لايف ستايل

لا طعام يكفي في الصين.. عقوبات على سلوك إهدار الطعام

تتبنى الحكومة الصينية مؤخرًا حملة ممنهجة، تحت عنوان “لا طعام يكفي في الصين!”. كأثر قوي تركه فيروس كورونا في الدولة التي ظهر واستشرى بها. ومن أجل تدارك الأزمة الغذائية الكبرى التي تتفاقم يومًا تلو الآخر. شددت الحكومة الصينية عقوبات رادعة على إهدار الطعام. وأطلقت حملة «الأطباق النظيفة»، في أغسطس الماضي. والتي تدعو لتقديم أنصاف الوجبات في المطاعم!

مازالت الصين تتكتم على الأزمة التي تواجهها فيما يتعلق بنقص الغذاء والمشروبات. ولكن مؤخرًا؛ صار طلاب المدارس يقومون بتصوير مقاطع فيديو قصيرة يوميًا، عقب الانتهاء من وجبة العشاء الخفيفة. وإرسالها إلى المعلمين والمعلمات في مختلف المدارس داخل الصين. ليتأكد المعلمون من أن أطباقهم بلا “بواقي طعام”. وإلا تنتظرهم عقوبات قاسية.

هذه الخطوة أتت بعد أن أعلن الرئيس الصيني “شي جين بينج”، أن كمية الطعام التي يتم إهدارها في البلاد تدعو للقلق. وبالرغم من الحملات الدعائية التي بدأت منذ يناير من الماضي. وشارك بها عدد من الأطفال والجنود وعمال المصانع، وهم يلمعون أطباق الطعام الفارغة. في إشارة إلى أنهم قد انتهوا من وجباتهم. ولتقديم رسالة مُبطنة للجميع بألا يترك أحدٌ طبقه ممتلئًا.

وحسب «واشنطن بوست» مؤخرًا؛ أفاد تقرير اقتصادي أن الصين تعاني تهديدات غذائية متلاحقة. كما ورد بالتقرير: «لا يوجد طعام كافٍ في الصين. ولا مشروبات كافية كذلك. ولا يوجد ما يكفي الناس من بيض ومأكولات بحرية وخضراوات. وكذلك هناك ندرة في لحم الخنزير والذرة، واللذان يعدان أكثر الأطعمة الرئيسية لدى الشعب الصيني».

الصين تلجأ للولايات المتحدة

الذرة ولحم الخنزير يُعدان أكثر الأطعمة الشعبية شيوعا في الصين. ومؤخرًا؛ أصيبت الخنازير بحمى الخنازير الإفريقية. وغرقت محاصيل الذرة بفعل الفياضانات. وصارت التهديدات في تزايد منذ انتشار وباء كورونا. ما دفع الصين للجوء إلى الولايات المتحدة لتدارك الأزمة. تزامنًا مع إطلاق حملات محلية تحذر من إهدار الطعام. من أجل أن تحصل على تعويضها في الذرة، وكذلك الخنازير. خاصة بعد أن ارتفعت أسعارها لأكثر من 135% في فبراير الماضي.

مجاعة الستينيات تقرع أبواب الصين

هناك حوالي 1.4 مليار شخص داخل الصين؛ مهددون بنقص متزايد في كميات الطعام والشراب. حيث تعد مسألة الأمن الغذائي في الصين مسألة في غاية الأهمية بالنسبة للحكومة. حيث يتوقعُ بعض الخبراء، حلول أزمة مشابهة لمجاعة الستينيات التي راح على إثراها عشرات الملايين من الصينيين. ما جعل الأزمة أشبه بحرب الوجود.

حرب الوجود هذه رصدتها الوكالة الفرنسية نهاية أغسطس الماضي. عندما التقطت عدسة مصورها في بكين مشاجرة بين أحد الزبائن وصاحب مطعم في وسط العاصمة، بعد أن رفض الأول دفع كفالة تفرضها المطاعم على من لم يكملوا وجباتهم، فقالت الوكالة :”رفضوا أن يخرجونه من المطعم لأنه ترك بعض القضمات من السندوتش الخاص به”. هذا بالتزامن مع حدوث تغير في السلوك الذغائي الصيني الأمر الذي أدى إلى زيادة نسبة البدانة بين أبناء المجتمع الصيني ثلاثة أضعاف عما كانت  عليه قبل عام 2003، وهو ما دفع الحكومة لتكليف أصحاب المطاعم بتغريم روادها مبالغ مالية في حالة عدم إفراغ الأطباق من محتوياتها!

فيما راح أحد أصحاب المطاعم في مدينة “شانغشا” التي تقع وسط الصين، يتبع سياسة فريدة لحل هذه الأزمة، وهي قياس وزن زوار المطعم، لكي يتم تقديم الوجبة التي تتناسب مع كل وزن.

 

 

 

 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى