حكايا ناس

اقتناص لحظات ملهمة من فم 2020

في عام مليء بالأزمات على كل المستويات؛ حاول البعضُ مساعدة الغير في ظل جائحة كوفيد 19؛ من أجل تخفيف الأيام العصيبة على الجميع. هناك لحظات من التعاطف والشجاعة والإصرار جلبت النور والأمل في واحدة من أكثر السنوات صعوبة في عصرنا. نستعرض بعضًا منها فيما يلي.

دور الأطباء في الجائحة
دور الأطباء في الجائحة

دور الأطباء خلال الجائحة

شاهدنا جميعا جيوشنا البيضاء في كل مكان بالعالم، محاطين بمخاطر الموت والمرض من كل جانب. لكنهم وقفوا ببسالة في خطوط كوفيد 19 الأمامية، في سبيل إنقاذ أكبر قدر من الأرواح. الأمثلة كثيرة ومن كل مكان في العالم ربما لا تسعها مقالة واحدة، لكننا وجدنا أبطالا يعملون في صمت وصبر وشجاعة. يتناوبون على المرضي بين الأجهزة والمحاليل والحقن والأدوية. يسهرون دون غفلة، يصمون آذانهم عن صوت الخطر، ويضعون أرواحهم فوق أعناقهم، مخلصين بذلك لواجبهم الإنساني والوطني. فلا توجد أشد من تلك اللقطات الهامة لنا وسط 2020. ففي وسط الجائحة وضع هؤلاء الملائكة أياديهم في فم الموت وانتزعوا منه المرضى إلى الحياة.

باميلا زينون ملاك الرحمة وسط الانفجار

باميلا زينون ملاك الرحمة وسط الانفجار

شاهدنا جميعا الانفجار الذي دمر مرفأ بيروت والذي ترك المدينة محطمة تعاني ويلاته إلى الآن. ووسط كل هذا الكم من الألم ظهر ملاك تمتهن التمريض وتدعى باميلا زينون التي انقذت حياة ثلاثة اخوة رضع حملتهم وسط الانفجار بين احضانها وهربتهم خارج المستشفى سريعا لانقاذ ارواحهم.

قوة الموسيقى في زمن الكورونا 

العزف والغناء من الشرفات أثناء الجائحة

في الأيام الأولى من الجائحة وجد الكثير من الناس طرقًا عديدة للتخفيف عن أنفسهم توتر ورعب الأجواء من جانب وعزلتهم وعدم رؤيتهم لبعضهم البعض من جانب أخر، بدأت الأصوات ترتفع في الشرفات بين الغناء وعزف الموسيقى في جميع أنحاء العالم. البعض منها غنى للأطباء في رسالة شكر للتعبير عن مجهوداتهم أثناء الجائحة والأخرين غنوا سويا لنشر الأمل ولارتفاع الروح المعنوية. فاحتفل الناس بدور الفن الذي ملأ الأجواء وأثر في نفوس الجميع.

الكابتن توم مور البالغ من العمر مائة عام، جمع ملايين على مشاية سير

الكابتن توم مور يستعين بمشايته لجمع التبرعات

وضع الضابط البريطاني المتقاعد توم مور البالغ من العمر 100 عام، الذي يستعين بمشاية سير منذ تعرض لكسر في الفخذ، هدفا بالمشي مسافة 25 مترًا حول حديقته ببريطانيا 100 مرة لجمع التبرعات للطواقم الطبية التي تكافح كوفيد 19. كان كابتن توم يأمل في جمع 1000 جنيه استرليني لكنه جمع في أول أسبوع 5100000 ثم توالت التبرعات في طريقه وكسر حاجز الخمسة مليون جنيه استرليني حتى تمكن من جمع مبلغ إجماليه 27.699.581 جنيهًا إسترلينيًا اعتبارًا من 21 أبريل 2020، ثم وصلت قيمة التبرعات أكثر من 28 مليون جنيه استرلينى واستمر الرقم فى الارتفاع حتى تجاوز 33 مليون جنيه استرليني.

حقق كابتن توم بذلك الرقم القياسى لأكبر عدد من الأموال التى جمعتها مسيرة خيرية فردية، ليسجل اسمه بقائمة موسوعة جينيس للأرقام القياسية ويفوز بشهادة الموسوعة العالمية. كما منحته الملكة إليزابيث الثانية لقب “سير” حيث أصبح بطلا قوميا خلال مرحلة العزل في بريطانيا.

الفنانة اللبنانية حياة ناظر صنعت تمثالا من حطام مرفأ بيروت

تمثال من حطام مرفأ بيروت

كانت الفنانة اللبنانية حياة ناظر في طريقها إلى بيروت يوم 4 أغسطس عندما انفجر فجأة مخزون ضخم من نتريت الأمونيوم في الميناء، مما أسفر عن مقتل 190 شخصًا وإصابة أكثر من 6000 شخص وتشريد أكثر من 300000 من منازلهم. تطوعت ناظر كغيرها لتنظيف الحطام وإعادة المدينة إلى عهدها السابق. وهنا خطرت لها فكرة استخدام بعض ما وجدته في الأنقاض لإنشاء تمثال يمكن أن يلهم شعبها بالوحدة وإعادة البناء.

