حكايا ناس

القاهرة.. كيف أجبرتها جائحة كورونا على الذهاب للنوم مبكراً؟

هل تغيرت المدينة التي لا تنام؟ إنها القاهرة؛ مدينة الألف مئذنة التي تأسست في 969 ميلادية على يد جوهر الصقلي على ضفاف نهر النيل، للإجابة على هذا السؤال يجب أن نتابع ماذا فعلت جائحة كورونا «COVID-19» بشوارع المدينة العتيقة؟.

Share on facebook
Share on twitter
Share on whatsapp
Share on telegram
Share on print

فكيف ساهمت كورونا في تغيير نمط حياة المصريين وشكل أيامهم وليلهم في الشهور الماضية؟ بعد قرارات الإغلاق الجزئي التي اتخذتها الحكومة المصرية كجزء من الإجراءات الاحترازية لمواجهة الوباء المنتشر.

حالة خاصة

ليل القاهرة هو فضاء ممتد لكل الراغبين في ممارسة أي أنشطة يمكن أن تخطر على بال أي إنسان، وربما كان هذا هو العامل الأساسي لازدهار السياحة – خاصة العربية- لأن ببساطة في أي وقت كل شيء موجود. وهي ميزة لن تجدها في أي بلد في العالم. فدائماً التحدي الذي يواجهه البعض عند الذهاب إلى أي بلد آخر خاصة الأوروبية، هي أنك بعد الثامنة مساءً وفي أفضل الأحوال العاشرة مساءً، لن تتمكن من شراء أي من مستلزماتك لأنه ببساطة .. المدينة بأهلها غادروا للنوم.
فكل الأنشطة التجارية الخاصة والتي تدار عن طريق أفراد وليس شركات، ليس لها مواعيد إغلاق محددة، حتى ولو كان فلا أحد يلتزم بها لأن وللحكمة المصرية الخالصة «محدش بيقول للرزق لأ». كان يمكنك في الثالثة فجراً أن تجد مطعماً أو محل حلاقة أو مقهى أو صالة ألعاب رياضية أو تستقل مركباً نيلياً؛ هذا بالتأكيد غير المحال التي تقدم خدمات 24 ساعة كالصيدليات على سبيل المثال.

ولكن ما إن طرقت جائحة كورونا أبواب قاهرة المعز، بدأت الحكومة المصرية في إجراءاتها الاحترازية وكان على رأسها فرض حظراً للتجوال ليلاً وغلق كامل للمقاهي والمطاعم ودور الترفيه كافة مثل المسارح والسينما.

رحلة الإجراءات الاحترازية

في الـ14 من مارس 2020 أعلنت الحكومة المصرية تعليق الدراسة في المدارس والجامعات كافة، وأيضاً وقف حركة الطيران من وإلى المطارات المصرية لمدة أسبوعين.

كان رئيس الوزراء المصري، د. مصطفى مدبولي، قد أعلن الثلاثاء 24 مارس عدة قرارات كان على رأسها فرض حظر تجول ليلي في البلاد ابتداء من السابعة مساء حتى السادسة صباحا لمدة 15 يومًا.

بالإضافة إلى وقف وسائل النقل الجماعي وكافة المحال التجارية والحرفية والمراكز التجارية التي نسميها المولات ومحلات تقديم الخدمات وبيع السلع مع الغلق الكامل يومي الجمعة والسبت”.وأوضح أن القرار الأخير”لن يسري على المخابز ومحلات البقالة والسوبر ماركت خارج المراكز التجارية والصيدليات”.

وغلق كامل طوال هذه المدة جميع المقاهي والكافيتريات والنوادي الليلية وغلق جميع المطاعم على أن يقتصر العمل فيها على توصيل الطلبات للمنازل”.

وقال إنه سيتم كذلك غلق المكاتب الحكومية التي تقدم خدمات “الشهر العقاري (تسجيل العقارات والتوكيلات القانونية) والسجل المدني والجوازات ورخص البناء باستثناء مكاتب الصحة”.

وفي شهر مايو؛ أعلن رئيس الوزراء حظر الحركة الجزئى من الساعة التاسعة مساء حتى الساعة السادسة صباحا من اليوم التالي، اعتبارا من غد الجمعة 8 مايو، مع السماح للمراكز التجارية والمحال بالعمل طوال أيام الأسبوع، بما فيها يومى الجمعة والسبت، حتى الخامسة مساء، حتى يفتح المجال أمام المواطنين للحصول على احتياجاتهم الاساسية، مع الاستمرار فى تخفيض أعداد العاملين فى أجهزة الدولة وشركات قطاع العام والاعمال لمدة اسبوعين لتخفيف الضغط على المرافق.

تعقيم المناطق الأثرية ضد كورونا
تعقيم المناطق السياحية ضمن الاجراءات الاحترازية
تنظيم لمواعيد العمل

وما إن بدأت الاجراءات الاحترازية وعلى رأسها حظر التجوال وفتح المحال والمطاعم والنوادي بدأ عجلة الحياة في دورانها مرة أخرى وأن تعود المدينة إلى سابق عهدها. حتى أصدرت الحكومة قراراً تنظيمياً لمواعيد فتح وغلق المحال.

