في اليوم العالمي لذوي الهمم.. مشاهير اتخذوا من إعاقتهم سُلمًا للصعود
في 3 ديسمبر من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي لذوي الهمم. الأمثلة من حولنا كثيرة على مدار التاريخ ممن أثبتوا أن العجز ليس بسبب فقد عضو؛ بل هو عجز الفكر الذي يعيق صاحبه ويشل تفكيره أن يتقدم ويتطور ليصل إلى ما يريد. فيما يلي بعض المشاهير الذين تجاوزوا عجزهم الجسدي، وحققوا أهدافهم، بل ووصلوا إلى شهرة عالمية.
ستيفن هوكينج
ساعدت كتب ستيفن هوكينج العالم وأستاذ الفيزياء وعلم الكونيات، في جعل العلم في متناول الجميع.
في سن 21 ، أثناء دراسته لعلم الكونيات في جامعة كامبريدج، تم تشخيص حالته بأنه مصاب بالتصلب الجانبي الضموري. كانت الأعصاب التي تتحكم في عضلاته تنغلق. في ذلك الوقت؛ منحه الأطباء سنتين ونصف ليعيش على أقصى تقدير.
لاحظ «هوكينغ» لأول مرة مشاكل صحته الجسدية أثناء وجوده في أكسفورد، حيث كان في بعض الأحيان يتعثر ويسقط. أو يتلعثم في كلامه. لكنه لم ينظر في المشكلة حتى عام 1963، خلال سنته الأولى في كامبريدج. لكنه قرر الاحتفاظ بهذه الأعراض لنفسه.
لكن عندما لاحظ والده هذه الحالة، اصطحبه لرؤية الطبيب. وعلى مدار الأسبوعين التاليين، خضع الطالب الجامعي البالغ من العمر 21 عامًا، لسلسلة من الاختبارات.
يحكي: أخذوا عينة عضلية من ذراعي، ووضعوا أقطابًا كهربائية في داخلي، و حقنت بعض السوائل غير الشفافة في العمود الفقري، وشاهدتها تتجه صعودًا وهبوطًا مع الأشعة السينية. وهم يميلون السرير، قال ذات مرة: «بعد كل ذلك، لم يخبروني بما أعاني منه، باستثناء أنه لم يكن التصلب المتعدد، وأنني كنت حالة غير نمطية».
في النهاية، ومع ذلك ، شخّصَ الأطباءُ «هوكينج» في المراحل المبكرة من المرض. كانت الأخبار مدمرة له ولعائلته، لكن بعض الأحداث منعته من أن يصبح يائسًا تمامًا. أولها عندما كان هوكينج في المستشفى. هناك، شارك في غرفة مع صبي يعاني من سرطان الدم. بالنسبة لما كان يمر به زميله في الغرفة، فكّر هوكينج لاحقًا، بدا وضعه أكثر احتمالًا.
بعد وقت قصير من خروجه من المستشفى ، كان هوكينج يحلم بأنه سيُعدم. قال إن هذا الحلم جعله يدرك أنه لا تزال هناك أشياء لها علاقة بحياته. «قبل تشخيص حالتي، كنت أشعر بالملل الشديد من الحياة». هكذا قال «هوكينج» سابقًا، وبطريقة ما؛ ساعد المرض في تحويله إلى عالم مشهور. لم يكن «هوكينج» يركز دائمًا على دراساته. وقد ذكر ذلك أكثر من مرة قائلًا: «يبدو أنه لم يكن هناك أي شيء يستحق القيام به». ولكن مع الإدراك المفاجئ أنه قد لا يعيش طويلاً بما يكفي، انكب هوكينج على عمله وأبحاثه، وأصبح واحدًا من رواد الفيزياء في العالم.
فريدا كاهلو
لا تزال الرسامة المكسيكية فريدا كاهلو أيقونة فنية نسائية. وتُعَد واحدة من أعظم فناني المكسيك. اشتهرت برسم الصور الذاتية بعد إصابتها بجروح بالغة في حادث باص. وفي وقت لاحق، أصبحت ناشطة سياسية وعرضت لوحاتها في پاريس والمكسيك قبل موتها سنة ١٩٥٤م.