سارت ناظر خلال الاسابيع الماضية في شوارع بيروت، تجمع المعادن الملتوية والزجاج المكسور وممتلكات الناس المهملة لاستخدامها في التمثال. تحكي: “سافرت إلى منازل الناس بعد أن دمرهم الانفجار وقلت”. أعطني فقط أي شيء يمكنني استخدامه في التمثال الذي جعلته على شكل إمرأة بشعر طويل متدفق رمزا لبيروت، أعطاني الناس أشياء قيمة من طفولتهم، وأجدادهم الذين ماتوا في الحرب الأهلية، وأشياء أرادوا حفظها لأطفالهم. لقد تدفقت داخلي الكثير من المشاعر.” حصلت على ما يكفي من الأشياء، جمعتها معًا- صنعت منها تمثال امرأة ترفع علم لبنان، وشعرها وفستانها يتدفقان في مهب الريح. التمثال، الذي لا يزال بدون اسم، يحتوي على ساعة تالفة عالقة في الساعة 6:08، هي لحظة الانفجار.

حكاية المصرية آيات السيد مع التطوع

آيات السيد فتاة مصرية، بالغة من العمر سبعة وعشرين عام، تعمل مُحاضرة في شركة تدريب، مُتطوعة في مصر منذ سبع سنوات مع جمعيات مختلفة في محافظات مختلفة للاغاثة وللدعم المستمر ولتوزيع اعانات قوافل طبية.  عندما وقع انفجار مرفأ بيروت. تطوعت مع have a dream   للسفر إلى بيروت لمساعدة شعبها في محنته. برنامج التطوع هناك كان قائم على ثلاثة وظائف. النظافة. رفع واقع تركيب نوافذ وزجاج للبيوت. الدعم النفسي. لأن الناس في حالة صدمة شديدة. وجزء من عملهم اعادة البيزنس للناس التي دُمرت محلاتها.

شجاعة خادمة لبنانية تنقذ طفلة من الموت في بيروت

شجاعة خادمة تنقذ طفلة من الموت في بيروت

إثر انفجار مرفأ بيروت انتشر مقطع فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، لخادمة شُجاعة أنقذت طفلة حيث ظهرت في الفيديو تنظف النافذة وبجوارها الفتاة، وعندما سمعت الخادمة صوت انفجار ضخم ركضت نحو الفتاة وحملتها هاربة بها. في لفتة مؤثرة أثارت انتباه وتعاطف كل من رآها.

خير قليل أفضل من لا شيء

قيام الشاب رضا قورة صاحب توك توك بالتطوع بتوصيل الأطباء والممرضين والصيادلة في كفر الشيخ مجانًا. فخير قليل أفضل من لا شيئ حيث قام قورة بعمل ما يقدر عليه؛ لدعم إخوته في الإنسانية من الطاقم الطبي ولاظهار تقديره لدورهم البطولي في معركة فيروس كورونا.

التبرعات من كبرى المؤسسات والشركات

اطلاق صناع الحياة لمبادرة “الناس لبعضها” لدعم المتضررين من تداعيات فيروس كورونا.

قدمت مؤسسة ساويرس 40 مليون جنيه لدعم العمالة المؤقتة من خلال مؤسسات المجتمع المدني (صناع الحياة مصر – بنك الطعام المصري – صناع الخير). كما ساهمت ساويرس بـ 60 مليون جنيه لدعم الجهود الاحترازية للدولة ووزارة الصحة المصرية.

تكفلت مؤسسة العربي بتوفير احتياجات 30 ألف أسرة من العمالة المؤقتة، والتبرع لمستشفيات الحُميات في مصر. كما تمسكت العربي بموظفيها  والعمال الذين يبلغ عددهم ما يقرب من 35 ألف موظف وصرف رواتبهم مبكرًا دون المساس بها.

تبرعت مؤسسة السويدي بشحنة مسلتزمات طبية تبلغ 17 طن وتضم 1.5 غطاء تنفسي جراحي، 100 ألف غطاء تنفسي طبي، 20 ألف بدلة واقية للمنظومة الطبية، 100 ألف واقي أيدي. كما خفضت السويدي تواجد العمالة بالشركة لـ 50 % وإعطاء العاملين إجازات مدفوعة الأجر لتقليل التواجد وانتشار الفيروس.

دعمت مدرسة الشويفات الدولية حملة “الناس لبعضها” التي أطلقتها مؤسسة صناع الحياة لتقديم مليون مساعدة آمنة للمتضررين من تداعيات كورونا.

أسقطت شركة ميد ترونيك العالمية لتصنيع أجهزة التنفس الصناعي الملكية الفكرية الخاصة بأجهزة التنفس، ومشاركة كل التصميمات مع الدول للبدء في تصنعيها فورًا، لرعاية مصابي فيروس كورونا.

جيانا فلويد: أبي غير العالم

جيانا فلويد ابنة جورج فلويد

في السادسة من عمرها فقط، عانت جيانا فلويد من مأساة حطمت عالمها وأيقظت عالمنا. عندما رأت والدها جورج فلويد مكبل اليدين على الأرض، حيث قام الشرطي منيابولس بالضغط على عنق فلويد بركبته لمنعه من الحركة أثناء اعتقاله لما يقارب تسع دقائق لادعائه أنه مزور. دفع والدها حياته لتغيير نظرة العالم للسود وللعنصرية تجاههم. تشاركنا الأمل جميعًا قائلة: أبي غير العالم، إذ نزل الناس إلى الشوارع للمطالبة بالعدالة ولتسليط الضوء على العنصرية الممنهجة. خاطر الملايين في جميع أنحاء العالم بحياتهم وسط الوباء للمطالبة بالعدالة. لقد أرسلت تلك القوة السلمية -من جميع الأعمار والأجناس والأديان والمعتقدات- رسالة قوية وموحدة للمساواة والعدالة للجميع.

أنت أيضًا بإمكانك تذكيرنا بلحظات ملهمة عشتها وأناس طيبون التقيت بهم فأعطوك أملًا في هذا العام الصعب، فكانوا بمثابة نقطة الضوء في آخر النفق.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى