حكايا ناس

بطل الحرب الذي باع جائزة الأوسكار في المزاد من أجل زوجته

نعم أحب الأوسكار، لكني أحب زوجتي أكثر

هارولد راسل؛ صعد إلى قمة المجد بعد أن عاد من الحرب مبتور الذراعين، لينال جائزتي أوسكار عن دوره في فيلم «أجمل سنوات العمر»، لكن حياته تغيرت تماماً بعد تلك اللحظة.

الجائزة في المزاد

بسبب مرض زوجته الشديد ولتكاليف المعيشة الباهظة؛ عرض هارولد راسل جائزتي الأوسكار التي نالهما عام 1946، في المزاد العلني، لمن يدفع أكثر، الأمر الذي أغضب الأكاديمية الأمريكية ونصحته بالتراجع عن هذا الأمر. موجهين له خطاباً :” لم يبع قط أي فائز بالأوسكار جائزته”.
فكان رد راسل على الأكاديمية :” نعم أحب الأوسكار، لكني أحب زوجتي أكثر”.
تم بيع الجائزة في المزاد العلني بقيمة 60 ألف دولاراً، كان نصيب راسل منها 55 ألفاً بعد خصم نسب للعمولة.

بين الميدان والشاشة
فيلم أجمل سنوات عمرنا
فيلم أجمل سنوات عمرنا

ولد راسل في كندا 1914، ثم انتقلت عائلته وهو صغير إلى أمريكا، وفي عام 1941 حين وقع الهجوم على بيرل هاربر والذي خلف مئات الضحايا، شعر راسل أنه يجب أن يتطوع في الجيش الأمريكي.
وخلال أحد التدريبات العسكرية انفجر فتيل قنبلة بالخطأ أمامه، الأمر الذي أدى أن يفقد كلتا ذراعيه. ويستبدلهما بخطافين، بعدها بدأ في مسيرة أخرى في حياته كطالب في جامعة بوسطن.
رآه المخرج ويليام وايلر وعرض عليه دور البحار هومر باريش، المقاتل الذي يعود مصاباً من الحرب، في فيلم «The Best Years Of Our Lives» أو «أجمل سنوات عمرنا».

لماذا جائزتي أوسكار عن فيلم واحد؟


ولبراعة هارولد راسل في دور هومر باريش حصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد في عام 1947. وفي وقت سابق من الحفل، حصل على جائزة أوسكار فخرية «لجلب الأمل والشجاعة لزملائه المحاربين القدامى».
وتم إنشاء هذه الجائزة الخاصة لأن القائمين على الجائزة أرادوا بشدة تحية راسل. الممثل غير المحترف، لأنهم افترضوا أن فرصته ستكون ضئيلة لتحقيق فوز تنافسي بالجائزة. ولكي يكون قدوة ومثلاً أعلى للأمريكيين.
وكانت هذه هي المرة الوحيدة في تاريخ الأوسكار التي تمنح فيها الأكاديمية جائزتي أوسكار عن نفس الأداء.

الحقيقة المرة

بعد أن انتهى الاحتفال والنشوة والفرح بالتكريم. حاول المخرج وليام وايلر إقناع راسل ألا يضع التمثيل أو مجال السينما نصب عينيه، لأن هوليوود لن ترحب بممثل مبتور الذراعين. وأن يكمل دراسته في الجامعة أفضل.
وبالفعل عاد راسل إلى الجامعة وتخرج بشهادة في إدارة الأعمال من جامعة بوسطن 1949. وله كتابين في السير الذاتية الأول «النصر بين يديّ» 1949، والثاني «أجمل سنوات عمري» 1981.
وبالفعل تحققت نبوءة المخرج وايلر، ولم يظهر راسل سوى في فيلمين بعد فوزه بالأوسكار عامي 1980 و1997.
اتجه هارولد راسل إلى العمل الاجتماعي في المجتمع المدني حيث ترأس اللجنة الرئاسية لتوظيف أصحاب القدرات الخاصة، وهم عمل لم يتقاضى عليه أجر.
توفى راسل بأزمة قلبية عام 2002، عن 88 عاماً. وقد اتخذت الأكاديمية الأمريكية للفنون إجراءً قانونياً بعد بيعه لجائزته في المزاد. بأن أرسلت اتفاقية للتوقيع لكل الفائزين بالأوسكار بعد 1950 تمنعهم من بيع جوائزهم. إلا بعد عرضها أولاً على الأكاديمية لشرائها، ومن حق الأكاديمية أن ترد خلال شهر واحد.

هارولد راسل
هارولد راسل

اقرأ أيضاً:

وراء كل حجر..

اظهر المزيد

نادر عيسى

مؤسس ومدير المحتوى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى