بينهن قبطانة ومأذونة وعمدة.. مصريات اقتحمن مهن كانت حكراً على الرجال

في تحدي للتنمر والسخرية استطاعت المرأة المصرية اقتحام مهن شاقة كانت حكرا على الرجال فقط، بل تخطت ذلك إلى قيادة مهن اختص بها فئات معينة من الرجال.
ميادة.. ضابط «سفن الصيد» وسنوات من المثابرة
بعد سنوات طويلة من المثابرة، نجحت ميادة رمضان في تحقيق حلمها بأن تصبح أول مصرية تعمل كضابط مناوب على سفن الصيد، مواصلة بذلك مسيرة عائلتها في مجال الصيد.
ميادة صاحبة الـ23 عاما، تخرجت من كلية تكنولوجيا المصايد والاستزراع المائي بالأكاديمية البحرية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في أكتوبر 2020.
كان ترتيبها الثاني على دفعتها، ومن ثم التحقت بدورات تدريبية في معهد السلامة البحرية والامتحانات التأهيلية لضابط المناوبة على سفن الصيد، كأول مصرية تحصل على الرخصة في هذا العمل.
وتشير ميادة، إلى أن طموحها الذي لم يكتمل في الالتحاق بكلية الهندسة قسم صناعة السفن انتهى بالالتحاق بكلية المصايد بالأكاديمية البحرية وتحقق حلم جديد سعت وراءه.
ووظيفة ضابط مناوبة سفن الصيد هى مراقبة مرحلة الصيد وخط سير السفينة حسب ما ذكرت ميادة، موضحة أن المهام تشمل أيضا حل أي مشكلة قد تتعرض لها سفن الصيد عبر اتخاذ قرارات سريعة وحاسمة.
وحصلت ميادة على جواز بحري مصري، وأيضا شهادة عمل صادرة بمقتضى أحكام الاتفاقية الدولية لمستويات التدريب وإصدار الشهادات وأعمال المناوبات للعاملين على سفن الصيد لعام 1995.
مروة.. ضباط بحري قادت «المحروسة» بامتياز
تضيف القبطان مروة السلحدار، أنها واجهت صعوبات عديدة على الصعيدين العلمي والمجتمعي لكي تحقق حلمها في الالتحاق بمجال العمل البحري، نظراً للأفكار الذكورية التي تُسيطر على المجتمع ويصعب التخلص منها بسهولة.
وتسرد أول قبطانة بحرية مصرية «ضابط بحري» قصة التحاقها بالأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، قائلة: «كنت أول فتاة مصرية تلتحق بقسم النقل البحري.. والدي رفض قراري وتحفظ عليه، لكنني تمكنت عبر محاورته من دفعه لتقبل الأمر».
وتابعت: «أكبر التحديات كان في تأقلم زملائي الذكور مع فكرة وجودي بينهم ومشاركتهم في التدريبات، لكنهم تقبلوا الأمر».
وتضيف: «كنت أعمل 12 ساعة في اليوم بدلاً من 8 وتعمدت تعلم أشياء كثيرة حتى لا أخشى شيئاً».
وأكدت السلحدار، أن العمل في المجال البحري مدها بتجارب إنسانية ومهنية عديدة خاصة عندما كُلل مجهودها بالمشاركة في قيادة اليخت الملكي «المحروسة» خلال افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة.
وعن أسعد لحظات حياتها قالت: «عندما قال لي والدي يوم تخرجي أنه فخور بي، تلك هي أسعد لحظة عشتها في حياتي».
إيفا هابيل.. أول «عُمدة» في الصعيد
ومن الإسكندرية إلى الصعيد، وتحديداً في إحدى قرى محافظة أسيوط حيث ارتبط اسم العمدة بالنفوذ والقوة والرجولة، قبل أن تنجح إيفا هابيل في تغيير ذلك عندما أصبحت في عام 2008 أول امرأة مصرية تتولى منصب العمدة.
