والأهالي إثر محاولة قوات الأمن إزالة اللافتات من الشوارع، ووصلت حدة الاشتباكات لإلقاء المولوتوف على الشرطة وتخريب الممتلكات وتبادل إطلاق الخرطوش بين الطرفين.
أيضًا؛ اضطرت وزارة التعليم الأفغانية، تعليق الدراسة في 4 جامعات في العاصمة كابول، لمدة 10 أيام كاملة على خلفية اشتباكات طائفية بين طلاب من المذهب السني آخرون من الشيعة خلال يوم عاشوراء.
وأسفرت الاشتباكات التي وقعت في 2012، عن مقتل طالبين وإصابة 25 آخرين، وكأنه ترسيخٌ لمبدأ العنف الذي ارتبط بيوم عاشوراء لدى أصحاب المذهب الشيعي.