أول مصاب بالتوحد يفتتح صالة ألعاب رياضية خاصة بمرضى التوحد


عانى من التوحد طوال حياته لكنه تجاوزه بشكل كبير للدرجة التي جعلته يتخرج من الجامعة ويستكمل دراسته للماجستير في تخصص علم التمارين الرياضية. يُعرف التوحد على أنه اضطراب يؤثر على قدرة الفرد على الاتصال بمحيطيه. والتي تظهر عبر ثلاثة مستويات: العلاقات الاجتماعية، اللغة، السلوك. لكن حبه للرياضة ساعده على تجاوز مرضه. وقرر بعد انتهائه من الماجستير أن يجعل لحلمه جناحين، وافتتح بالفعل أول صالة ألعاب رياضية للمصابين بالتوحد.
التمارين الرياضية طريقة رائعة لتنشيط دماغ المصاب بالتوحد
إنه المدرب الرياضي مارك فليمنج؛ يظهر بابتسامة مشجعة وهو يدفع شابًا. إنه تمرين بسيط، يُعلمه تخطي العقبات. لا يوجد شيء سهل بالطبع، ويفهم فليمنج ذلك جيدًا لكونه مر بهذه التجربة لكنه يؤمن أنه بإمكانه إحداث فارق في حياة هؤلاء المتدربين المصابين بالتوحد.
يقول فليمنج: «أعتقد أنه من المهم مساعدة الآخرين لعيش الحياة التي يرغبون فيها بشكل طبيعي. والتمارين الرياضية طريقة رائعة للقيام بذلك. قد يكون القدوم إلى مكان جديد مثل الصالة تحديًا لشخص مصاب بالتوحد؛ لكن بعض التمارين تساعد على تنشيظ الدماغ وجعلها تعمل».
كيف جاءته الفكرة؟
تخرج «فليمنج» من جامعة ألاباما بدرجة البكالوريوس والماجستير في علم التمارين. أثناء عمله كمتطوع في الأولمبياد الخاص. علم بوجود مشكلة لياقة مزعجة للعديد من المشاركين. لم يكن هناك أي تمارين أو أي وسائل تساعد الأشخاص المصابين بالتوحد ليظلوا نشيطين بعد انتهاء الأولمبياد الخاص، وينتهي بهم الأمر بالتراجع.
في كثير من الأحيان، يقبع الأشخاص ذوي الإعاقة في المنزل كثيرًا. أراد «فليمنج» أن يملأ هذا الفراغ؛ لذلك بدأ خدمة تدريب شخصي خاص في المنزل للمصابين بالتوحد والاضطرابات ذات الصلة. لقد كان ذلك قبل ثلاث سنوات حتى افتتح صالة الألعاب الرياضية الخاصة به والمسماة ب Puzzle Piece Fitness في الشهر الماضي.
التحديات التي يواجهها فليمنج
التعامل مع مصاب طيف الذاتوي ليس بهين. لا بد من تلبية احتياجاتهم الفردية، يقول «فليمنج»: «أنا مصاب بالتوحد وهذا لا يعني أنني أعرف كل شيء، لكن بإمكاني الاحساس بما يمرون به. أنا منفتح جدًا معهم بشأن ذلك».
يتمثل التحدي الأكبر الذي يواجهه فليمنج -مثل العديد من الشركات الجديدة- أن يدفع الناس إلى الالتحاق بالصالة بدلًا من الاكتفاء بالتمارين المنزلية الخاصة، لأن التعامل مع هذه الفئة حساس وخاص جدا، التسويق لفكرته مختلف، ويعتمد بشكل أساسي على الحديث الشفوي.
يأمل «فليمنج» أن يترك عملاء التدريب المنزلي الخاص ليأتوا إلى صالة الألعاب الرياضية الجديدة الخاصة به، لتنشر الفكرة وتُنمى أعماله.
يقول «فليمنج»: «إنها فقط محاولة لتزويد الأفراد بطرق تساعدهم على التعامل مع التوحد وتبقيهم نشطين، ومجرد رؤية الأفراد يتمتعون بصحة جيدة، إنه أمر رائع- فكلما كان هؤلاء الأفراد أكثر صحة، زاد احتمال عيش حياتهم بشكل أفضل».