تعاني الهند من مشكلة في نقص المراحيض العامة. ولا يمتلك أغلب سكانها مرحاضا في المنازل. واعتاد المواطنون التغوط في العراء، وخاصة في القرى. وبجانب الظروف الاقتصادية التي تساعد على شيوع هذه العادة في في الهند، هناك أيضًا أسباب دينية.
يؤمن البعض أن المنزل موقع مقدس لا يمكن التغوط به. لأن ذلك من شأنه أن يدنس المنزل ولا يمكن الصلاة داخل بناء به مرحاض. وتنال عادة التغوط في العراء تقديرًا لدى المجتمع الهندي كجزء من العادات الهندية الأصيلة. ويعتقد كبار السن أن تغيير تلك العادات إهانة للتراث والتقاليد الهندية القديمة الموروثة من الآباء والأجداد.
ومع التقدم التكنولوجي وعصر المعلومات، بات الأمر محل تساؤل عن مدى استمرارية عادة التغوط في الخلاء. وقد ناقش فيلم «المرحاض: قصة حب»، أزمة التغوط في العراء التي تعانيها الهند. وكشف فساد المسئولين بعدم تنفيذ مراحيض مُلحقة بالمشروعات السكنية.
تتميز الهند بالتنوع المجتمعي، من حيث الأفكار وطريقة الحياة، بسبب تعدادها السكاني الكبير. فضلا عن تعدد الأديان، بداية من البوذية والهندوسية، وحتى المسيحية والإسلام، وغيرها.
تحتوي معظم المراحيض في الهند على كرسي واحد. وتعتمد على خزان ماء واحد فقط، قد يُملأ بالماء بعد 5 إلى 7 سنوات، بسبب سوء البناء والصيانة. ما يؤدي الى تعطيل العديد من المراحيض حتى الجديدة منها.
واستجابةً لمبادرات مجتمعية من كبار الشخصيات والمؤسسات في الهند؛ حاولت الحكومة الهندية حل تلك الأزمة، من خلال مبادرة «الهند النظيفة». وأنشأت أكثر من 110 مليون مرحاض في المنازل والشوارع في معظم القرى الريفية خلال 5 سنوات فقط. وعلى ذلك ارتفعت نسبة تغطية الصرف الصحي في القرى إلى 100%.
وتضمنت خطة الحكومة كذلك؛ منْحَ كل أسرة ريفية 200 دولار لكي تبني مرحاضا. وعلى الرغم من انخفاض معدلات التغوط في العراء في المناطق الهندية المختلفة منذ بضعة سنوات، ولكن لا تزال تلك الممارسات غير الصحية مستمرة.
وحسب منظمة اليونيسيف، فإن هذه الممارسة الخاطئة تشكل خطرًا كبيرًا للغاية على الصحة. وخصوصا الأطفال الذين يتعرضون للإصابة بأمراض خطيرة. حيث أن التلوث الناتج عن تلك الممارسة الخاطئة يشكل سببًا أساسيا في ارتفاع معدل وفيات الأطفال في الهند. ويزيد من خطر تعرض النساء والفتيات للاغتصاب، بسبب اضطرار البعض منهن إلى انتظار حلول الظلام لقضاء حاجتهن دون خجل.
