سوشيال ناس

باع برج «إيفل» مرتين.. حكاية أشهر نصاب في التاريخ

ظهر الحديث عن مقتنيات برج إيفيل مرة أخرى مع الإعلان عن بيع قسم من الدرج الحلزوني للبرج يتألف من 14 درجة تقريباً في مقابل 274.5 ألف يورو في مزاد علني أقيم الأسبوع الجاري.

وحسب ما أعلنت دار “آركوريال” للمزادات، ويبلغ ارتفاع هذا الجزء حوالى 3 أمتار، وهو قسم من الدرج الحلزوني الأصلي للبرج الذي يعود تاريخه إلى العام 1889، وكان يربط الطبقة الثانية بالطبقة الثالثة من المعلم الباريسي الشهير.

 

 

فيكتور لوستيج
فيكتور لوستيج

فيكتور لوستيج

الحديث عن مقتنيات البرج الأصلية أعادنا إلى زمن الحرب العالمية الأولى، عندما كان “فيكتور لوستيج” جالسا على إحدى مقاهي باريس يتصفح الجرائد، حتى وقعت عيناة على مقال يتحدث عن تدهور الحالة التى وصل اليها برج”إيفل” وأنه يحتاج الى تكاليف باهظة لإعادة ترميمه، حيث كان أيلا للسقوط فى ذلك الوقت.

لم تمر تلك المقالة على أشهر نصابي العالم مرور الكرام ولكن خبرته فى النصب والاحتيال جعلته يقرأها من منظور أخر وأن يستغلها فى عملية نصب هى الأشهر فى العالم.

 

 

برج إيفيل
برج إيفيل

 

 

بيع البرج

اختمرت فى عقل النصاب الوسيم “فيكتور”، فكرة شيطانية لا تخطر على بال أى شخص وقرر أن يبيع “برج” إيفل ” حيث كان مشوها بسبب الدمار الذى طاله بعد الحرب العالمية الاولى.

إيقاع الضحايا

عرض “فيكتور” فكرة بيع برج” إيفل” على 6 من رجال الأعمال، واجتمع بهم فى أحد الفنادق وكان معه “الطٌعم” الذى يستخدمه لإيقاع ضحيته.

هذا الطعم عبارة عن بطاقة مزورة تثبت أن “فيكتور” يعمل متحدثا رسميا بإسم الحكومة الفرنسية، ولم يكتفى بذلك بل قدم لهم أوراقا مزورة تثبت أنه نائب المدير العام لوزارة البريد والتلغراف، ليطمنئوا له.

تحدث “فيكتور” معهم بكل لباقة حول عدم قدرة الحكومة الفرنسية على تحمل تكاليف ترميم برج “إيفل” وأنها قررت هدمه وبيعه “خردة”.

 

فيكتور وضحاياه

فيكتور وضحاياه

 

عملية سرية

أخبر “فيكتور” التجار بأن عملية البيع ستكون سرية فى الوقت الراهن، بسبب أن قرار بيع “برج “إيفل” سيحدث ضجة كبيرة، لذلك ستكون عملية البيع سرية.

وكان ضحاياه التجار ينصتون له باهتمام، بل وصدقوه وأبلغهم أنهم تم اختيارهم لما يتمتعون به من سمعة طيبة وسط التجار، وأن مهمته هى اختيار واحدا منهم للفوز بعملية شراء برج إيفل.

 

معاينة على الطبيعة

ظل “فيكتور” يراقب ردود أفعال ضحاياه من التجار الستة، لإختيار واحدا منهم يكون الأكثر حماسا فيما بينهم ،حيث اصحبهم فى جولة إلى برج “إيفل ” واستقل معهم سيارة “ليموزين” استأجرها لاستخدامها فى عملية النصب .

وقع اختيار “فيكتور على “أندريه بوسيون”، واحدا من التجار الستة بعدما رأى فيه حماس واقتناع بعملية بيع برج “إيفل”.

واجه النصاب الشهير عائق لإتمام هذه الصفقة تمثل فى أن زوجة الضحية كانت تشك فى الأمر، مما جعل “فيكتور” يستخدم خبرته فى الخداع والنصب.

اجتمع مع ضحيته “أندريه” وأخبره بأنه يعمل موظفا ومرتبه لا يكفيه للعيش فى مستوى راقى، ففهم “أندرية” أن “فيكتور” ما هو إلا موظف مرتشى واطمان بأن العرض سيسرى عليه، مقابل إعطائه رشوة من المال.

نجح “فيكتور” فى إتمام أشهر عملية نصب فى التاريخ، وحصل من ضحيته على ثمن بيع البرج وعمولة والرشوة، ولم يستطع التاجر “أندرية” إبلاغ الشرطة الفرنسية عن الواقعة، واكتشف أنه تعرض لأكبر عملية نصب فى حياته بينما هرب فيكتور إلى النمسا.

 

مرة أخرى

لم يكتفى النصاب الشهير فى النصب على “أندرية” عن طريق إيهامه ببيع برج إيفل بل عاد الى فرنسا مرة أخرى ونصب على شخص أخر بنفس الطريقة، ولكن ضحيته الثانية أبلغ عن الشرطة واستطاع “فيكتور” أن يهرب بذكائه.

 

ماكينة نسخ العملة

ماكينة نسخ العملة

 

ماكينة نسخ العملة

 

من أكثر عمليات النصب التى نجح فيها “فيكتور لوستيج”، هى بيع صندوق ماكينة نسخ العملة، حيث كان يعرض على الناس صندوقا أدعى أنه ينسخ 100 دولار كل 6 ساعات.

واستطاع النصاب الشهير بيع الصندوق لأكثر من شخص بـ30 ألف دولار وكان الصندوق بالفعل ينسخ 100 دولار كل 6 ساعات، ولكن بعد مرور 12 ساعة ينسخ أوراقا بيضاء بعد نفاذ النقود، ليكتشف ضحاياه أنهم وقعوا لعملية نصب بامتياز.

 

سقوط بسبب الغيرة

 

سقط “فيكتور لوستيج” فى قبضة الشرطة بعد اتهامه بتزييف العملة، حيث أبلغت عنه عشيقته الشرطة بسبب الغيرة لارتباطه بأخرى، وتم الحكم عليه بالسجن إلى أن توفى فى عام 1947 بعد إصابته بمرض التهاب رئوى.

 

Share on facebook
Share on whatsapp
Share on twitter
Share on email
Share on linkedin

اقرأ أيضا:

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى