حكايا ناس

أول عداء كفيف يحقق رقمًا قياسيًا في الركض بمفرده

لا تُقاس رؤيتنا للأشياء التي نراها بالعين فقط، ولكن بما نتخيله ونسعى لتحقيقه. قصة بطلنا اليوم، عن شاب فقد بصره فجأة، لكنه لم يفقد شغفه وحلمه في أن يكون عدّاءً كبيرًا معروفًا. أول عداء كفيف يتجاوز الرقم القياسي في الركض دون مساعدة من الحيوانات أو البشر!

إنه العداء توماس بانيك، الذي فقد بصره بسبب اضطراب وراثي في ​​العشرينيات من عمره. لكنه لم يتخلّ أبدا عن السباق. يحكي لرويترز: أسهل شيء بالنسبة للأعمى الجلوس ساكنًا. لكنني لا أجلس ساكنا. اخترق بانيك مؤخرًا خطوة جديدة في سباقه باستخدام تطبيق متطور كان له دور فعال في تطويره. وأصبح مؤخرًا أول عداء أعمى يكمل سباق خمسة كيلو متر دون مساعدة كلب إرشادي أو شريك في الجري.

المرة الأولى

«بانيك» ليس غريبا على الأوائل؛ حيث يعمل كرئيس ومدير تنفيذي لمنظمة Guiding Eyes for the Blind. وهي منظمة غير ربحية، مقرها نيويورك. وفي عام 2015؛ أطلق «بانيك» برنامج «Running Guides» الذي يدرب الكلاب المرشدة للعدائين المكفوفين.

«كنت عداءً طوال حياتي، حتى توقفت لبعض الوقت عندما عُميت خائفًا جدًا من الركض دون مساعدة. لكنني لم أستطع العيش دون الجري، ولذلك عدت إلى الركض مرة أخرى». هكذا يقول «بانيك»، مضيفًا: «في الأول استعنت بأدلة بشرية. كما تطوع الأشخاص للتواصل معي باستخدام حبل لمعرفة الطريق الذي يجب أن أذهب إليه. ولكن كان علي ترك كلبي المرشد في المنزل. ومع ذلك، فإن الكلاب تحب الركض كما أحبه، لذا أردت أن أدرب الكلب على الجري».

في مارس 2019؛ أدار «بانيك» -أول مشارك أعمى يقوم بذلك- نصف ماراثون مدينة نيويورك البالغ طوله 13.1 ميلًا. متجاوزًا خط النهاية بزمن قدره 2:20:52 بمساعدة فريق تتابع مكون من ثلاثة كلاب.

الركض دون مساعدة

بقدر ما كان يتمتع برفقة كلبه المرشد؛ تساءل «بانيك» عما إذا كانت هناك طريقة ليصبح أول عداء كفيف يحقق رقمًا قياسيًا في الركض بمفرده. لقد تواصل مع Google للحصول على المساعدة. جاءت الإجابة في شكل تطبيق على الهاتف المحمول يعمل بالذكاء الاصطناعي بمساعدة الكاميرا. يحسب التطبيق موقع العداء واتجاهه باستخدام علامات المسار المرسومة. ويستجيب بإشارات صوتية لإرشاده إلى الاتجاه الصحيح.

في حدث برعاية مشتركة من Google و New York Road Runners Club؛ جرب «بانيك» تطبيق  Project Guideline  لأول مرة. وقال: «أن أكون هنا، فهذا أمر مؤثر جدا، إنه شعور حقيقي ليس فقط بالحرية والاستقلال، ولكن أن تشعر أنك مثل أي شخص آخر».

«بانيك» ليس كأي شخص آخر. بل إنه ممن ولدوا ليكونوا متميزين. فهو موهوب بنوع آخر من الرؤية. رؤية تجعله يرى ببصيرته وليس ببصره. البصيرة التي تقوده إلى هدفه فيتغلب على أي صعاب.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى