القديس نيكولاس شفيع الأطفال.. القصة الحقيقية وراء بابا نويل


تقترب سنة 2020م من طي آخر صفحاتها خلال أيام. بكل آلامها ومراراتها التي عشناها خلال جائحة كورونا، أحد أصعب الأوبئة التي مرت على البشرية. ونستعد لاستقبال عامٍ جديد، نأمل أن يكون أفضل حالا مما مضى. ينتظر الجميع بابا نويل أو سانتا كلوز لتحقيق الأماني. لكن ما القصة وراء بابا نويل؟
نيكولاس أم سانتا كلوز؟
يعتبر القديس نيكولاس ملهمًا لسانتا كلوز. يُحتفل بذكراه في السادس من ديسمبر من كل عام. ولد في مدينة باتارا الساحلية، في الجزء الجنوبي غربي تركيا حاليًا، قرب نهاية القرن الثالث. تيتم «نيكولاس» في طفولته فاستخدم ميراثه لمساعدة الفقراء والمرضى. وترجع شهرته إلى دوره الملهم في خدمة الآخرين، وخاصة الأطفال والمحتاجين.
شغل منصب أسقف ميرا، في تركيا، وتمتع بشعبية كبيرة في عصره. يقول القس جون دي لورانس، الأستاذ المشارك في التاريخ اللاهوتي في جامعة ماركيت، إن فقدان نيكولاس لأبويه منحه قلبًا معطاءً منذ نعومة أظافره. ولذلك اعتنى بالأيتام، خاصة في الأسر الفقيرة، وأصبح راهبًا منذ صغره مكرسا حياته للمسيح.
قصص مساعدته للفقراء
تروي إحدى القصص الشعبية كيف ساعد القديس نيكولاس أبًا فقيرًا وبناته الثلاثة. حين لم يكن لدى الأب أي مال ليزوجهن. وعندما سمع نيكولاس عن محنتهم، جاء إلى منزلهم سرًا ذات ليلة، وألقى بثلاثة أكياس من العملات الذهبية في إحدى نوافذ المنزل.
يُعتقد أن نيكولاس توفي في 6 ديسمبر عام 343م. ولذلك يتم الاحتفال بهذا التاريخ باعتباره عيدًا سنويًا. فقد زادت شهرته أكثر بعد وفاته؛ خاصة في الكنيسة المسيحية ما قبل الحديثة. وتمت تسمية عدد من الكنائس باسمه أكثر من أي قديس آخر باستثناء العذراء مريم. عُرف القديس نيكولاس بأنه شفيع الأطفال والمساكين. وكذلك القديس الراعي لليونان وروسيا، إلى جانب عدد من المدن.
يقول «لورانس»، إنه مع انتشار شعبية القديس نيكولاس في السنوات التي أعقبت وفاته، توجه الناس إلى أطفالهم للاحتفال بذكراه. كما حافظت بعض البلدان على ممارسة طقوس الاحتفال بالقديس نيكولاس. ففي هولندا، عُرف القديس نيكولاس باسم “سينتركلاس” وهو رجل طويل يرتدي رداءًا دينيًا طويلًا أحمر، ويرتدي قفازًا أحمر أو قبعة أسقف. يترك الأطفال الهولنديون الأحذية إلى سينتركلاس ليلة الخامس من ديسمبر، وفي الصباح يجدوها ممتلئة بالهدايا التي تركها لهم.
تناقل الهولنديون قصة سينتركلاس إلى الأمريكيين في القرن السابع عشر، الذين تبنوها، وأطلقوا على سينتركلاس اسم “سانتا كلوز”.
وصل سانتا كلوز في نهاية المطاف إلى عطلة الكريسماس، ويرجع ذلك جزئيًا إلى سلسلة من القصائد المشهورة. بحلول أوائل القرن العشرين، كان سانتا كلوز قد استبدل رداءه الأحمر ببدلة من الفرو الأحمر وبدأ بتسلق المنازل ليلة عيد الميلاد لتقديم الهدايا للأطفال.
احتفالات القديس نيكولاس في ظل كورونا
يحصل بعض الأطفال في مناطق مختلفة من العالم على عملات شوكولاتة ذهبية وبرتقالية، ترمز إلى أكياس الذهب التي أعطاها نيكولاس للأخوات الثلاثة الفقيرات مقابل زواجهم. وفي بلجيكا تزداد شعبية «عيد القديس نيكولاس» لدرجة أن وزير الصحة في البلاد كتب خطابًا إلى المواطنين هذا العام يؤكد لهم أنه يسمح لسانت نيكولاس المحبوب، أو سينتركلاس، بزيارة المنازل مساء يوم 5 ديسمبر على الرغم من جائحة كوفيد العالمي. ومع ذلك، أشار إلى أن القديس نيكولاس يجب أن يمارس التباعد الاجتماعي وأن يرتدي قناعًا.
وفي الولايات المتحدة، تعلق بعض المتاجر والمحلات لافتات تذكر المتسوقين بأن القديس نيكولاس سيزور المدينة في 5ديسمبر. ويتم الاحتفال بالعطلة أيضًا في مدن أمريكية مثل بيتسبرج وسينسيناتي وسانت لويس.
لا يزال الاحتفال بذكرى القديس نيكولاس قائمًا حتى اليوم. لا سيما في أجزاء من شمال أوروبا والبلاد الناطقة بالألمانية. حيثُ يحصل الأطفال على الهدايا، ويترك العديد منهم رسائل إلى القديس نيكولاس. وسواء أكنت تعلق جوربًا أو تضع حذاءً لسانت نيكولاس هذا العام أم لا، فربما يمكننا جميعًا أن نتعلم منه درسًا في العطاء للآخرين.