حكايا ناس

كارلوس غصن.. عملاق السيارات وصاحب أشهر قصة هروب‎

يترقب رجل الأعمال كارلوس غصن، عرض أول فيلم تسجيلي يستعرض حياته المهنية من إنتاج شركة «إم بي سي» السعودية، وإحدى شركات الإنتاج الفرنسية. وهو الفيلم الذي ينتظره الملايين حول العالم لمعرفة سيرة رجل نجح في تحويل الخسارة إلى مكسب، فضلا عن قصة هروبه المُثيرة على طريقة أبطال هولييود.

بين ليلة وضحاها تحول إمبراطور تجارة السيارات إلى مجرم مطلوب تبحث عنه الشرطة. مع بداية الألفية الثانية؛ لعب دور البطل المنقذ لشركة «نيسان» اليابانية صاحبة الباع الطويل في عالم السيارات. إذ تمكن من تحويل خسارتها خلال ثلاث سنوات إلى أرباح فارقة، سدد من خلالها نحو 20 مليار دولار كديون متراكمة.

تأثرت شخصيته بنشأته في ثقافات متعددة، جذورها ممتدة في الأراضي العربية، وحاضرها يدب فيه الحياة في أمريكا الجنوبية. كارلوس غصن، ابن الثقافات الثلاثة: لبناني، برازيلي، فرنسي. ترأس مجلس إدارة تحالف «نيسان-رينو» السابق، وأحد أكبر المسؤولين التنفيذيين في صناعة السيارات العالمية.

البداية

ولد كارلوس غصن بشارة عام 1954 في البرازيل عندما هاجر جده قبل ذلك بسنوات طوال. كانت طفولته عادية لا شيء يشير إلى براعة أو تفرد. ساعدته عائلته ميسورة الحال في أن ينشأ لديه أمل كبير في الحياة والنجاح. بعد فترة وجيزة لا تتعدى 5 سنوات عاد كارلوس إلى بلده الأم لبنان ليبدأ مسيرته التعليمية حتى المرحلة الثانوية في مدرسة الآباء اليسوعيين. هناك بدى ان “كارلوس” تعرف إلى نفسه أكثر، فكان طالبا متمردا لديه الكثير من الطاقة ولا يعرف سبيلا لأن تكف قدميه وعقله عن الحركة.

في سن العشرين؛ درسَ في فرنسا، في كلية البوليتكنيك، ومن ثم بدأ حياته العملية كمسئول عن خفض كلفة الإنتاج في شركة «ميشلان». وبالفعل تمكن الشاب المتمرد -حسبما يصف نفسه- من تحقيق نجاح باهر لفت إليه الأنظار، ليبدأ رحلة جديدة في إدارة كبريات شركات السيارات في العالم. خاصة بعد أن تم التحالف بين شركتي نيسان ورينو، لتصبحا شريكتين يرأس هو مجلس إدارتهما.

انتقل إلى اليابان، وهناك وجد ضالته، الشهرة والمال والنجاح منقطع النظير. إذ عرف بـ «قاتل النفقات» لقدرته على تقليل المصاريف مع الحفاظ على الجودة. وهو ما لفت إليه الأنظار وأشعل نيران الغيرة في النفوس فضلا عن متابعة الأجهزة المعنية في اليابان بكافة تحركات الرجل.

لم يدم نجاح كارلوس دون منغصات طويلا، إذ سببت كبسولة النجاح التي منحها لنيسان في غضب آلاف الموظفين. حيث طالب -في سبيل إنهاء الخسارة المستمرة- بضرورة غلق نحو 5 مصانع. وتشريد ما يزيد عن 20 ألف موظف دفعة واحدة.

كان «كارلوس» أول مدير يجمع منصبين وأكثر في ذات الوقت لشركات يبلغ رأسمالها عدة مليارات. ولم يكتفِ بذلك، بل أضاف إلى سيرته الذاتية منصب رئيس مجلس إدارة ميتسوبيشي موتورز.

هروب غير متوقع

وجهت السلطات اليابانية اتهامات بالفساد إلى كارلوس غصن، وتساؤلات حول عدة ملايين تم صرفها بعيدًا عن أعين السلطة. وتم احتجازه في المطار عند عودته إلى اليابان بشكل مفاجئ، ورفض الإفراج عنه لما يقرب من 130 يومًا. إلا أنه نجح في الحصول على حق الخروج بكفالة، مع وضعه تحت الإقامة الجبرية في منزله في طوكيو.. لكن حدثت مفاجأة كبرى لم يتوقعها أحد.

بعد فترة وجيزة من مثوله للإقامة الجبرية في العاصمة اليابانية، شوهد كارلوس غصن في لبنان! في طريقة هروب تقترب من أفلام نجوم هوليود. قضى كارلوس أمسيته الأخيرة في طوكيو بالاستماع إلى الموسيقى في حفلة خاصة أقامها في منزله، وعندما أشرقت الشمس؛ كان في لبنان.

وحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن عملية فرار كارلوس غصن تمت من خلال فرقة موسيقية. قامت بتهريبه من اليابان بمساعدة يابانيين داخل إحدى الآلات الموسيقية. وتم تهريبه عبر طائرة من اليابان إلى اسطنبول، وهناك تم نقله إلى لبنان. ليسجل واحدة من أهم وأشهر عمليات الهروب على مر التاريخ.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى