حكايا ناس

المرأة في حياة بيكاسو.. ألهمته الفن ومنحها الجنون والانتحار

تقول السيدة مارينا بيكاسو عن جدها الأكبر الفنان العالمي بابلو بيكاسو، أنه استخدم الدم ليوقع على بعض لوحاته. وأراد أن يُخضع أحباءه: الأب والأم والزوجة لميوله الحيوانية؛ ويبتلعهم ثم يبصقهم على أقمشة لوحاته. ربما يصف هذا التوصيف وجهًا لا يعرفه الكثيرون عن الفنان العالمي. يرى البعض أنه توصيف قاسٍ لـ «بيكاسو» لكنه عين الحقيقة، فقد استغل «بيكاسو» السيدات اللاتي عرفنه من أجل فنه وأفضى بهن إلى الاكتئاب والجنون والانتحار.

سيدات كثر ترددن على حياة بابلو بيكاسو الذي عاش في الفترة بين عامي 1881- 1973. زوجتان بخلاف عشرات العشيقات، كل سيدة كانت تدخل حياته أو يدخل حياتها كان يستخدمها بشيء أو بآخر من أجل خدمة فنه ولوحاته.

قبل أن يستزفهن فنيا؛ فعل ذلك عاطفيًا أيضًا، من أجل أن يوافقن أن يكن مصدر إلهامه وعارضات للوحاته. وإذا كانت حفيدته مارينا تقول إنه تسبب في القضاء على حيوات من أحبوه؛ فهذه ربما تكون حقيقة. لأن أغلب هؤلاء السيدات أفضى بهن الأمر إلى الإصابة بالجنون، أو الاكتئاب، أو الانتحار. وفي كل مرة كان اللوم يُلقى على «بيكاسو».

ومثلما كانت لوحاته تجذب المعجبين حول العالم؛ كان هو مصدر سحر للسيدات لا يستطعن مقاومته مهما اختلف السن بينهما. لكن في نهاية كل علاقة كان الأمر يصل أحيانًا لدرجة الانتحار والانعزال عن العالم أو الإصابة بالاكتئاب.

دورا مار.. صاحبة الجملة الشهيرة “بعد بيكاسو الله وحده”

دورا كانت ناشطة سياسية وفنانة سريالية لامعة في فترة الحرب العالمية الثانية، والتقت بالفنان الأسباني بيكاسو في هذه الفترة وعملا معا في التصوير الفوتوغرافي إلى جانب الرسم، إلا أنه سرعان ما تطورت علاقتهما ووضح أثر دورا في أعماله التي تستخدم زوايا أكثر قسوة كتعبير عن الحرب ولكن تلك العلاقة اتسمت بالعنف ووقع الكثير من الضرر الجسدي والعاطفي على دورا.

اعتاد بيكاسو أن يقارنها بعشيقته الأخرى ماري التي تناقض شخصية دورا فيتلذذ برسم السيدة الباكية طوال الوقت بالأخرى التي تلهمه القوة في الرسم، ولكن في نهاية الأمر قررا الانفصال في عام 1946 وأصيبت دورا على إثر ذلك بالانهيار العصبي وانعزلت عن العالم في إحدى الكنائس الكاثوليكية وأطلقت جملتها الشهيرة “بعد بيكاسو الله وحده!”.

وبيعت لوحته التي كانت دورا بطلتها وتحمل عنوان “امرأة جالسة” في مايو من عام 2017 في مزاد علني بسعر 54 مليون دولار!

ماري والتر.. انتحرت بعد وفاته

كانت الفتاة في السابعة عشر وهو في عامه الخامس والأربعين، ولكن ذلك لم يمنعها من الوقوع في حبه، وبصورة أكثر شهوانية وغرائزية فُتن بيكاسو بجمالها ورآها نموذجا مكتملًا للأنثى وجسد ذلك في أعماله حيث رسم تفاصيل ومنحنيات جسدها بصورة صارخة وواضحة.

حينها كان متزوجًا من راقصة الباليه الروسية “أولجا”، ولكن هذا لم يمنعه من إقامة علاقة مع ماري. وفي الثلاثينات أعلن بابلو علاقته بماري وأنجبا ابنته الأولى “مايا”، ولكن بعد أن تعرف بيكاسو على دورا المصورة السريالية ترك ماري ولكنها ظلت تحبه حتى أنها حين علمت بوفاته في مطلع سبعينات القرن الماضي أقدمت على الانتحار.

فرانسوا جيلوت.. ثارت على إساءات بيكاسو بها وبالنساء

في عام 1943؛ كانت علاقة بيكاسو ودورا على وشك الانهيار. دخلت حينها فرانسوا جيلوت حياته، وكان لديه 21 عامًا حينها. وربما كان فارق السن من أهم أسباب انتهاء علاقة بابلو ودورا. خاصة حينما قرر الانتقال للعيش معها في سكن واحد وأنجبا طفلًا وطفلة.

استغل بابلو هذه العلاقة؛ لتصبح الأسرة محور أعماله. ورمز لـ «فرانسوا» نفسها لهيئة “ورود” في لوحاته. وتعتبر لوحة Femme Debout، من أشهر لوحات بيكاسو التي ظهرت بها فرانسوا.

ولكن تلك العلاقة لم تدم فترة طويلة، فقد ضاقت السيدة بعلاقاته النسائية الكثيرة. وسوء معاملته لها ولهؤلاء السيدات. فقررت الانفصال عنه في عام 1953. وألفت كتابا عن علاقتهما بعد أن غضب «بيكاسو» ورفض أن يعترف بابنيهما.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى