قصص نجاح.. لاجئون سوريون: الانضباط سر النجاح


تُعد أزمة اللاجئين مسألة إنسانية بحتة. وبرغم مخاطر الفرار من بلادهم إلى بلاد اللجوء، إلا إن الكثير من حالات التشرد والضياع التي يمر بها اللاجئون؛ تُلهمنا بقصة نجاح وتفوق جديدة.. وعلى ذلك نستعرض قصص لاجئين سورين، وكيف استطاعوا النجاح رغم ألم الغربة والعوائق التي واجهتهم وعانوا منها في البلاد الجديدة.
هل اتقان الألمانية يكفي لدراسة الصيدلة في برلين؟
يعيشُ أمين الدمشقي، (19 سنة)، في برلين بعدما هجر سوريا فارًا من الموت، إلى بلد آخر يحاول فيه الحياة والدراسة والعمل بعيدًا عن الموت والدمار.
يعيش «أمين» في برلين منذ ثلاث سنوات، ويدرس حاليًا في المعهد الثانوي. ويحكي عن صعوبة تعلم الألمانية تحدثًا وكتابة. ولكن بفضل مثابرته وحضوره للعديد من الفعاليات الثقافية والرياضية، واستعانته بزملائه أيضًا؛ استطاع تجاوز أزمته مع الألمانية. وتفوق في مواد مثل الرياضيات والكيمياء. يقول «أمين»: «نتائجي في مختلف المواد الدراسية جيدة. ويسهل لي هذا النجاح في امتحانات الثانوية العامة التي تجري حاليا».
وعن معاناته في اقتسام غرفة واحدة في مخيم إيواء جماعي مع والديه وإخوته الثلاثة يحكي أن الموضوع يشكل أزمة حقيقية. خاصة مع حاجته إلى التركيز لاستذكار الدروس والامتحانات. ولكنه يأمل في إنهاء الامتحانات بنجاح وتفوق، والحصول على شهادة كبيرة في الصيدلة من إحدى جامعات برلين. ثم يشرد بذهنه بعيدًا حيث الحلم بالعودة إلى وطنه سوريا، ونفع الطلبة السوريين مما تعلمه. فهل سيحقق حلمه؟ لمَ لا!
الانضباط سر النجاح
لم يتمكن علي شلاش، شاب في الثلاثينيات، إنهاء دراسته الجامعية في علم الالكترونيات في دمشق؛ بسبب الظروف السياسية والأمنية. وجاء إلى ألمانيا آملًا في استكمال الحياة والتعلم. التحقَ بإحدى الشركات الألمانية المتخصصة في الألعاب الإلكترونية. ودخل عبرها عالم البرمجة من أوسع الأبواب.
يقول إن الانضباط هو سر النجاح. وهو أمرٌ لا يُعدّ سهلُا بأي شكل. وفي سؤاله عن تجاوز صعوبات اللغة الألمانية؛ حث «شلاش» على أهمية المشاركة في البرامج والفعاليات الثقافية التي جعلته مندمجًا بشكل أسرع مع اللغة. كما ينصح شلاش شباب وطنه القادمين حديثا إلى ألمانيا بالابتعاد عن صخب المبيتات الجماعية. والاهتمام بدراسة اللغة الألمانية بشكل كبير دون نسيان برامج الاندماج المتنوعة والمتعددة في المدينة، فمن خلالها يتسنى للمرء أن يكون عنصرا فاعلا في المجتمع.
لا اندماج ولا عمل دون لغة
أما أنجيليكا بريمر، السيدة الأربعينية التي تعمل في مؤسسة كاريتاس. تقدم نصائح للوافدين الجدد لاجتياز دخولهم سوق العمل بنجاح والحصول على فرص عمل جيدة. كما تأخذ الوافدين الجدد في زيارات إلى شركات متنوعة حتى يتعرفوا عن قرب على الوظائف المختلفة. تصرح أنجيليكا: «لا اندماج ولا عمل دون لغة». مُضيفة: «أحاول بكل جهدي مساعدة الوافدين الجدد. أمدهم بالنصيحة المناسبة حسب رغباتهم ومؤهلاتهم».