عاملات المنازل حول العالم.. مصير مهدد بالخطر


هددت ظروف الجائحة مصير العديد من المهن التي صار من الصعب استمرارها في ظل الانتشار التسارع لفيروس كورونا. ويعاني عاملات المنازل كبيرهم من العاملين من توابع التسريح والاستغناء عن خدماتهم. الأمر الذي يعرض عددا كبيرا من عاملات المنازل للخطر المعيشي إذا استمرت الأوضاع بهذا الشكل.
عدم اكتراث أصحاب العمل
عملت بيتانيا شيبارد مدبرة منزل في منطقة فيلادلفيا بالولايات المتحدة. كانت تنظف من ستة إلى ثمانية شقق في الأسبوع لكن مع الأسف في هذه الأيام، ألغى جميع عملائها العمل معها. عانت كثيرًا إذ لم تتمكن من العثور على أي عمل إطلاقًا.
ونظرًا لتقليل الناس اتصالهم بالآخرين وبقائهم في منازلهم قدر الإمكان لمواجهة فيروس كورونا، فإن عاملات المنازل مثل شيبارد – الذين اعتمدوا على مهنتهم لضمان لقمة العيش تضرروا بشدة. قالت شيبارد: “بسبب الفيروس شعرت بالحزن والغضب معًا فلم يبالي بي أصحاب العمل ولا اتخذوا أي إجراءات لحمايتي ولم يبذلوا أي جهد من أجلي”. شيبارد واحدة من ملايين العاملات حول العالم، ليست وحدها التي تكافح للحفاظ على العمل خلال الوباء. تخدم عاملات المنزل أفراد الأسرة بما في ذلك رعاية الأطفال، ومساعدة كبار السن المسنين، علاوة على تنظيف المنازل، وغيرها من المهام المنزلية. بالإضافة إلى أن 65٪ من عاملات المنازل ليس لديهم تأمين صحي. كما أن 60٪ ينفقون أكثر من نصف دخلهم على الإيجار علاوة على أن غالبيتهم لا يتقاضون أجرًا على أيام مرضهم كإجازة مدفوعة الأجر.
الآن، تواجه مربيات ومدبرات المنازل عقبة جديدة: رواتب مُعلقة، حيث لا تحتاج العائلات التي يعملون لديها إليهم أثناء بقائهم في المنزل. صرح آي جين بو، المدير التنفيذي للتحالف الوطني للعمال المنزليين: “هذه قوى عاملة غير آمنة وهشة بشكل لا يصدق، حيث أجور منخفضة، وعدم توافر مدخرات احتياطية لأي طواريء، ولا توجد مزايا أو إجازات أو أيام مرضية مدفوعة الأجر.

العملاء يلغون، لكن الفواتير مستمرة
قامت جميع العائلات التي عملت معها بتعليق عملها في الوقت الحالي، وبحثت في كل مكان عن عمل حيث تعول زوجها وطفليهما لم تجد. وعلى جانب أخر عرضت إحدى العائلات أن تدفع لها رغم أنها لم تعد تأتي إلى منزلها لتنظيفه. في البداية طالبتهم أن يمتنعوا عن منحها الراتب لكنها احتاجته بشدة في النهاية فالفواتير مستمرة، وازدادت الأمور سوءًا.
في حديث أخر مع عاملات منازل أخريات صرحن بإنهن لم يتلقين أي مساعدة من أصحاب العمل خلال هذه الفترة. قالت أنجليكا مارتينيز إن والدتها المسنة تعمل مدبرة منزل في نيويورك منذ أكثر من 20 عامًا، منذ أن هاجرت إلى الولايات المتحدة من كولومبيا. أضافت مارتينيز: إن عملاء والدتها، الذين خدمت بعضهم لأكثر من عقد كامل، ألغوا معها بشكل مفاجئ قبل أن يحين موعد حضورها للعمل؛ نظرًا للانتشار الواسع للفيروس في المدينة، أخبرو والدتها أنه من الأفضل لو لم تأت، وسيعاودون الاتصال بها عندما تنحسر الأزمة. لم يعرض أي منهم أن يدفع لأمها. والدتها شعرت بخيبة أمل لأنهم بدوا غير مهتمين بها خلال هذه الأزمة إذ أن وظيفتها كمدبرة منزل هي مصدر دخلها الوحيد. “هذه الأزمة كشفت عن قبح البعض وكيف نتعامل مع بعضنا. لو لديك القدرة المادية بشكل لا يؤثر على ميزانيتك فلماذا لا تستمر في دفع رواتب هؤلاء العاملات؟

الاختيار بين بدائل صعبة
يتعين على تلك العاملات الاختيار بين الذهاب إلى العمل مع الحفاظ على صحتهم وصحة عائلاتهم، دون التفكير في البقاء في المنزل لأنهم غير مؤهلون للبطالة، ومما يزيد من مخاوفهم أنهم لا يتلقين نفس الحماية العمالية التي تشمل العمال الآخرين. فلا يحصلون على إجازة مدفوعة الأجر أو إجازات مرضية مدفوعة الأجر. وصرح بو “إنها مهنة محفوفة بالمخاطر بشكل لا يصدق في اقتصادنا، ومع ذلك فهي مهمة للغاية”. وعلى جانب أخر جمع التحالف الوطني أكثر من 3 ملايين دولار لصندوق رعاية فيروس كورونا لدعم هؤلاء العمال خلال الأزمة. وقالت بيتانيا شيبارد إن معرفتها بوجود صندوق طوارئ كهذا منحها شعورًا بالهدوء خلال فترة مخيفة وغيرمؤكدة. نظرًا لأن الأشخاص الذين اعتمدت عليهم في كسب عيشها لم يعودوا يدعمونها.