«جيف بيزوس» طاهي البرجر الذي امتلك العالم
أعلن مؤشر “بلومبرج” للمليارديرات، وتقرير نُشر عبر مجلس “فوربس”، أن ثروة رجل الأعمال الأمريكي جيف بيزوس قد تخطت 202 مليار دولار أمريكي، ليصبح أول رجل في العالم تتجاوز ثروته حاجز الـ200 مليار دولار.
وعلى غرار سيناريوهات الأفلام السينمائية، وبقصة نجاح شبية لحد ما بعبد الغفور البرعي في مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي”؛ تمكن الملياردير الأمريكي جيف بيزوس، ومؤسس متجر “أمازون” من تحقيق إمبراطوريته الاقتصادية الكبرى، وحفر اسمه كأغنى إنسان عاش على سطح الكوكب بعد رحلة صعود مريرة.
طاهي البرجر:
كان يعمل طاهيًا للبرجر في أحد أفرع “ماكدنولدز، ثم درس الهندسة الكهربائية وعلوم الكمبيوتر، ورفض عرضا للتوظيف في شركات عديدة من بينهم Intel، وفضل الانضمام لإحدى الشركات الناشئة تُدعى FITEL، حيث تعلم فن إدارة الشركات الحديثة، وسرعان ما تقلد منصب مدير خدمة العملاء، قبل أن ينتقل لعدة شركات أخرى، ثم عمل لفترة غير قليلة في Wall Street، والتي تعرف خلالها على شريكة مشواره الأسري والاقتصادي ماكنزي توتل.
أراد جيف بيزوس دائمًا الارتباط بامرأة واسعة الحيلة، فتعرف على ماكنزي توتل، التي كانت تعمل ضمن مساعديه في Wall Street، أعجب بها حيث كانت محللة وروائية، قبل أن يُقرر الزواج بها عام 1993، والتي كانت داعمة للغاية وفاعلة في إطلاق شركة “أمازون”، قبل أن يقررا الانفصال في 2019 ويُخصص لها بيزوس 25% من أسهم شركته.
ورشة تصليح السيارات:
البداية جاءت من ورشة صغيرة لتصليح السيارات، والتي تحولت بعد ذلك إلى أشهر متجر إلكتروني في العالم “أمازون”، امتلك “بيزوس” هوسًا بالفضاء منذ الطفولة؛ فأطلق في عام 2000م شركته لخدمات الرحلات الفضائية “Blue origin”، ومع ذلك لم يقتصر شغفه بالفضاء على تأسيس شركته فقط، فقد حقق حلمًا آخر من أحلام الطفولة بمشاركة فريق عمل فيلم “Star Trek Beyond”، حيث كان مُغرما في مرحلة الطفولة بمتابعة حلقات المسلسل، حتى أنه أطلق اسم Alexa على المساعد الافتراضي لأمازون متأثرًا بحلقات المسلسل.
ثروة بيزوس الضخمة والتي توازي تقريبًا إجمالي الناتج المحلي في نيوزيلاندا وتتخطي نظيره القطري بـ12 مليار دولار، تعود لقصة مُلهمة بطلها جيف بيزوس نفسه والذي تنازل عن 25% من أسهم شركته “أمازون” في 2019 خلال طلاقه من زوجته ماكنزي سكوت.
يد القدر:
حياة بيزوس عبارة عن مجموعة من تقلبات القدر، هجره والده قبل أن يبلغ عامه الثاني، وانتقل للعيش مع والدته المراهقة ذات الـ17 عاما التي أرغمت من قبل والد جيف على مغادرة المدينة، قبل أن تُقرر الزواج من مايك بيزوس، الذي حمل جيف لقبه العائلي لاحقا.
بمتابعة الإحصائيات المتعلقة بالإنترنت، صُعق جيف تماما مثل بيل جيتس، حيث قرأ إحدى الإحصائيات التي توضح نمو استخدام الإنترنت بنسبة 2300% خلال عام واحد، فقرر بدء أولى مشروعاته ببيع الكتب عبر الإنترنت، قبل أن يترك وظيفته في Wall Street وينتقل إلى سياتل بالعاصمة واشنطن ليؤسس متجرًا للبيع الإلكتروني.
لم يكن والدا بيزوس متأكدين من صحة قراره، ولكنهم وجدوا حماسه وإصراره يُبشر بالنجاح، ولم يكن جيف نفسه يملك الكثير من المال لبدء المشروع، فدعمه أهله بمبلغ 250.000 دولار، ما جعله متخوفا من الفشل حتى لا تضيع أموال والديه.
مرحلة جنى الثمار:
خلال فترة وجيزة أذيع اسم “أمازون” التي عُرفت في البداية باسم “كادبرا”، وعلى الرغم من أن بيزوس لم يتوقع أرباحا من شركته خلال 4 أو 5 سنوات الأولى، إلا أنه بات يحصد بعد عام واحد من الانطلاق 20 ألف دولار أسبوعيا، وتمكن من جنى 5 ملايين دولار في عام 2001.
“قيل عنه إنه مجنون كالثعالب، يملك رؤية ثاقبة وإرادة قوية جدا”؛ هكذا وصفته نادية شرابورة، المدير التنفيذي السابق لشركة أمازون.
لطالما كان بيزوس ناجحا في الاستثمار، ففي عام 1998، قرر شراء أسهم في شركة GOOGLE الناشئة آنذاك بقيمة مليون دولار، هذا الاستثمار يساوى اليوم مليار دولار أمريكي، وعلى الرغم من كونه أغني رجل في العالم حاليًا، إلا أنه لايزال يتابع البريد الإلكتروني الخاص بشكاوى العملاء ويرد عليها بنفسه، وإذا كانت المشكلة متخصصة يُحيلها إلى القسم المختص مع علامة استفهام.