ونشرت الجريدة الرسمية قرار حمل رقم 456 لسنة 2020، والخاص بتنظيم مواعيد فتح وغلق المحلات والمطاعم العامة والكافيهات والورش والأعمال الحرفية والمولات التجارية.

وجاء فى الجريدة الرسمية أنه يتم تطبيق القرار اعتبارا من أول ديسمبر 2020، فى إطار استمرار جهود الحكومة لتحقيق الانضباط للشارع المصرى والقضاء على الفوضى والعشوائية والحفاظ على مرافق الدولة والبنية التحتية وسلامة وصحة المواطنين، خاصة فى ظل جهود الحكومة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

ووفقاً للمادة الأولى من القرار الوزارى ستكون مواعيد فتح جميع المحال التجارية، والمولات التجارية باستثناء المطاعم والكافيهات والبازارات المنظمة بالمادة الثانية من هذا القرار، يومياً من الساعة السابعة صباحًا وتغلق الساعة الحادية عشر مساءً (صيفاً) والعاشرة مساءً (شتاءً) على أن يتم زيادة التوقيت يومى الخميس والجمعة وفى أيام الإجازات والأعياد الرسمية للدولة لُتغلق الساعة الثانية عشر منتصف الليل (صيفاً) والساعة الحادية عشر مساءً (شتاءً).

فيما نصت المادة الثانية، على أن تكون مواعيد فتح المطاعم والكافيهات والبازارات بما فى ذلك الموجودة بالمولات التجارية يومياً من الساعة الخامسة صباحاً وتغلق الساعة الواحدة صباحاً صيفاً والساعة الثانية عشر منتصف الليل شتاء، على أن يتم زيادة التوقيت خلال فترة الشتاء يومى الخميس والجمعة و فى أيام الإجازات والأعياد الرسمية للدولة لتُغلق الساعة الواحدة صباحاً، مع استمرار خدمة التيك أواى (Take – away )، وخدمة توصيل الطلبات للمنازل بالنسبة للمطاعم و الكافيهات على مدار (24 ساعة) صيفا و شتاء .

ووفقاً للمادة الثالثة، ستكون مواعيد فتح جميع محال الورش والأعمال الحرفية داخل الكتلة السكنية يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وتغلق الساعة السابعة مساءً (صيفاً) والساعة السادسة مساءً (شتاءً)، عدا الورش الموجودة على الطرق ومحطات الوقود وكذا الورش المرتبطة بالخدمات العاجلة للمواطن والتى يصدر بها قراراً من رئيس اللجنة العليا لتراخيص المحال العامة، ويجوز تعديل مواعيد فتح وغلق محال الورش والأعمال الحرفية داخل الكتلة السكنية فى حالة وجود ما يستوجب ذلك، بقرار من وزير التنمية المحلية بناءً على اقتراح الوزير أو المحافظ المختص بعد العرض على اللجنة العليا لتراخيص المحال العامة.

وفقاً للمادة الرابعة من القرار الوزارى يجوز تعديل مواعيد فتح وغلق المحال الموجودة بالمحافظات الساحلية والسياحية بقرار من رئيس اللجنة العليا لتراخيص المحال العامة بناءً على اقتراح المحافظ المختص أو رئيس هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بعد العرض على اللجنة العليا لتراخيص المحال العامة والتنسيق مع وزير السياحة و الآثار.

ووفقاً للمادة الخامسة فتٌستثنى من المواعيد الواردة بهذا القرار محال البقالة والسوبر ماركت والمخابز والأفران، مع مراعاة الأنشطة الليلية لبعض المحال مثل محال بيع الفواكة والخضروات ومحلات الدواجن وأسواق الجملة والصيدليات .

ووفقاً للمادة السادسة من القرار الوزارى ستكون شهور الصيف وفقاً لأحكام هذا القرار اعتباراً من يوم الجمعة الأخيرة من شهر أبريل من كل عام حتى نهاية يوم الخميس الأخير من شهر سبتمبر من كل عام.

وبالرغم من التفاؤل المشوب بالحذر لدى التجار وأصحاب المحال والكافيهات والمطاعم إلا أن العديد منهم يرى أن قرار فرض ساعات محددة للعمل عليهم، سيساهم أكثر في تضييق الخناق على مكاسبهم الاقتصادية بعد أزمة كورونا، خاصة أصحاب المقاهي والكافيهات.
فكيف ستتآلف المدينة التي لا تنام مع قرارات الفتح والإغلاق؟ وهل ستجد صدى طيباً لدى الملايين من عشاق ليل القاهرة برحابته التي لا تضم كل فئات الناس من الأغنياء حتى الفقراء الذين يجلسون بامتداد النيل حتى ساعات الصباح الأولى؟

اقرأ أيضاً

وراء كل حجر

اظهر المزيد

نادر عيسى

مؤسس ومدير المحتوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى