كثيرا ما سمعنا جملة «معًا إلى الأبد»، حتى أصبحت مُكررة ومُعادة. ففقدنا معناها الذي يخبئ في طياته رغبة عميقة تأبى الفراق مهما حدث. بطلا قصتنا اليوم هما التجسيد الحرفي والضمني لجملة «معا إلى الأبد».
تحضرني الآن عبارات الدكتور أحمد خالد توفيق؛ عندما قال: للأبد ماذا؟ ستظل تحبني للأبد؟ حتى تحترق النجوم وحتى تفنى العوالم حتى تتصادم الكواكب، وتذبل الشموس وحتى ينطفئ القمر، وتجف البِحار والأنهار، حتى أشيخ فتتآكل ذكرياتي، حتى يعجز لساني عن لفظ اسمك، حتى ينبضَ قلبي للمرة الأخيرة؛ فقط عند ذلك ربما أتوقف». ربما هذا هو معنى الأبد الذي نأبى معه النسيان والفراق، وفيه تعظم قيمة الوفاء.
لحظة دافئة تلك التي عاشها زوجين في برمنجهام بإنجلترا عندما فاجئت الزوجة (بيتي البالغة من العمر 91 عاما) زوجها (كينيث ميريديث البالغ من العمر 96 عاما) بالدخول إلى دار الرعاية التي انتقل اليها إثر إصابته بالخرف. قائلة: لا أستطيع العيش بدونه.
مفاجأة سارة
وجدت نفسها لا تقدر على بعده عنها ولو أيام. فعندما أصيب بالخرف الذي استدعى دخوله إلى دار رعاية خاصة لمثل حالته قررت أن تنتقل إلى العيش معه في نفس الدار. لم يكن لدى كينيث ميريديث أي فكرة عن انتقال زوجته إلى منزل رعايته فلقد تفاجئ بها تماما مفاجاة سارة جعلته يبكي فرحا بلقاء زوجته بعد خمسة أسابيع من انتقاله إلى الدار والتي صعبت فيها الزيارة على زوجته بسبب قيود فيروس كورونا
مقطع مبكي
في هذا المقطع، يمكن رؤية الرجل البالغ من العمر 96 عامًا سائرا نحو الباب قبل أن ينفجر في البكاء عندما رأى زوجته الحبيبة جالسة على طاولة، ثم يشق طريقه بثبات إلى زوجته. مد «كينيث» ذراعيه لعناق زوجته التي جلست على طاولة مزينة بالقلوب والوروود في صمت بجواره حتى تفاجأ برؤيتها. ويمكنك سماع أغنية Platters لعام 1954 “Only You” وهي تُعزف في الخلفية قبل أن يتعانق الزوجان عناقا حارا. ظلت «بيتي» أيضًا معزولة في دار الرعاية بسبب كوفيد لفترة. لكن «كينيث» لم يكن يعلم أنها هناك.
انتشر المقطع عبر تويتر والفيس بوك كالنار في الهشيم، وكتبت حفيدتهما الكبرى شارلوت من المملكة المتحدة: انتقل جدي إلى دار رعاية منذ خمسة أسابيع ولم تستطع جدتي العيش بدونه، لذا قررت الذهاب إليه، ووافقت دار الرعاية من أجل حبهما، إنهما قلبي. وحكت شارلوت أن كلا من أجدادها شهدوا تدهورًا في صحتهم منذ وفاة ابنتهم في 14 أغسطس من العام الماضي، وفقًا لتقارير Mail Online.
دار الرعاية لمت شمل العاشقين
كما نشرت دار الرعاية اللقطات عبر «فيس بوك». مُعلقة: «بعد شهر من العيش بعيدًا. لم يعرف كينيث متى سيرى زوجته الجميلة بيتي مرة أخرى بسبب قيود كورونا الحالية! فاتخذت بيتي قرارًا بالانتقال إلى بورن فيو لتكون مع زوجها ولكن كان عليها أولاً أن تُعزل! لم يعلم كينيث بانتقال بيتي تماما، واليوم تم لمّ شملهما في لقطة محبة مفاجأة! حيث قالت بيتي: أخيرا التقينا، لن نفترق للأبد. فهتف الموظفون واحتفلوا بلم شمل الزوجين».
