طفلة تكتب لـ بابا نويل: أتمنى أن يعود العالم إلى طبيعته


تعودنا في نهاية كل عام، تحديدًا قرب عيد الميلاد المجيد أن يفاجئ بابا نويل الأطفال في الشوارع ويقدم لهم الهدايا، ويحقق أمنياتهم، في ليلة رأس السنة. لكن يبدو أن أمنيات الأطفال في عام 2020م قد تغيرت، كما تغير كل شيء حولنا بسبب فيروس كورونا. وغيره من الأحداث الغريبة والمتعاقبة.
رسالة مؤثرة لسانتا كلوز
كتبت طفلة أمريكية تبلغ من العمر ثماني سنوات، رسالة مؤثرة لسانتا كلوز تقول فيها: عزيزي سانتا، لا أريد هدايا هذا العام. كل ما أريده في رأس السنة هو أن يعود العالم إلى طبيعته. لا أعرف هل يمكنك فعل ذلك أم لا، لكن إذا كنت لا تستطيع القيام بذلك فلا بأس. لا أمانع إن لم أحصل على أي شيء، فأنا لدي كل ما أحتاجه. شكرا لك.
كتبت تلك الرسالة الطفلة الأمريكية «كورتني»، والتقطتها أمها سامانثا ديكين في الصباح بالدموع، ونشرتها عبر «فيس بوك». لقد تركت تلك الرسالة الأم في حالة من العاطفة والشجن والتأثر والحزن أيضا. فرسالة ابنتها كورتني أثرت فيها وجعلتها حزينة.

ردود الأفعال على رسالتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي
علقت الأم على منشورها: «هل يعاني الأطفال كأي شخص آخر من كل القيود الجديدة؟ لقد وجدتُ هذا في دفتر ملاحظات ابنتي البالغة من العمر ثماني سنوات. يا لها من رقيقة وجميلة. أتمنى أن يتمكن سانتا من تحقيق أمنيها بعودة العالم إلى طبيعته».
انتشر الرسالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ ذلك الحين. وحصدت أكثر من 15000 إعجاب ومئات من تعليقات الداعمة. كتب أحدهم: «أدمعتني». وأضافت أخرى: «يا لها من نعمة وجود طفلك الصغير». بينما عقب ثالث: «آه، بارك الله قلبها الصغير، يا لها من فتاة صغيرة تعلمنا نكران الذات، لكم هذا رائع!».
من الواضح أن عام 2020 أثر على نفسية أطفالنا فأضحوا مثلنا خائفين. ينامون ويحلمون باللعب مع أصدقائهم دون قلق. يتمنون عناق وتقبيل أخوتهم وأقاربهم دون خوف. يرغبون في الخروج والجري كما كنا نفعل معهم. يفتقدون أشياء حرمهم منها «كوفيد 19». لكن علينا أن نذكرهم بأن ما يحدث خير ليذكرنا الله بقيمة النعم التي أنعم بها علينا والتي لا نستطيع إحصاءها. وأول هذه النعم نعمة اليوم العادي الذي لا يتخلله خوف أو قلق ولا تتوسطه المطهرات، ولا الكحول، ولا ارتداء الأقنعة. فالحياة نعمة لا يقدرها سوى من حرم منها، ولكي نعرف قيمة الحياة علينا أن نقترب من النهاية.
نحن على مشارف الانتهاء من عام 2020 سنودع عامًا صعبًا في كل النواحي. سواء على المستوى الطبي أو الاقتصادي أو السياسي. فقدنا فيه الملايين حول العالم، فأوجعنا فراقهم وأبكانا كثيرًا. وعشنا لحظات ظنناها الأخيرة. وحتى الآن لا نعلم متى ستنتهي الغمة ويرفع الستار عن قلوب أنهكها التعب؛ لنبدأ عامًا جديدًا نأمل أن يكون أفضل مما كان.