سوشيال ناس

شرائح إيلون ماسك تغير الإنسان إلى خارق أم همجي؟

قدّم الفنان محمد صبحي في مسرحيته الشهيرة “الهمجي” مشهدًا مسرحيًا لم يتعدّ دقائق معدودة، لرجل يُنزع عن رأسه طوق إلكتروني كان يساعده في تنظيم أفكاره وتطوير عقله، فيتحول من شخص ذكي أشبه بالآلات، إلى مختل عقلي غير قادر على النطق أو ترجمة أبسط العمليات العقلية لأفعال ملموسة.

ربما حملت أفكار الكاتب الراحل لينين الرملي في مسرحيته “الهمجي”، توقعا متشائما بمستقبل البشرية في ظل التطور التكنولوجي والإغراق في الاعتماد على التحكم في العقل. وهو ما أعلنه لاحقا الملياردير إيلون ماسك، عبر اختراع شريحة تُدعى V2، تُزرع بالمخ تُمكن الإنسان من التحكم في الكمبيوتر والهواتف المحمولة بمجرد التفكير، وتساعده على حجب الذكريات السيئة وربما تمكين مرضى الشلل وفقدان السمع والبصر من استعادة حواسهم.

وعلى الرغم من إعلان إيلون ماسك نتائج تجربته في مؤتمر صحفي باعتباره أمر محسوم، إلا أن بعض الآراء العلمية تُشكك في قدرة الشريحة على تحقيق ما ادعاه إيلون ماسك، فيما يُحذر آخرون من خطورة اعتماد تلك التقنيات حال وجودها.

خطر تقنيات الأعصاب:

وفقا لتقرير مطول نشرته مجلة Time الأمريكية، فإن البروفيسور جاك جالانت، المحاضر بجامعة كاليفورنيا، والعالم المتخصص في مجال ربط الأعصاب بالكمبيوتر، يرى أنه من غير المجدي الشروع في إنشاء آلة لقراءة الأفكار.

ويقول دكتور جالانت مازحا، أن التقنيات المقترحة للتواصل عبر إشارات المخ بين الإنسان والكمبيوتر يُمكن أن يُطلق عليها اسم “غطاء جوجل”، فهي تشبه غطاءً يوضع أعلى الرأس ويتمكن من استشعار الأوامر في المخ وحث أجهزة الكمبيوتر على الاستجابة.

ولكن ما يعوق تنفيذ تلك التقنيات على أرض الواقع يكمن في ضرورة أن تكون تلك الشرائح قادرة على رؤية 100 مليار خلية عصبية في نفس اللحظة، وهو ما يراه مستحيلًا علميا، ويُشير إلى أن التقنية المستخدمة في التقاط صور الرنين المغناطيسي يصعب وضعها على الرأس واستخدامها بشكل دائم، كما أن تقليل حجم التقنية لن يُجدي نفعا في مدى قدرتها على قراءة الأفكار.

ليست الأولى:

“خطوة قوية ولكنها ليست جديدة”، هكذا يصف المستشار أنور حاميم بن سليم، والمحاضر دولي في الابتكار واستشراف المستقبل، في حديث مُطول عن تقنية إيلون ماسك، موضحًا أن العالم يعمل قبل سنوات باستخدام شرائح لمعالجة الصرع عبر تنظيم الكهرباء في المخ.

وقبل سنوات، أعلن البروفيسور الألماني توماس ستيجلز، المحاضر في جامعة فريبرج، العمل على تطوير تقنية مشابهة لعلاج مرضى الصرع، والشلل الرعاش، فضلًا عن مساعدة من يعانون من بتر أطرافهم ويحتاجون إلى تركيب أطراف صناعية بديلة.

ويضيف “بن ساليم”، أن آلية عمل الشريحة تعتمد على مجموعة من الأقطاب الكهربائية للخلايا العصبية التي تُلف عن طريق أسلاك شُعيرية ضئيلة جدا، وتتواصل عن طريق الإشارات الكهربائية مع الآلات التكنولوجية، ما يعني أن ثمة موجات وذبذبات مع الأجهزة الأخرى سيتم تبادلها بين المخ وتلك الأجهزة، الأمر الذي يُمكن أن يُسبب ضررًا بالغا على سلامة العقل البشري وصحة الإنسان.

وكما أبدى علماء آخرون تخوفهم من آلية شحن الشريحة، والتي ستتم عن طريق جلد الإنسان، ما يعني تعرض الجسم لمزيد من الشحنات الكهربائية السلبية. يقول “بن ساليم” أيضًا أن حدوث أي خلل كهربائي في عمل الشريحة يُمكن أن يُدمر خلايا في المخ ويُعطل أعضاء جسم الإنسان، فضلًا عن احتمالية تعرضها للقرصنة ومن ثم تهديد سلامة العقل وما يملكه الإنسان من ذكريات ومشاعر.

اظهر المزيد

نادر عيسى

مؤسس ومدير المحتوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى