«ترامب» وحكاية الإصرار على عدم ارتداء الكمامة


بعد ساعات من إعلان البيت الأبيض بإصابة أحد كبار مساعدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ جاءت نتيجة فحص الرئيس إيجابية. وسُرعان ما أعلنت إصابة الرئيس، وزوجته السيدة ميلانيا ترامب بفيروس كورونا، وعزلهما لعدة أيام. ومؤخرًا شاهد أحدُ المراسلين العائدين إلى البيت الأبيض الرئيس دونالد ترامب بصحة جيدة.. فكيف أصيب بالفيروس؟
يبلغُ «ترامب» 74 عامًا، ما يعرضه لخطر الإصابة بالفيروس الذي أودى بحياة أكثر من 200 ألف شخص، على مستوى البلاد حتى الآن. وتشير بعض الدراسات إلى أن «كوفيد- 19» يصيب الذين يعانون من السمنة بمضاعفات أكبر من الحالات العادية. وخلال خضوع الرئيس للفحص الجسدي في عام 2019، استوفى ترامب الحد المسموح به للسمنة.
خيبة أمل
يمثل التشخيص الإيجابي؛ خيبة أمل كبيرة لرئيس حاول يائسًا إقناع الجمهور الأمريكي بأن أسوأ أيام الجائحة قد مرت. من المؤكد أن الأخبار أثرت على أمّة مهزومة بالفعل، لا تزال تتصارع مع كيفية تجنب المزيد من الإصابات المفاجئة، وإعادة فتح أبوابها بأمان. وبينما يتمتع البيت الأبيض بإمكانية الوصول إلى موارد غير محدودة تقريبًا. بما في ذلك الإمداد المستمر لاختبارات النتائج السريعة؛ إلا إنه فشل في الحفاظ على سلامة الرئيس. ما يثير تساؤلات حول كيف يُمكن حماية بقية البلاد وعمالها وطلابها وشعبها حين يتم إعادة فتح الشركات والمدارس؟
رفضه الدائم لارتداء الكمامة
منذ إصابة شخصين يعملان في البيت الأبيض بـ «كوفيد -19»؛ في أوائل مايو الماضي، والبيت الأبيض يكثف الإجراءات الاحترازية. وإلزام كل شخص على اتصال بالرئيس أن يجري اختبارًا سريعًا. ويتم يوميًا اختبار «ترامب»، ونائبه، وبعض كبار الموظفين. ومع ذلك، منذ الأيام الأولى للوباء، تساءل الخبراء عن بروتوكولات الصحة والسلامة في البيت الأبيض، وسبب عدم القيام بالمزيد لحماية القائد العام.
مازال ترامب يصافح الزائرين رغم تحذيرات مسؤولي الصحة العامة له، ويقاوم اتباع إرشادات التباعد الاجتماعي، كما يرفض ارتداء «الكمامة» في الأماكن العامة.
طالما أعرب ترامب باستمرار عن عدم خوفه من الإصابة بـ كوفيد- 19، حتى بعد أن اكتشاف إصابة موظفي البيت الأبيض، بل شجع الحكام على إعادة فتح ولاياتهم وحاول تركيز انتباه الشعب على الجهود المبذولة لإنعاش الاقتصاد، وليس زيادة عدد الوفيات، كما سعى إلى فترة ولاية أخرى مدتها أربع سنوات.
ترامب ليس الرئيس الوحيد الذي أصيب بالفيروس
ترامب ليس الرئيس العالمي الوحيد الذي أصيب بالفيروس. حيث قضى رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أسبوعًا في المستشفى. بما في ذلك ثلاث ليالٍ في العناية المركزة، حيث حصل على الأكسجين.
كما عزلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل نفسها بعد أن ثبتت إصابة الطبيب الذي أعطاها التطعيم بالفيروس. وعمل رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو من المنزل بعد مرض زوجته.
