حكايا ناس

امرأة تبرعت بأعضائها بعد وفاتها فأنقذت 5 أرواح من الموت

هل يمكن أن يوهب الإنسان حياته لغيره؟ ربما عبر مجموعة من الموقف التي يتجلى فيها العطاء والإيثار أن يساعد المرء غيره. ولكن ماذا لو أن هذه الطاقة المفعمة بالتضحية والعطاء استمرت بعد الموت؟

عطاء يستمر بعد الموت

عاشت ليلا كيشافجي في نوتنجهام في ماليزيا. قبل أن تتوفى في أكتوبر الماضي وهي في أوج السابعة والأربعين من العمر، بسبب نزيف في المخ. لكنها أرادت أن تتبرع بأعضائها بعدما رأت عائلات كثيرة توضع في قوائم انتظار طويلة بسبب احتياجها لقلب أو كبد أو كلى أو أي عضو من الأعضاء الحيوية التي تستحيل الحياة دونه.

وُصفت المتطوعة المجتمعية ليلا كيشافجي التي استطاعت انقاذ خمس أرواح من خلال تبرعها بأعضائها بعد وفاتها بأنها إنسانة ملهمة.

ليلا كانت أم لثلاثة أطفال تحدثهم وتحدث عائلتها دوما عن أهمية التبرع بالأعضاء حتى يوم وفاتها بنزيف في المخ فقررت عائلتها تأسيس مؤسسة باسمها لحث الآخرين من المجتمعات الآسيوية والأفريقية على التبرع بالأعضاء. أيضًا تبرعت ليلا بالكلى والرئتين والكبد والبنكرياس وصمامات القلب لمساعدة الآخرين.

«حتى بعد الموت أرادت أن تعطي». هكذا قال زوجها «مانوج»، ويصف زوجته ليلا بأنها «كل شيء عن اللطف» موضحًا: «أدركتْ ليلا تمامًا وجود نقص كبير في التبرع بالأعضاء للجميع، خاصة في مجتمعها. ومنذ عدة سنوات سجلت كمتبرعة. وكانت تجري هذه المحادثات بانتظام معي ومع الأطفال لشرح أهمية ذلك.. لقد أرادت أن تتبرع بأعضائها بعدما رأت وجع قلب العائلات في انتظار المتبرعين».

صورة تجمع ليلا بزوجها
صورة تجمع ليلا بزوجها
أعمال خيرية أخرى

لم يقتصر دور كيشافجي في حياتها على حث الآخرين على التبرع فقط. بل شاركت في العديد من المشاريع الخيرية التطوعيية التي شملت المساعدة في تقديم وجبات الطعام للمشردين والضعفاء والمحتاجين في ليسترشاير ونوتينجهام. يروي زوجها أن كل ما كانت تفعله «ليلا» لطيفًا، بل كانت هي اللطف ذاته، حيث كانت شخصية ملهمة ومحبة لعمل الخير.

قوانين تم تغييرها

في الوقت الذي أقرت فيه هيئة الخدمات الصحية الوطنية انتظار السود والآسيويين سنة كحد أدنى والتي تعتبر مدة أطول من المدة التي ينتظرها البيض لإجراء عملية زرع كلى في إنجلترا. أدى تغيير القانون في إنجلترا في مايو إلى مطالبة الناس بعدم المشاركة في التبرع بالأعضاء، بدلاً من الاشتراك.

قبل تغيير القانون، وُجد عدد مرتفع من السود والآسيويين الذين يتلقون زراعة أعضاء. ومع ذلك، قالت كيريت ميستري من منظمة South Asian Health Action الخيرية: هناك حاجة إلى مزيد من العمل لثني الناس عن الانسحاب. هناك بعض المحرمات الثقافية والدينية حول التبرع بالأعضاء والتي تحتاج إلى دراسة متأنية. الشيء الأكثر أهمية هو اجراء الناس تلك المحادثات لتكون عائلاتهم على دراية برغباتهم.

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى