البداية من الصين.. أحداث عاشها العالم بسبب فيروس كورونا في 2020

أوقعت الأحداث المهولة في 2020 البشر في فخ كبير.. فغواية الأرقام المتشابهة قد ألهت حتى أكثر الدول تقدما عن أخذ الحيطة من لسعاته التي ظهرت باكراً.
هل يعني ذلك وجوب تحذير الأجيال المقبلة من الأرقام المميزة، على نحو 3030 وأخواتها؟ ربما.. لكن.. دعونا نستوعب 2020 أولاً، من خلال سجله العجيب.
لا وقت للموت
كانت الفكرة في بداية الأمر هى أن الحل يكمن في حظر السفر من وإلى الصين.. ظن العالم أن الأمر لن يتجاوز تلك المنطقة الموبوءة المسماة “ووهان”، كل ما نحتاجه هو إبقائهم هناك وسينتهي الأمر مع الوقت.
لكن مع مطلع العام اضطرت الحكومة الصينية للإفصاح بعد أسابيع من الإنكار، عن سلالة متطورة من “سارس” سيء السمعة تمكن من البلاد وأفلت منها إلى بلاد أخرى، ليبدأ العالم معركةً مع الموت استمرت عاماً بأكمله ولازالت مستمرة، فلا وقت للموت.
الهروب للمنازل
عندما هجم الفيروس فجأة لم يكن هناك خطة، كل ما كان واضحاً هو تجربة الصين التي تعاملت مع الفيروس أولاً، إذن هى تعرف ماذا تفعل.
اقتدى العالم بها في سياسات الإغلاق، ظنّ العالم أن إغلاق الأبواب يمكن أن يحمي من تفشي كورونا، لكن لم يدر في خلدهم أن الفيروس الذي لم يحترم الحدود المغلقة وسيادة الدول، لم يكن ينوي أن يحترم حرمة البيوت، ليتسلل مع مطلع العام خارج ووهان، ثم خارج الصين، ثم إلى بقية دول العالم التي بدأت بحبس شعوبها في محاولة يائسة لإيقاف تنقل الفيروس، إلا أن البشر هم الوحيدين الذي توقفوا عن التنقل.
الكعبة بلا طواف
كانت اللحظة التي شاهد فيها العالم صحن الطواف في الحرم المكي خالٍ تماماً من المصلين، هى اللحظة التي أدرك فيها كثيرون خطورة الأمر، إذ عمدت السلطات السعودية ضمن جهودها في الحد من انتشار الفيروس إلى تعليق العمرة في الرابع من مارس، وإيقاف الصلاة في الحرمين ومن ثم بقية المساجد، ونظمت موسم حج محدود العدد يمكن التحكم فيه وإبقائهم متباعدين.

مقاومة ترامب
قاوم الرئيس الأميركي دونالد ترمب فكرة الإغلاق والاستسلام لكورونا بحجة أنها طريقة سيئة لمعالجة الأمر، فقد كان ينظر للأمر على أنه خيار بين أن يموت الناس، وأن يموت الناس والاقتصاد معاً، ولم يكن الرئيس الطامح إلى إعادة انتخابه في حينها يحبذ الثانية، فتكلفتها في الصندوق تفوق تكلفة الأولى.
إلا أنه وفي مارس 2020 استسلم لضغوطات العلماء وخبراء الأوبئة، وحكام الولايات التي بدأت أنظمتها الصحية تنهار بعد أن فاق عدد المصابين فيها قدرتها على الاحتمال، ليبدأ إغلاقاً تسبب فيما كان يخافه بعد أن سيطر اللون الأحمر على شاشات العرض في بورصة وول ستريت، ليمتد إلى بقية القطاعات.
الغناء على الشرفات في إيطاليا
في إقليم لومبارديا، أو “ووهان الإيطالية”، كما يسميها أبناء الدولة الأوروبية، كانت بؤرة التفشي الذي فتك بالجمهورية كما لم يفعل في أي دولة أوروبية أخرى، حتى وقعت أنظمتها الصحية تحت الاختبار الأخلاقي الأقسى في اختيار من يستحق الحياة أكثر، بعد أن فاق أعداد المصابين أجهزة التنفس المتاحة.
لكن في جانب آخر، لم تكن الشرفات مكاناً للتنفس فقط بالنسبة لأولئك الذين أبقتهم أسابيع حظر التجول في المنزل، فقد اختار الإيطاليون مقاومة الأزمة بالغناء الجماعي من خلال النوافذ والشرفات التي كانت سبيلهم الوحيد إلى العالم الخارجي.
كورونا يسجل المليون الأول
حولت أسابيع الحظر الرتيبة إحصاء أعداد الإصابات والوفيات المتزايدة إلى رقم روتيني يضرب في نفسه كل يوم، لم يكن هذا التضخم المتزايد لافتاً للنظر إلا عندما اقتحم الفيروس نادي المليون في يوليو، ليفيق العالم على واقع باتوا فيه مجرد رقم.
سنلتقي مرة أخرى
في خطاب نادر، استلهمت الملكة إليزابيث أجواء الحرب العالمية الثانية وقالت للشعب البريطاني الذي كان في منتصف معركة كورونا، إن “الشعب سينتصر على الفيروس إذا صمد في وجه إجراءات العزل”، مضيفة “على الرغم ممّا تبقّى أمامنا من صعاب، يجب أن نشعر بالارتياح واليقين بأن القادم سيكون أفضل”.
وأضافت “على الرغم من أننا واجهنا كثيراً من التحديات في ما مضى، يبقى التحدي الماثل أمامنا مختلفاً. هذه المرّة نلتقي مع الأمم كافة عبر الكرة الأرضية في مسعى مشترك، مستخدمين آخر اكتشافاتنا العلميّة وتعاطفنا الغريزي من أجل تحقيق الشفاء”.
وتابعت الملكة إليزابيث “سنلتقي مرى أخرى.. والأيام الأفضل ستعود من جديد” في إشارة مباشرة لأشهر أغنية بريطانية في سنوات الحرب في حقبة الأربعينيات عندما كانت الملكة في سن المراهقة.