تمثلت بداية ذعر البيت الأبيض من «كوفيد- 19» في أوائل مارس. عندما اقترب ثلاثة أشخاص ثبتت إصابتهم من الرئيس في ناديه الخاص في فلوريدا. وشمل ذلك أعضاء وفد الرئيس البرازيلي، بما في ذلك القائم بالأعمال البرازيلي، الذي جلس على مائدة عشاء «ترامب».
بروتكولات السلامة
وفي منتصف شهر مارس، ومع استمرار انتشار الفيروس في جميع أنحاء البلاد، بدأ البيت الأبيض في قياس درجة حرارة كل شخص يدخل مجمع البيت الأبيض، وفي أبريل، بدأ في إجراء اختبارات فيروس كوفيد-19 السريعة لجميع الموجودين بالقرب من المجمع والرئيس.
ومع اختبار الموظفين مرة في الأسبوع. أعطت الاختبارات المتكررة لبعض الموظفين انطباعًا خاطئًا بأن المجمع آمن من الفيروس، ونتيجة لذلك، اتبع القليلون بروتوكولات السلامة الموصي بها، بما في ذلك ارتداء الأقنعة أو الكمامات.
في 7 مايو، أعلن البيت الأبيض أن أحد أفراد الجيش الذي يعمل كواحد من الخوادم الشخصية للرئيس أثبتت إصابته بالفيروس، تبعه بعد يوم تشخيص إيجابي للسكرتير الصحفي لنائب الرئيس مايك بنس.
وحتى ذلك الحين، صرح ترامب إنه “غير قلق” بشأن انتشار الفيروس في البيت الأبيض لكن المسؤولين صعدوا مرة أخرى من بروتوكولات السلامة للمجمع، ووجهوا كل من يدخل الجناح الغربي لارتداء قناع.
وقد صرح الرئيس الأمريكي في 11 مايو: «أعتقد أنه تم احتواء الفيروس جيدًا في الواقع»، لكن بحلول يونيو، تبددت المخاوف في البيت الأبيض مرة أخرى، مع إزعاج عدد قليل من الموظفين بالأقنعة حتى مع تزايد عدد الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس، بما في ذلك موظفي الحملة الذين يستعدون لتجمع تولسا وعملاء الخدمة السرية.
في الثالث من يوليو، ثبتت إصابة كيمبرلي جيلفويل، التي تواعد ابن ترامب الأكبر، دونالد ترامب جونيور، في ساوث داكوتا قبل عرض الألعاب النارية في عيد الاستقلال في جبل رشمور.
«جيلفويل»، شخصية سابقة في قناة فوكس نيوز تعمل في حملة ترامب، لم تسافر بالطائرة الرئاسية ولم تكن على اتصال مباشر بالرئيس، رغم أنها كانت على اتصال بالعديد من كبار مسؤولي الحزب الجمهوري. وأيضًا في يوليو، جاءت نتيجة اختبار مستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، إيجابية.
هل سيسلم ترامب سلطات الرئاسة لنائبه؟
على الرغم من عدم وجود دليل حاليًا على أن دونالد ترامب يعاني من مرض خطير. إلا أن الاختبار الإيجابي يثير أيضًا تساؤلات حول ماذا يحدث إن أصبح عاجزًا بسبب المرض. ويحدد التعديل الخامس والعشرون للدستور الإجراءات التي بموجبها يمكن للرئيس أن يعلن أنه “غير قادر على أداء سلطات وواجبات الرئاسة. إذا كان سيجري هذه المكالمة، فسيقوم ترامب بإرسال مذكرة مكتوبة إلى السناتور الجمهوري تشاك غراسلي؛ رئيس مجلس الشيوخ المؤقت. وكذلك رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي من كاليفورنيا.
ويمكن أيضًا لنائب الرئيس وأغلبية أعضاء مجلس الوزراء -بموجب القانون- أن يعلنوا أن الرئيس غير قادر على أداء واجبات منصبه. وفي هذه الحالة سيتولى «بنس» على الفور سلطات وواجبات المنصب بصفته القائم بأعمال الرئيس. حتى يتمكن دونالد ترامب من تقديم إعلان مكتوب بخلاف ذلك.