لم شمل أم بابنها بعد نصف قرن من الفراق


أن تلتقي بابنك بعد 45 عاما من الفراق؛ فهو شيء مؤثر حقًا. في لحظة عناق حار دام قرابة النصف ساعة لمحاولة لم الشمل من جديد بعد ضياع نحو نصف قرن. لكن كيف تم الفراق ولماذا؟ هذه هي قصة بريندا فان سيكل التي وجدت نفسها فجأة في سن الخامسة عشرة تنجب رضيعًا في فورت وورث، تكساس، في عام 1975.
طيش مراهقة دفعت ثمنه عمرها بأكمله
تروي فان سيكل: «رأيته 15 دقيقة قبل أن تأخذه الممرضة بعيدًا. كان الأمر صعبًا للغاية. لو كان بإمكاني الاعتناء به، لكنت فعلت ذلك. لكن لم يكن من الصواب فعل ذلك به بسبب ظروفي. وقتها كنت طفلة مراهقة انتهى بي الأمر بالزواج والعمل في مجال الأخبار التلفزيونية. والآن في مكتب المعلومات العامة في قسم شرطة أرلينجتون. لكن وقتها كنت مراهقة، حياتي غير مستقرة، لا أقدر اطلاقا على رعاية طفل حديث الولادة. كان كل ما يمكنني فعله هو التوقيع على تلك الأوراق والخروج من الباب وتركه. كان الأمر صعبًا حقًا».
عندما أدركت حجم الخطأ الذي ارتكبته، كان قد فات الأوان. حاولتُ البحث عنه بعدها كثيرا لكن دون جدوى فلم أكن أعرف سوى تاريخ ميلاده، وأنه وُلد في تارانت. مرّ أكثر من عقد أحاول العثور عليه. لم أكن أعرف أية عائلة تبنته وأين مكان إقامته حاليا وهل لا يزال على قيد الحياة؟
الحمض النووي
يتم تبني أكثر من 100,000 طفل كل عام في الولايات المتحدة. يوجد في تكساس سجل للتبني، لذا يمكن للأطفال الراغبين وأولياء أمورهم التواصل. لكن فينر -ابن فان- وجد والدته من خلال اختبار الحمض النووي وبمساعدة “ملاك” بحث بالتبني، على حد قوله حيث كان يبحث عنها هو الآخر وبالفعل وجدها. لكن كيف؟
ذات يوم قبل بضعة أشهر، رن هاتف فان سيكل. كان اسمًا لم تكن تعرفه: “ويس فينر”. كانت محادثة أولى محرجة. لم تكن تتوقع مكالمة هاتفية في العمل تقول: مرحبًا، هل عرضت طفلًا للتبني في عام 1975، كانت تلك مكالمة هاتفية غريبة.
نصف ساعة من العناق
بعد بضعة أسابيع، اتفقا على اللقاء في فندق في تيريل. انتظرت «فان» في موقف السيارات، محدقة في بركة قريبة. ثم سمعتْ صوتًا خلفها، يقول: أمي، هذا أنا. تروي «فان»: «كانت أكثر لحظة مؤثرة في حياتي، كأنني وجدتُ نفسي الضائعة منذ أمد. مسحت دموعه ودموعي، أخبرنا الناس أننا تعانقنا نحو 20 دقيقة».
كانت دموع الاعتراف بالخطأ والتأثر كأنها وجدت قطعة من روحها أخيرًا. عرفت بعدها أنه تمتع بحياة طيبة مع عائلة محبة تبنته. وعمل في أحد البنوك الكبرى في نيو أورليانز، ثم أسس عائلة خاصة به، وأنجب حفيدًا لها يبلغ من العمر تسع سنوات التقت به أيضًا. جمعتهما الكثير من الأشياء المشتركة، قائلة: بالفعل إنه ابني.