في اليوم العالمي لـ «الإيدز».. مفاهيم خاطئة حول مرضى نقص المناعة

في الأول من ديسمبر من كل عام يحتفل العالم تحت رعاية منظمة الأمم المتحدة، بالعيد الصحي الأول في العالم. وهو اليوم العالمي لمرضى نقص المناعة المكتسبة أو «الإيدز».
عُقد الاحتفال به في المرة الأولى في أغسطس عام 1987، حينما عرض موظفان من البرنامج العالمي لمكافحة هذا المرض بضرورة تخصيص يوم يتم خلاله تقديم الدعم الكامل وغير المشروط للمرضى الحاملين لهذا المرض. ودعوا لإحياء ذكرى من ماتوا بسببه. فضلا عن تنظيم عدد من البرامج تهدف لتطوير الوعي بهذا المرض، وتصحيح المعتقدات الخاطئة حوله.
ووفقا لإحصائيات الأمم المتحدة خلال الاحتفال الثالث والثلاثين؛ فإن حوالي 37.9 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض الإيدز. وحوالي 23.3 منهم نجحوا في تلقي العلاج والشفاء منه تماما. في حين قضى على أكثر من 770 ألف شخص، لم يحصلوا على الدعم الطبي والنفسي المناسب. وقد يرتبط هذا الأمر ببعض الأفكار المغلوطة التي يعتقدها الكثيرون حول طبيعة هذا المرض والمصابين به.
معلومات مغلوطة عن مرضى الإيدز
الإيدز مرض قاتل
علق الدكتور مايكل هوربيرغ، المدير الوطني لفيروس نقص المناعة في كايزر بيرمانتتي، في تصريح سابق، بعدم صحة الشائعة التي تقول إنه من يُصاب بالإيدز فالموت مصيره حتمًا بعد فترة قليلة من الإصابة. وأكد أنه يمكن للشخص المصاب بالإيدز أن يتعايش مع المرض كأي شخص عادي مادام يتناول الأدوية التي وصفت له بانتظام. لأنه بإمكان الطب المتقدم الآن أن يقلل من فرص تكاثر هذا الفيروس في الدم وحماية الجهاز المناعي. وهذا يعود لعام 1996 حينما تم اكتشاف مضاد للفيروسات “القهرية” ومنها فيروس نقص المناعة المكتسبة “الإيدز”.
الحامل يمكنها أن تنقل العدوى إلى الجنين
يظن البعض أن المرأة إذا حملت جنينها في بطنها وهي مصابة بمرض الإيدز؛ فيمكن أن يؤدي ذلك بالضرورة وبما لا يدع مجالا للشك أن يحمل الجنين المرض هو الآخر فور ولادته. ولكن هذا لم يتم إثباته علميا حتى هذه اللحظة، لأن نقل الفيروس للجنين من عدمه يتوقف على حجم الوعي لدى السيدة الحامل. ويمكنها منذ بداية الحمل أو حتى عند “التحضير ” له أن تتناول مجموعة من الأدوية التي توقف عملية نقل الفيروسات القهرية الحاملة لمرض نقص المناعة المكتسبة إلى جنينها. وفي هذه الحالة فقد أثبتت الدراسات أن نسبة حمل الطفل للمرض لن تتعدى الـ 1%.
الإيدز ينتقل من خلال الهواء
ووفقا لما نشره موقع Webmd المعني بنشر كل الدراسات والتقارير والإرشادات المتعلقة بمرض الإيدز، فإنه لا ينتقل عبر الهواء أو بلمس أشياء الشخص المصاب أو استخدام الحمام. ولكنه ينتقل من خلال “التعرض المباشر” لكافة سوائل الجسم المصاب مثل السائل المنوي أو حليب الأم أو التشارك في استخدام الحقن مع الشخص الحامل للفيروس.
يزداد عدد وفيات الإيدز في البلد الذي يكثر بها الإصابات
أثبتت إحصائيات الأمم المتحدة أنه في دولة غينيا الواقعة في قلب جنوب أفريقيا والتي بلغ فيها عدد وفيات الإيدز بها في عام 2014 إلى 3500 وفاة أو أكثر بقليل. وهو نفس العدد الذي قضى عليه الفيروس نفسه في منطقة سويزلاند؛ بالرغم من وجود ضعف عدد من يحملون هذا الفيروس بها.
الإيدز ينتقل بين المثليين جنسيا فقط
في مطلع ثمانينيات القرن الماضي؛ لوحظ انتشار الإيدز بين الرجال الذين يمارسون الجنس المثلي، أكثر من الرجال والنساء السويين. ولكن هذا غير صحيح حيث أكدت منظمة الصحة العالمية؛ على أن الإيدز يمكن أن ينتقل بين عاملات الجنس من السيدات أو بين مدمني المخدرات عن طريق الحَقْن. كما أن عدد المصابات بالإيدز في منطقة جنوب أفريقيا من السيدات قد تجاوز الـ 59%. وتعد الفتيات التي تتراوح أعمارهن بين 19 عاما هن الأكثر عرضة من الذكور في نفس المرحلة العمرية.
الدول الغنية وحدها هي القادرة على معالجة مرضى الإيدز
أحرزت الدول الأكثر فقرًا، أو التي تتمتع بموارد متوسطة، في منطقة “جنوب أفريقيا”، تقدما هائلا في مواجهة هذا الفيروس القهري. فخلال العقد الأول من القرن الحالي تم إدخال العديد من مضادات الفيروسات إلى هذه الدول. في المقابل يمكن للدول الغنية والمتقدمة أن تواجه ضغطًا صحيًا كبيرًا لتوفر الأدوية لمرضى الأمراض المزمنة كالسكري والضغط وأمراض القلب. ثم تأتي الرعاية الخاصة بمرضى الإيدز فلا يتعلق الأمر بمدى فقر أو غنى الدولة ولكن بقدرتها على احتواء المرض وانتشاره من عدمه.