الفيروس سيقتلنا جوعاً
كان أحد أوجه الفشل في إدارة أزمة كورونا هو حماية سلاسل الإمداد، لأن الأمر لا يعني غياب المواد الغذائية فقط، بل يعني غياب الثقة في عودتها، وهو ما يخلق ذعراً يجعل من رحلة التسوق معركة يحاول فيها الجميع شراء أكبر كم ممكن من المؤن.
هذا السباق عرفته أميركا جيداً، وهي التي اشتهرت بطوابير المحال الغذائية الطويلة، ومعارك مناديل الحمام، وعربات إفراغ الرفوف التي صارت معتادةً في البلد الذي تخبط في إدارة الأزمة بشكل لا مثيل له.
رد الجميل بالتصفيق لمحاربي كورونا
بعد الحرب الضروس التي أطلقتها جائحة كورونا، وجدت عدد من المدن والتجمعات نفسها مدينة للطواقم الطبية التي كانت في الصفوف الأولى من المعركة ضد الوباء.
وكان التصفيق من الشرفات خلال فترة الحجر المنزلي، أحد أساليب التعبير عن الامتنان لأولئك المحاربين الذين يضحون بأنفسهم في سبيل سلامة الجميع. تطورت المبادرة في عدد من الدول الأوروبية في مثل بريطانيا إلى تصفيق وإطلاق الأجراس والصافرات عند مرور الطواقم الطبية.
إعلان الكرملين أول لقاح لكورونا
في سياق السباق على مجد إنقاذ العالم من جائحة كورونا، أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 11 أغسطس، تسجيل بلاده أول لقاح ضد فيروس كورونا في العالم، مما أثار موجة تشكيك وجدل.
لكن الرئيس الروسي أكد أثناء اجتماع مع أعضاء الحكومة، عبر تقنية “فيديو”، جدية سبق بلاده.
وقال، “أعلم أن العمل على لقاحات من هذا النوع في روسيا مستمر في مؤسسات أخرى، أتمنى النجاح لجميع المتخصصين. يجب أن نكون ممتنين لأولئك الذين اتخذوا هذه الخطوة الأولى، وهي مهمة جداً لبلدنا وللعالم بأسره”.
فايزر وموديرنا
مع هبوب الموجة الثانية من جائحة كورونا، أعلن تحالف شركتا “فايزر” و”بيونتيك” أن اللقاح ضد فيروس كورونا، الذي تعملان على تطويره أصبح فعالاً بنسبة 90 في المائة، مما أثار أملاً عالمياً بالخلاص من الوباء.
وبعد نحو أسبوعين من إعلان لقاح “فايزر” توالت الأخبار السعيدة، بإعلان “مودرنا” الأميركية عن لقاحها بنسبة فاعلية أكبر، بلغت 94.5%، وفقاً للبيانات المبكرة الصادرة عن الشركة منتصف نوفمبر .
وعززت الشركة أهمية الخبر الذي أبهجت به العالم بتأكيدها أن لقاحها لم يسبب أي آثار جانبية خطيرة، إذ عانت نسبة قليلة فقط من الذين تلقوا اللقاح أعراضاً بسيطة مثل آلام الجسم، والصداع.
حملة تلقيح شاملة
استبقت بريطانيا السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي أغلقت على إثرها أطراف من البلاد، بإعلانها أول دولة تنظم حملة تلقيح شاملة في العالم.
وبادرت لندن بطرح لقاح شركتي “فايزر/بايونتيك” في الأسبوع الثاني من ديسمبر، مما جعل اللقاح متاحا في البداية بالمستشفيات قبل توزيع المخزونات على عيادات الأطباء.
وأعطت هيئة الصحة العامة أولوية قصوى لتطعيم من تجاوزت أعمارهم 80 عاما والعاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي دور الرعاية والمقيمين، بهدف حماية الفئات الأكثر ضعفا وإعادة الحياة إلى طبيعتها.
وتعد بريطانيا أكثر دول أوروبا تضررا من كوفيد-19 مع تسجيلها أكثر من 60 ألف حالة وفاة.
Share on facebook
Share on twitter
Share on linkedin
Share on whatsapp
Share on email