نساء في حياة العلماء.. كيف كانت المرأة سببًا في إسعاد البشرية؟
تستطيع المرأة أن تترك تأثيرًا واضحًا في كل من حولها. فعندما تهتم بذويها؛ تدفعهم إلى الأمام، وتكون الداعم الأكبر في وصولهم إلى أهدافهم. وسواء كانت المرأة أمًّا أو زوجة؛ فقد كان لها دور ليس قليلًا في حياة علماء قدموا خدمات جليلة للبشرية. وبالتالي فإن البشرية إذا كانت مدينة لهذا الاختراع أو لهذا العالِم، فهي مدينة بالأساس لجهود المرأة الخفية التي دعمت جهوده من إجل إسعاد البشرية.
بيرثا والمرسيدس
دعمت السيدة بيرثا بنز؛ اختراع السيارة معنويا وماديا. حيث انطلقت مع أبنائها في أغسطس عام 1888 في أول رحلة برية بواسطة سيارة لمسافة بلغت 100 كيلومتر تقريبا. وكان هدف «بيرثا» الأساسي من تلك الرحلة ليس فقط زيارة والدتها؛ وإنما عمل دعاية للسيارة التي اخترعها زوجها “كارل بينز”.
كانت السيارة ثلاثية العجلات، بقوة 2.5 حصان، وتسير بسرعة 40 كيلومتر في الساعة. وعندما وجدت «بيرثا» أن طريقة زوجها التسويقية فشلت؛ فكرت في طريقة مختلفة لدعم زوجها ودفعه إلى النجاح. ولكن الظروف كانت ضدها، حيث نفد وقود السيارة خلال رحلتها، ولكنها لم تستسلم ومن خلال صيدلية قريبة اشترت مادة «الليجروين»، وتعد أحد المذيبات البترولية التي تستخدم في تشغيل سيارات “كارل بينز”. واستخدمت أحد دبابيس شعرها لتنظيف خط وقود السيارة وبالفعل استطاعت أن تكمل رحلتها لمساعدة زوجها في الدعاية للسيارة الجديدة.
بعد عدة أيام، عادت «بيرثا» إلى منزلها، ولكن من طريق مختلف لإعطاء فرصة لعدد أكبر من الناس ليشاهدوا السيارة الجديدة وهي تقودها عبر البلدات والقرى المختلفة. وبذلك حققت دعاية ناجحة لسيارة زوجها.
لم يقتصر دور «بيرثا» فقط على عمل دعاية للسيارة، بل كانت تدعمه أيضا بالمال. حيث منحته مهرها لكي يؤسس شركة بناء خاصة به. واستمرت في دعمها المالي لزوجها لتأسيس مشروع “Benz & Cie”، وهذا ما حفزه لابتكار أول سيارة تتحرك بالوقود آنذاك.
الأم والزوجة في حياة مخترع الهاتف
كانت السيدة “إليزا جريس سيموندز” والدة المخترع الأمريكي أسكتلندي الأصل ألكسندر جراهام بيل مصابة بالصمم. وكان ذلك هو السبب الأولي في اختيار «جراهام بيل» أن يكون مدرسًا للصم.
تعرف «جراهام بيل» على «مابل هوبارد»، التي كانت مصابة بالصمم أيضًا، وتزوجها عام 1877. وبسبب ما تعانيه كل من والدته وزوجته، اهتم بيل بمبادئ الصوتيات، ثم انهمك في إجراء العديد من التجارب لنقل الموجات الصوتية عبر الأسلاك. وكرّس وقته للبحث عن طرق لنقل العديد من رسائل التلجراف في وقت واحد عبر سلك واحد. وبالفعل تمكن من نقل الأصوات واخترع الهاتف.
وبسبب إنجازاته في العلوم الكهربية، منحت الحكومة الفرنسية «جراهام بيل» جائزة “فولتا”. ولكنه ستغل أموال الجائزة في إنشاء مختبر «فولتا»، والتي صارت فيما بعد إحدى المؤسسات التنموية لرعاية الصم وتحسين حياتهم.
نانسي إديسون
سجل توماس إديسون 1093 براءة اختراع طوال فترة حياته، وهذا ما جعله من أشهر الأسماء على الساحة العلمية. ولكنه في سن مبكرة، ظهرت لديه صعوبة في السمع في سنواته الدراسية الأولى، والأرجح أنها كانت تداعيات وراثية. وعلى الرغم من تميزه عن أقرانه إلا أنه لم يجتز فصوله الدراسية بشكل منتظم، ووصفه معلموه بأن إدراكه بطيء للغاية وغير مؤهل للتعليم. ولذلك أخرجته والدته “نانسي إليوت إديسون” من المدرسة. وباشرت هي عملية تعليمه بنفسها، وجلبت له كتب العلوم حيث أظهر اهتمامه الكبير بالميكانيكا والكيمياء.
واعترف «إديسون» بفضل والدته الكبير عليه، خلال لقاء أجرته معه إحدى الصحف. حيث صرح إن والدته كانت أكبر دافع وداعم له في رحلته. وفعندما نقل لها قول المدرس أن إدراكه بطيء؛ جذبته من يده وعادت إلى المدرسة مرة أخرى، وقالت للمعلم بغضب إن ابنها أكثر إدراكًا منه هو شخصيًا. يقول «إديسون»: «لا يسعني أن أصفَ كيف أثرت في كلماتها آنذاك، وأكسبتني ثقة في نفسي، بل غيرت مجرى حياتي تمامًا».