هابيل الحاصلة على ليسانس حقوق نافست ستة رجال على منصب عمدة قرية «كم بوها» ليصبح المنصب في النهاية من نصيبها.
تقول إيفا هابيل، إن العمدة لا يشترط فيه أن يكون قاسياً وبـ«شنب» ليحكم ويأمر، مضيفة: «لا تصدقوا ما يعرض على شاشة التلفزيون والسينما عن الصعيد والعمدة، فقريتنا لا تعرف الثأر أو السلاح».
وتصف إيفا دور العمدة بدور رب الأسرة، حيث يحتاج المنصب فقط إلى شخص يستطيع القيادة سواء كان رجلاً أو امرأة.
وتابعت: «لا تحابي الوجوه ولا تهاب إلا الله، عملها هو الرقم 1 في حياتها، والأمانة».. ضروريات يجب توافرها في أي امرأة تريد أن تصبح عمدة، مشيرة إلى أنها استفادت من تجربة والدها في منصب العمدة، بالإضافة لعلاقتها الجيدة والوطيدة بأهل قريتها.
أمل سليمان.. «مأذونة» اتُهِمت بمخالفة شرع الله
«أنت تخالفين شرع الله».. بهذه الكلمات رد رئيس القلم الشرعي في محكمة مدينة «القنايات» بالشرقية على «أمل سليمان» الحاصلة على ماجستير في الحقوق رافضاً استلام أوراق ترشحها لوظيفة المأذون الشرعي في المدينة، قبل أن يتراجع عن موقفه بعد تدخل رئيس المحكمة.
وفازت سليمان حينها بالمنصب كأول سيدة في العالم العربي، بعد منافسة مع 11 رجلاً.
«القنايات» إحدى مدن محافظة الشرقية، ويبلغ عدد سكانها حوالي 75 ألفاً، بينهم 10 بالمائة أميون لا يجيدون القراءة والكتابة، وتشتهر بالزراعة وتبعد عن الزقازيق عاصمة المحافظة حوالي ستة كيلومترات.
ورغم الحرب التي تعرضت لها سليمان في بداية عملها لكونها امرأة في وظيفة لا تليق إلا بالرجال بحسب نظرة المجتمع المصري، فإنها انخرطت رويداً رويداً في مهنتها.
ونجحت سليمان في عقد ما يزيد على 3 آلاف عقد قران لشباب وفتيات مدينتها منذ عام 2008، فضلاً عن حالات الطلاق التي تزيد على 15 حالة في العام الواحد.
وتدين سليمان بالفضل في نجاحها لزوجها، قائلة: «زوجي هو الذي شجعني على الترشح للوظيفة، لذلك أحاول جاهدة ألا يحول عملي دون رعايتي لعائلتي»، مؤكدةً أن عملها يعود على أسرتها بدخل جيد.
وتتذكر أول قران عقدته وهو ما ساهم في شهرتها لتصبح حديث الشارع المصري بعد أن كسرت الصورة النمطية للمأذون الشرعي الذي يشتهر بالعمة والقفطان.
وحول المواصفات التي يجب توافرها في المرأة لشغل وظيفة المأذون، أكدت أمل، ضرورة أن تكون ذات شخصية قوية ومحبوبة، إلا أن الأهم أن تكون فطنة في المواقف الصعبة التي ستتعرض لها خلال عملها.
هالة شكر الله.. أول رئيس حزب في مصر
ومن بين المواقف التي قد لا يستطيع المواطن المصري نسيانها، فوز الدكتورة هالة شكر الله بمنصب زعيم حزب الدستور، لتكون بذلك أول سيدة تترأس حزباً سياسياً في مصر، قبل أن تتقدم باستقالتها في 2015.
وتقول شكر الله عن تلك الفترة، إنها غيرت الصورة الذهنية السلبية للمجتمع عن المرأة، وتركت أثراً طيباً للسيدات وشجعتهم على كسر الحواجز وتحقيق أحلامهم بشرط أن توافر الكفاءة اللازمة لتوليهن المناصب القيادية والتعامل بندية مع الرجال.
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email