الصراع في تيجراي: 2.3 مليون طفل بحاجة إلى مساعدات إنسانية
ما الذي تفكر فيه عندما تصادف ذِكْر الطفولة؟ أنا مثلًا أتخيل صغارًا يلعبون مع بعضهم البعض؛ أو ربما يركضون للإمساك بأحدهم. وقد أتخيلهم يستخدمون الهواتف في الألعاب الإلكترونية، يجلسون أمام مُعلمين في مدرسة. يكبرون في جو من السلام والحب. هذه المشاهد من المفترض أن تشمل كل أطفال العالم.. لكن الواقع أكثر قسوة.
يعاني ملايين الأطفال حول العالم من آثار الحروب في بلادهم. ولنا في جميع البلاد العربية أمثلة قاسية ومؤلمة في ذلك. يعانون من التشرد والهجرة والفقر والجوع والإصابات الجسيمة. ناهيك عن موت الأطفال الذي صار شبحًا محققًا يطاردهم في كل خطوة؛ وأهاليهم أضعف من أي قوموا بأي شيء.
الأطفال دروع تيجراي البشرية
أوضح مدير برامج الطوارئ لليونيسيف مانويل فونتين في بيان سابق؛ أن الأطفال الذين يعيشون في مناطق نزاع بالعالم؛ مازالوا يتجرعون المعاناة والعنف. والعالم لا يزال فاشلًا في دعمهم، فالأطفال الذين يعيشون في بلدان تشهد حروبًا يعتبرون هدفًا مباشرًا للهجمات. ويتم استغلالهم كدروع بشرية وقتلهم وتشويههم أو تجنيدهم من أجل القتال.
مهازل اندلاعات الحروب في تيجراي
أفادت وكالة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، يوم الجمعة الماضي، أن اندلاع الصراع في منطقة تيجراي الإثيوبية؛ ترك حوالي 2.3 مليون طفل في حاجة ماسة للمساعدة وآلافًا آخرين معرضين للخطر في مخيمات اللاجئين. وتشهد تيجراي قتال دامي منذ 4 نوفمبر، عندما أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد شن عمليات عسكرية ضد الحكومة الإقليمية.
أطفال تيجراي في خطر بسبب خلافات بين الحكومات
كانت هذه الخطوة تصعيدًا دراماتيكيًا لخلاف طويل الأمد بين الحكومة الفيدرالية وجبهة تحرير تيجراي الشعبية، الحزب الحاكم في المنطقة، الذي هيمن على السياسة الإثيوبية لمدة ثلاثة عقود تقريبًا قبل أن يتولى أبي السلطة عام 2018. وقتل المئات في القتال وفر الآلاف عبر شمال إثيوبيا إلى السودان المجاور.
وقالت المديرة التنفيذية لليونيسف هنريتا فور: داخل منطقة تيجراي، أدى تقييد الوصول وانقطاع الاتصالات المستمر إلى ترك ما يقدر بنحو 2.3 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية وبعيدًا عن متناول أيديهم.
وتقدر الوكالة أن حوالي 12000 طفل- بعضهم بدون آباء أو أقارب- من بين أولئك الذين يحتمون في المخيمات ومراكز التسجيل وهم معرضون للخطر. إن العديد من المخيمات المؤقتة التي أقيمت في السودان مكتظة ويعاني اللاجئون من ظروف غير صحية، ومحدودية الوصول إلى المياه والطعام.
السعي إلى إنقاذ أطفال تيجراي
وقالت الوكالة إنها سعت إلى تقديم مساعدة عاجلة ودعم منقذ للحياة للأطفال الذين يعيشون في ظروف قاسية للغاية في المخيمات حثت كافة أطراف النزاع على السماح بوصول المساعدات الإنسانية، والامتناع عن استخدام المتفجرات في المناطق المكتظة بالسكان. وقالت: يجب بذل كل جهد ممكن لإبعاد الأطفال عن طريق الأذى، ولضمان حمايتهم من التجنيد والاستخدام في النزاع. الآن السؤال عالق بذهني: ما مصير هؤلاء الملايين من الأطفال هل سنتركهم للموت والضياع؟