كيف هزم البعوض الإسكندر الأكبر؟

يخبرنا التاريخ بوقائع تبدو للوهلة الأولى ضربًا من الخيال أو جزءًا من أسطورة يصعب على العقل البشري تخيلها. يأتي على رأس تلك الوقائع حكاية موت الإسكندر الأكبر المقدوني الذي اقترب من السيطرة على أكثر من نصف الكرة الأرضية؛ بسبب بعوضة.
مات الإسكندر الأكبر في الثانية والثلاثين من عمره، بمدينة بابل العراقية بعد أن قاد أكبر وأعتى الجيوش العربية في فترة حكم الأسر المقدونية لعدد من بلاد العالم. وظلت حكاية موته الشغل الشاغل للكثير من الباحثين.
بعوضة هزمت الملك
أكد الدكتور مجدي شاكر كبير الآثريين في وزارة الآثار المصرية، في العديد من التصريحات الصحفية والتلفزيونية. إن السبب الذي أدى إلى وفاة أقوى قائد جيوش عرفه التاريخ القديم والحديث، حيث كان جيشة يسمى الجيش الذي لا يُقهر أو يُهزم، كان “بعوضة”! حشرة ضئيلة ربما لا تُرى إلا بالفحص الدقيق والنظرات الثاقبة.
وفقًا لما تؤكده بعض الدراسات مؤخرًا؛ أن الإسكندر المولود في العاصمة المقدونية “بيلا”، وقائد مقاليد حكم البلاد في سن صغيرة بعد مقتل والده “فيليب الثاني” عام 336. قد تسللت بعوضة إليه ولدغته فأصابته بالملاريا أو التيفود فأردته قتيلًا في غضون أيام قليلة.
يرجح الدكتور مجدي شاكر، حكاية إصابته الإسكندر بالملاريا؛ أنه لم يكن هناك علاجًا فعّالا وقتها. خاصة خلال رحلته إلى الهند لفتحها بعد أن كان قد استولى على آسيا الصغرى التي تُعرف الآن بتركيا، وهزم ملكها الفارسي وكذلك مناطق من شمال سوريا وعدد من الدول العربية. ويقال أنه أثناء إقامته في هذه الدولة لدغته بعوضة. وفي الحال تسببت في إصابته بهذا المرض اللعين ومات في مساء الحادي عشر من يونيو عام 323 قبل الميلاد.
رواية جديدة لوفاة الإسكندر الأكبر
في 2019؛ قدمت البروفيسورة “كاثرين هول” الأستاذة في كلية الطب بجامعة أوتاغو، في نيوزيلندا. تحليلًا مغايرًا لأسباب وفاة الإسكندر الأكبر. الشاب الذي أراد أن يبسط حكمه على العالم كله ولم يمهله القدر كثيرًا ليفعل ذلك.
وقالت «كاثرين» في دراستها، إن الإسكندر كان مصابًا بمرض عصبي يسمى «متلازمة غيلان باريه» أو الإلتهاب الحاد الذي يصيب الأعصاب، وتسبب في إزالة النخاعين. وأرجعت هذا التحليل إلى أن جسده لم يظهر عليه أي تحلل حتى يوم وفاته السادس ما يمكن أن يثبت صحة هذه النظرية.