حكايا ناس

القفازات الآلية تعيد الحياة لأصابع عازف بيانو برازيلي

بعد أكثر من عقدين؛ تمكن عازف البيانو البرازيلي جواو كارلوس مارتينيز من العزف مجددًا. بواسطة قفازات آلية، صممت خصيصًا لأجله. حيثُ خضع «مارتينيز» لأربعة وعشرين عملية جراحية لمحاولة علاجه من ضمور وتلف الأعصاب.

عدم قدرته على العزف جعلته جثة

نظر مارتينيز إلى القفازات بسعادة طفل عثر على لعبته المفضلة أخيرًا. واستدعى أصدقاءه إلى حانة في “ساو باولو” ليحتفل متباهيًا بأفضل هدية حصل عليها منذ سنوات. الهدية التي ستسمح له بالعزف مجددًا بعدما فقد الأمل. وهي قفازات إلكترونية، مغطاة بالنيوبرين المطاطي الذي يمتاز بالمرونة. ومثبّت في ذات الوقت بألياف الكربون.

يعتبر عازف البيانو البرازيلي الكلاسيكي وقائد الفرقة الموسيقية أحد أعظم العازفين لموسيقى يوهان سيباستيان باخ. تقاعد في مارس الماضي بعد إجراء أربعة وعشرين عملية جراحية لوقف الآلام الناتجة من مرضه بضمور وتلف الأعصاب.

قضى «مارتينيز» حوالي عشرين عامًا في حالة من الحزن، والشوق العارم للمس أصابع البيانو. بالكاد كان يتمكن من تشغيل الأغاني ببطء بإبهامه، أو بسبابته. يقول «مارتينيز»: «بعد أن فقدت قدرتي على العزف؛ شعرتُ إنني جثة». ومنذ أواخر عام 2019، عاد الأصدقاء ليستمعوا إليه وهو يعيد احياء مقطوعات شوبان وموزارت وباخ.

قفازات آلية تعيد الحياة لأصابع العازف جواو كارلوس مارتينيز
قفازات آلية تعيد الحياة لأصابع العازف جواو كارلوس مارتينيز

اعتزاله العزف 

تعود مشاكل مارتينز الصحية إلى عام 1965. أصيب بتلف الأعصاب في ذراعه أثناء حضوره مباراة كرة قدم في نيويورك، وضربه سارق على رأسه بأنبوب معدني أثناء تجوله في بلغاريا. أدرك الجميع أن الجراحة الأخيرة في يده اليسرى، تشير إلى اعتزاله العزف.

ربما كان هذا بالفعل مصيره، لولا المصمم الذي اعتقد أن اعتزال عازف البيانو جاء مبكرًا جدًا. قال مصمم القفازات «كوستا»: «صنعتُ النماذج الأولية بناءً على صور يديه ظللت أجرب تطوريها حتى ديسمبر. بلغت تكلفة القفازات حوالي 500 ريال برازيلي، أي 125 دولارًا فقط».

الآن لا يخلع «مارتينز» قفازاته الجديدة أبدًا، حتى عندما ينام. حيث يقول: «قد لا أستعيد الماضي. وربما لا أعرف ما النتيجة التي سأحصل عليها، لكني بدأت من جديد كما لو كنت أتعلم في الثامنة من عمري».

جواو كارلوس مارتينيز أثناء عزفه باستخدام القفازات الآلية
جواو كارلوس مارتينيز أثناء عزفه باستخدام القفازات الآلية

القفازات الآلية

تم إعلان عودة عازف البيانو لأول مرة من قبل صحيفة «فولها دي إس باولو» البرازيلية. وقد ذكرت الصحيفة أنه «مارتينز» سارع فرحًا إلى الحانة القريبة من منزله قبل الكريسماس “مثل صبي حصل على لعبة جديدة”. يقول «مارتينز» إنه تلقى أكثر من 100 جهاز في السنوات الخمسين الماضية كحلول لمشاكل يده. ولم يكن أيٌ منهم فعالًا. لكن تلك القفازات مكنته من العزف أخيرًا. ويمكنه من خلال إعادة ترتيب الوسادات الداخلية للقفازات أن يلعب بوتيرة أسرع أو أبطأ.

بالطبع هذا لم يحل المشكلة الأساسية، حيث لا زال يعاني من تلف الأعصاب. ففي بعض الأحيان لا يتمكن من العزف ويشعر بالاكتئاب. لكن “القفازات الواسعة”، كما يسميها مخترعها، أعادت الأمل والجدوى لحياة «مارتينيز». حيث من المقرر أن يقيم احتفالًا بالذكرى الستين لظهوره الأول. ومن أجل هذا يتدرب ليل نهار على البيانو. ويسعد الجيران بذلك، لأنه يعيد احياء موسيقى العظماء مثل «باخ» بشكل مثالي. ويضيف «مارتينز»: «قد يستغرق الأمر سنة أو سنتين حتى أستعيد كامل لياقتي. لكنني سأستمر في المحاولة حتى يحدث ذلك. ولن أستسلم أبدًا».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى