الكوكيز.. دعابة تحولت إلى أثر إيجابي رغم أنف كورونا


تنتشر عادة روح المنافسة بين الرجال في لعب جماعية مثل كرة السلة، وكرة القدم، والتنس. أو حتى الشطرنج وألعاب الفيديو. ومن يفوز منهم له الحق في التباهي؛ لذلك لا غرابة في انتشار روح المنافسة في الطهي أيضًا. فالعديد من الطهاة المنزليين يحلمون بالحصول على أعلى مرتبة في Cake Wars.
في أبريل الماضي، تنافس سكوت ماكنزي، البالغ من العمر 58 عامًا، وصديقه جيريمي أوريتش، (42 عامًا) فيما يُسمى «COOKIE WARS». في منافسة ودية لمعرفة من هو الخبّاز الأفضل. لم يدركا أن الدعابة ستتحول إلى شيء ذا تأثير إيجابي كبير على مجتمعهم ككل.
توزيع الكوكيز على مقدمي الرعاية الطبية
وضع «ماكنزي» لنفسه هدفًا لتعلم مهارة جديدة كل أسبوع بعد إبعاده من وظيفته في كلية الفنون الحرة المحلية بسبب جائحة كورونا. على الرغم من أن نتائج محاولته الأولى في صنع بسكويت الشوكولاتة؛ لم تكن خالية من العيوب، إلا أنه كان لذيذ حقًا.
عندما نشر «ماكنزي» بفخر ما صنعه من الكوكيز عبر «فيس بوك»، تفاعل معه الكثير من الأصدقاء، على رأسهم صديقه أوريتش مدرس اللغة الإنجليزية وأشاد بجهوده. وسرعان ما انضم إليه راشيل كايل، إحدى طلاب «أوريتش» البالغة من العمر 18 عامًا. والتي سمعت عن المبادرة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع تتويج «كايل» كفائزة، قام أوريتش وماكنزي بجولات تسليم مجموعات الكوكيز المتبقية إلى عمال الرعاية الطبية في منطقة هنتنجتون. فأصبح المتلقون أكثر سعادة.

الكوكيز.. من خبازيْن إلى 100 خباز
عدَّل الرفيقان المبادرة المكونة من رجلين، وتحويلها إلى مبادرة تسمى الكوكيز لمقدمي الرعاية. تشير صفحتهما على الفيس بوك إلى أن الكوكيز لمقدمي الرعاية أتت انطلاقا من كوفيد-19 في عام 2020.
استمر الأطباء في الذهاب إلى العمل وخدمة مجتمعهم، في حين طُلب من الآخرين البقاء في المنزل. وتمكن البعض من العمل من المنزل. «لذلك قررنا اظهار امتناننا لأولئك الذين يعملون لخدمتنا من خلال تقديم الكوكيز المخبوزة حديثًا كشيء متواضع يعبر عن تقديرنا واحترامنا». هكذا يقول ماكنزي وأوريتش عبر «فيس بوك».
نظم ماكنزي وأوريتش جولة من أربعة خبازين في الأسبوع. وفي غضون أيام قليلة فقط، تجاوزت المشاركات 100 خباز. حيثُ ينسق أوريتش الخبازين؛ ويعد «ماكنزي» عمليات التوزيع الآمن كل أسبوع، حيث يقومان بتحميل سيارة للتوزيع.

الكوكيز دعابة تحولت إلى أثر إيجابي
في الأشهر الثمانية الأولى بعد توزيع الكوكيز لمقدمي الرعاية لأول مرة، بلغ انتاج ماكنزي وأوهريتش أكثر من 1300 علبة، مقدمة لنحو 15600 فرد. وجدت الكوكيز طريقها إلى أفواه العاملين الأساسيين في المستشفيات والمدارس ومراكز الإطفاء والشرطة، وحتى غرفة الأخبار في الصحيفة المحلية.
وعلى الرغم من عودة ماكنزي إلى العمل، يستمر الشريكان في عمل الخبز واستكمال المبادرة وكلاهما يشعر بالسعادة. قال «أوريتش»: «هذا انعكاس مباشر لمجتمعنا ككل، وواجبنا تجاههم، هذا المجتمع صغير الحجم ولكنه كبير القلب».
يُقال أن المال لا يمكن أن يشتري السعادة، ولكن يبدو أن عجين البسكويت، يستطيع رسم مئات الابتسامات على مئات الوجوه. وعندما يتعلق الأمر بتوفير الراحة والبهجة لمقدمي الرعاية الطبية الأساسيين، فلا يوجد شيء بإمكاننا تقديمه يضاهي ما يقدموه.