كيف يرتبط مصير الحياة على الأرض بـ خلايا النحل؟

يعتقد البعض أن النحل يقتصر دوره على إنتاج العسل والشمع فقط. ولكن الدراسات الحديثة أثبتت أن النحل سببٌ مباشر في حصولنا على الغذاء.. وبطريقة أخرى فإن اختفاء النحل من العالم معناه انقراض البشر!
يساهم النحل في تلقيح ملايين النباتات، ما يساعد على تكاثر العديد منها، والتي تصبح أغذية نأكلها فيما بعد. ويوفر النحل عمليات التلقيح الصناعية التي تصل قيمتها لعشرات المليارات من الدولارات. تنتج كالفورنيا على سبيل المثال 80٪ من لوز العالم، ولكي يحدث ذلك، يجب نقل حبوب اللقاح بين الأشجار. حيثُ يلزم لهذه المهمة حوالي 2 مليون من خلايا النحل كل عام.
انخفضت في الآونة الأخيرة أعداد النحل بشكل هائل وملحوظ بسبب تغيرات المناخ واستخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الفطريات في الزراعة. ما يدمر النحل في العالم ويؤدي إلى خلل كبير في التوازن البيئي. ووفقًا لبحث في جامعة ماريلاند؛ فقدَ مُربو النحل (النحالون) في الولايات المتحدة 44٪ من مستعمرات النحل في عام 2019. مما يعني تهديدًا يواجه إمدادتنا الغذائية في العالم كله، وينذر بخلل بيئي عظيم. ولا يقتصر دور مُربي النحل (النحالون) على إنتاج العسل من النحل؛ لكنهم جزء من تجارة كبيرة حول العالم. حيث يؤجرون خلاياهم للمزارعين الذين يحتاجون إلى النحل لتلقيح محاصيلهم.
تقنيات ذكية
أطلقت «ApisProtect» الأيرلندية جهاز استشعار ينبه مُربي النحل إن كانت هناك مشكلة في خلاياهم. حيث تعمل بعض شركات التكنولوجيا على تطوير أجهزة ذكية توفر معلومات مفصلة حول حالة خلايا النحل، لتقليل الخسائر وتحسين صحة النحل.
يتم وضع جهاز استشعار صغير متصل بالإنترنت تحت سقف خلية النحل. حيث يوفر قياسات لدرجة الحرارة والرطوبة والصوت والحركة. ثم يرسل البيانات عبر الانترنت إلى المقر الرئيسي لشركة ApisProtect في أيرلندا. هناك تتم معالجة البيانات وتحليلها ثم إرسالها مرة أخرى إلى مُربي النحل.
سيتمكن مُربو النحل -باستخدام تلك الأجهزة- من توجيه ملكات النحل للمحافظة على أكبر قدر ممكن من الخلايا. ما يعني توفير الإنفاق إلى أشياء أخرى كالأعلاف والعلاجات. وتقول مؤسسة الشركة؛ فيونا إدواردز ميرفي: «سنكون قادرين على زيادة كمية التلقيح ومخرجات العسل بشكل كبير في عملياتنا».
تلقت «ApisProtect» الأيرلندية 1.8 مليون دولار كتمويل من مستثمرين دوليين في عام 2018. ومن حينها تعمل مع 20 من مربي النحل في جميع أنحاء الولايات المتحدة وأيرلندا والمملكة المتحدة وجنوب إفريقيا لمراقبة نشاط ما يصل إلى 20 مليون خلية نحل. حيثُ تعمل المعلومات التي تم جمعها من 400 وحدة استشعار ذكية على إنشاء قاعدة بيانات لصحة النحل العالمية، وتشغيل المصفوفات التي تحلل بياناتها.
خلايا نحل آلية
مع تزايد الطلب على تلك التقنية، روجت العديد من الشركات في بلغاريا وبريطانيا وإسرائيل لتقنيات جديدة. كما تأسست Pollenity في عام 2015 من قبل “سيرجي بيتروف” وجمعت 1.2 مليون دولار من التمويل. يستهدف إنتاج جهاز الاستشعار الذكي “Beebot” للنحالين الصغار والهواة. كما يعمل مع ست جامعات من جميع أنحاء أوروبا في مشروع بحثي يموله الاتحاد الأوروبي يسمى HIVEOPOLIS.
يهدف المشروع إلى تحسين حياة النحل. من خلال إعادة إنتاج خلايا النحل باستخدام عدد من التقنيات. بما في ذلك خلايا نحل “آلية”. يقول بيتروف: “النحلة الآلية ستخبر النحل الآخر أين يذهبون للعثور على الرحيق وحبوب اللقاح”. لن يؤدي ذلك إلى توجيههم إلى حقول معينة للتلقيح فحسب، بل سيؤدي أيضًا إلى إبعاد النحل عن المناطق الخطرة، مثل أماكن استخدام المبيدات الحشرية. ويستكمل «بيتروف»: «إن هناك أيضًا خططًا تكنولوجية لاكتشاف تعرض النحل للتسمم عن طريق ملامستها للمبيدات».