في ١٧ سبتمبر ١٩٢٥، كانت كاهلو وأليخاندرو جوميز آرياس، صديقتها في المدرسة، تسافران معا في الباص. عندما اصطدمت السيارة بعربة نقل. ونتيجة للاصطدام، خُزقت كاهلو بعصا فولاذية دخلت فخذها وخرجت من الجانب الآخر. وقد أصيبت بعدة إصابات خطيرة نتيجة لذلك، بما في ذلك كسور في عمودها الفقري وحوضها. مكثت كاهلو في مستشفى الصليب الأحمر في مدينة مكسيكو عدة ظاسابيع، عادت الى بيتها لتستعيد عافيتها. وبدأت ترسم خلال فترة شفائها وأنهت أول لوحة لها في العام التالي، وأعطتها لجوميز آرياس.
ورغم أنها لم تعتبر نفسها سريالية قط، فقد صادقت إحدى الشخصيات الرئيسية في تلك الحركة الفنية والأدبية، أندريه بريتون، في عام 1938. وفي تلك السنة ذاتها، أقامت معرضا كبيرا في مدينة نيويورك، باعت خلاله حوالي نصف اللوحات الـ ٢٥ المعروضة. وفي عام 1939، ذهبت كاهلو لتعيش في باريس لبعض الوقت وهناك عرضت بعض لوحاتها وأقامت صداقات مع فنانين مثل مارسيل دوشامب وبابلو بيكاسو.
نيك فيوتتش
نيك فيوتتش أو نيكولاس جيمس فيوتتش، من مواليد 4 ديسمبر 1982م في أستراليا. والذي يعد من أشهر المحاضرين التحفيزيين في العالم، ومؤسس منظمة «الحياة دون أطراف».
عانى منذ ولادته من «متلازمة نقص الأطراف الأربعة» وهي متلازمة نادرة، يعاني فيها المُصاب من فقدان الأذرع والأرجل. سخر منه الجميع، مما أدى إلى شعوره بالإحباط، حتى قرر ألا يسمح لأحد أن يهزمه فبدأ في البداية بتقبل إعاقته والتعايش معها واقتنع بأنه بإمكانه أن يعيش حياة طبيعية مثل أي إنسان طبيعي.
أسس «فيوتتش» منظمته في سن السابعة عشر. وتعلم أن يقوم بكل شيء بمفرده كغسيل أسنانه وتصفيف شعره كما تعلم الكتابة واستخدام الحاسوب. تطور الأمر إلى الحد الذي جعله يتعلم السباحة والعزف على الطبل ولعب التنس. استكمل دراسته في جامعة جريفيث وحصل على بكالوريوس المحاسبة والتخطيط المالي. وواصل نجاحه حتى أصبح من أشهر المحاضريين التحفيزيين في العالم. وحصل على عدة جوائز عالمية ويتابعه الآن الملايين حول العالم.
هيلين كيلر
ولدت هيلين كيلر في 27 يونيو 1880 في توسكومبيا بولاية ألاباما. كانت طفلة سعيدة بصحة جيدة. عندما بلغت هيلين من العمر عام ونصف أصبحت مريضة جدًا. عانت من حمى شديدة وصداع شديد لعدة أيام. على الرغم من نجاة هيلين، سرعان ما أدرك والداها أنها فقدت بصرها وسمعها.
في سن السادسة عشرة، التحقت هيلين بكلية رادكليف للنساء في ماساتشوستس. حضرت مساعدتها آني المدرسة معها وساعدتها في تسجيل المحاضرات. تخرجت هيلين من جامعة رادكليف عام 1904 بمرتبة الشرف.
أثناء دراستها الجامعية، بدأت هيلين في الكتابة عن تجربتها عن كونها صماء وعمياء. كتبت في البداية عددًا من المقالات لمجلة تسمى مجلة Ladies ‘Home Journal. نُشرت هذه المقالات معًا في وقت لاحق في كتاب بعنوان The Story of My Life. بعد بضع سنوات وفي عام 1908 نشرت كتابًا آخر بعنوان العالم الذي أعيش فيه.
عندما كبرت هيلين أرادت مساعدة الآخرين مثلها. أرادت أن تلهمهم وتعطيهم الأمل. انضمت إلى المؤسسة الأمريكية للمكفوفين وسافرت عبر البلاد لإلقاء الخطب وجمع الأموال للمؤسسة.
وخلال الحرب العالمية الثانية، زارت جرحى جنود الجيش لتشجيعهم على عدم الاستسلام. أمضت هيلين معظم حياتها في العمل على جمع الأموال وزيادة الوعي للأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة الصم والمكفوفين.