حكايا ناس

فن عناق الفشل| أمريكية تصنع تنورة من رسائل رفض أبحاثها

أن تُرفض أطروحة الدكتوراة الخاصة بك مرة، مرتين، ثلاث مرات فهو إحساس مُحبط ومُخيب للآمال، يُشعرك أن جهدك البحثي وكتابتك راحوا أدراج الرياح .. بلا جدوى. لكن ماذا إن رفضت أطروحة رسالتك 17 مرة متتالية خلال خمس سنوات من العديد من الجامعات والجهات المانحة والمجلات العلمية؟ ربما ستقرر وقتها التوقف، لكن كيتلين كيربي، خريجة جامعة ميتشيجان، البالغة من العمر 28 عامًا؛ كان لديها رأياً آخراً.

صنعت كيتلين تنورة فريدة من نوعها؛ صنعتها يدوياً من 17 رسالة رفض استلمتها من جامعات مختلفة خلال الـ5 سنوات الماضية، وارتدتها خلال مناقشة أطروحتها للدكتوراة الشهر الماضي.

وقالت «كيربي» إنها ارتدت التنورة «بروح الاعتراف بالفشل وتضمينه في مشوارها»، مشيرة إلى عرض الأطروحة في هذا الشكل السردي، يُظهر أن كل شيء سار بسلاسة من البداية إلى النهاية، لكن هذا ليس حقيقياً، فأرادت أن تظهر أن الأمر ليس بالسهولة التي يتصورها الجميع، الحقيقة أن الكثير من العقبات كانت في طريقها.

وقالت كيتلين، خريجة جامعة ولاية ميتشيجان الأمريكية، 28 عامًا، والتي أمضت السنوات الخمس الماضية في العمل للحصول على درجة الدكتوراه في العلوم والسياسات البيئية، إن رسائل الرفض جاءت من برامج دكتوراة أخرى، ومنح دراسية ومجلات أكاديمية مختلفة.

عانقتْ كيربي الفشل بدلًا من الهروب منه

 

الفشل يعلم النجاح

بحثت كيربي في بريدها الإلكتروني عن كلمات رئيسية مثل “للأسف”، و”نأسف لإبلاغك”. وبالنظر إلى الوراء، لاحظت أن كثرة الرفض علمها النجاح. فعلى سبيل المثال نبهتها رسائل الرفض من قبل جهات المنح الصغيرة، إلى كتابة مقترحات بشكل أفضل، ما أدى في النهاية إلى حصولها على منحة فولبرايت للباحثين في ألمانيا.

تقول الدكتورة جولي ليباركين، مستشارة الدكتوراه الخاصة بها: «يتعلق العلم بالسير في اتجاهات تتحول فيما بعد إلى طرق مسدودة، ثم تضطر كباحث إلى الالتفاف والبدء من جديد» . كما قالت. فيلادلفيا انكوايرر: «عانقتْ كيربي الفشل بدلًا من الهروب منه، حتى حققت النجاح، وهذا أساس عملنا في المختبر، الأمر كله مرهون بقدرتك على إدارة الفشل”.

تعلم كيفية فهم الفشل خطوة في طريق النجاح المستقبلي، وبشكل خاص للفتيات. فقد وجدت الأبحاث أن الفتيات أكثر عرضة من الأولاد لفقد الثقة في أنفسهن، بسبب بحثهن الدائم عن الكمال، حتى عندما ترتكبن أخطاء صغيرة. إن تنمية المرونة لدى الفتيات أمر ضروري لمواجهة هذه الاتجاهات؛ كما تؤكد المؤلفة راشيل سيمونز: «أتمنى أن تتمتع الفتيات بالقدرة على تخطي النكسة دون ضرب أنفسهن».

بالنسبة لكيربي، أثبتت عملية صنع التنورة أنها شافية. فالجلوس وقضاء الوقت مع رسائل الرفض الخاصة بك لصنع شيء منها مفيدٌ نوعًا ما. تقول «كيربي»: «عندما جمعتُهم معًا، لم يبدوا مؤلمين بعد الآن». كانت الفكرة الأصلية لتصميم التنورة مستوحاة من رؤية صور لطلاب آخرين يرتدون فساتين التخرج التي صنعوها من ملصقات أكاديمية، ومن شخصية ليزلي نوب في باركس آند ريكريشن، التي صنعت فستان زفاف من المقالات المكتوبة عنها. قررت أن كتابة رسائل الرفض سيكون تطورًا مثيرًا في طريقها حيث قامت بطباعة الحروف على شكل طيات الأكورديون، ثم ثقبت بعضها وربطتها معًا بشريط أبيض.

التنورة تصنع الحدث
كيتلين تقف بكل فخر وترتدي رسائل الرفض
كيتلين تقف بكل فخر وترتدي رسائل الرفض

لقد أحبت لجنة المناقشة شجاعتها في ارتداء تنورتها الفريدة، وكذلك شارك العديد من الأشخاص عبر الإنترنت صورتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، “لقد لاقت صدى كبير لدى الناس أكثر مما توقعت”.

الآن بعد الانتهاء من مناقشة أطروحتها، تتجه «كيربي» إلى دورتموند في ألمانيا، بتمويل من منحة فولبرايت، حيث ستعمل في معهد أبحاث التنمية الحضرية والإقليمية لمدة ثمانية أشهر، وبعد ذلك ستحصل على درجة الدكتوراه بشكل رسمي. تروي «كيربي»: «أنا متأكدة أنه سيكون هناك الكثير من رسائل الرفض القادمة، وهذا لا يعني أنني متصالحة تمامًا معها، فلا يزال الأمر مؤلمًا بنفس القدر، لكنني تعلمت التغلب على شعور الرفض وجعله تصميما أكبر على النجاح»، ثم ابتسمت وقالت: «ربما سأقوم بعمل تنورة أطول في المرة القادمة».

عانقتْ كيربي الفشل بدلًا من الهروب منه

فيلادلفيا انكوايرر


Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on linkedin
Share on email

اقرأ أيضاً

وراء كل حجر..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى