حكايا ناس

لوحات بـ أوراق الذهب.. غوستاف كليمت الطفل المتمرد

ولد الرسام النمساوي جوستاف كليمت في عام 1862 لأبوين من الطبقة المتوسطة. واستطاع في غضون ثلاثين عاما أن يصبح أحد أعمدة الفن الحديث في العالم. حيثُ ميزه أسلوبه الفني الخاص في جدارياته المصنوعة من أوراق الذهب، والتي أصبحت من أهم الجداريات في تاريخ الفن الحديث.

وبالرغم من أن تلك الجداريات كانت تقطة انطلاق كليمت الحقيقية، إلا أنها لم تكن السبب الرئيسي في شهرته. بل كانت كلمة السر هي لوحة «القُبلة». وتلك اللوحات التي رسمها بـ “أوراق الذهب” في سابقة من نوعها آنذاك. فقد فتح جوستاف كليمت آفاقًا جديدة أكثر تجريبية في تاريخ الفن الحديث.

الطفولة المتمردة

في عام 1862؛ ولد الفنان النمساوي المتمرد غوستاف كيلمت، في دولة النمسا، كان والده فقيرا في البداية ويعمل في مهنة النقاشة ما أدى إلى نزوله إلى سوق العمل لمساعدة والده وعائلته، وفي مدرسة داخلية للحرف والفنون في فيينا درس غوستاف وذلك خلال عام 1876. وبالتعاون مع شقيقه إرنست وصديقه كون الثلاثة في عام 1880 شركة وأطلقوا عليها اسم “شركة الفنانين” وهو الفريق الذي ساهم في رسم جداريات فيينا سالفة الذِكر، فتخصص الثلاثة في مجال تصميم الديكور الداخلي للمسارح.

وفي غضون عشر سنوات نجح كليمت في أن يتمرد على الكلاسيكية القديمة في الفن وبات من المستحيل ان يتم أي عمل جماعي معه، وخاصة بعد أن توفى شقيقه وانعزل عن العالم،

برز تمرده وتبلور في جمعية أطلق عليها «الحركة الفنية الإنفصالية». وبالتوازي مع هذه الحركة الفنية المعارضة للكلاسيكية؛ بزغ نجم سيجموند فرويد ونظرياته في علم النفس. وكما أثرت نظريات فرويد في الكثيرين؛ أثرت في «كليمت» أيضًا. ودفعته للبحث عن اتجاه فني خاص به، أكثر حداثة وابتكارًا.

لوحة بأوراق الذهب

في المرحلة التي وصل فيها كيلمت إلى أوج شهرته؛ اعتمد على أوراق الذهب في الرسم من خلال الفسيفساء.

ومثت الأعمال التي رسمها «كليمت» بالنمط ثماني الأبعاد منذ 1907 إثراءً جديدًا للفن الحديث. خصوصًا لوحة «القبلة» والتي تصور زوجين في لقاء حميمي، وتحيطهما المناظر الطبيعية وزخارف الفسيفساء. وترتدي السيدة فستانا به زهور ملونة. ويرتدي الرجل الشكل المستقيم وهو النمط الحديث في فن كليمت. وكان حجم اللوحة 180×180 وهو الحجم الطبيعي للوحات.

ومثلت هذه اللوحة نقلة نوعية كبرى وتمرد على ما كان سائدا حينها بأن القبلة فعلٌ إباحي. ولكن فضل كليمت أن يظهر الزوجين وهما في كامل ملابسهما. وتعرضت اللوحة لنقد واسع وكبير ولكنها بيعت في فيينا في متحف “بلفيدير” وحققت مبيعات أعلى خمس مرات من بقية اللوحات التي تم بيعها في فيينا. وفي تلك الفترة كان «كليمت» رئيسا للحركة الانفصالية والتي ميزت لوحات تلك الفترة بالمناظر الطبيعية واستخدام أوراق الذهب في التصاميم.

علاقات نسائية و14 طفلا وسكتة دماغية

عُرف عن غوستاف كليمت أنه لم يفضل الزواج على الإطلاق. ولكنه استمر في علاقة عاطفية دائمة مع عارضة أزياء تسمى “إميلي فلوج”. وتعددت  علاقاته النسائية حتى وُصفت حياته بالبوهيمية. فقد ارتدى ثوبا أرزق فضفاضا وترك شعره أشعث، واستخدم اللهجة الطبقية الدنيا. وأنجب جراء علاقاته هذه حوالي 14 طفلا!

وفي عام 1918 توفي عن عمر يقارب الـ 55 عاما بسبب سكتة دماغية. حيثُ عثرت عائلته عليه في الاستيديو الخاص به وسط مجموعة من الأعامال الفنية غير المكتملة ذات الطابع الجنسي. والتي كشفت عن جانب خفي في فن «كليمت». ولم يترك أية عبارات أو مذكرات تتحدث عنه لكنه قال في وقت سابق لوفاته: «من يريد أن يعرف عني شيئا فلينظر فقط وبعناية إلى لوحاتي. فليس فيّ شيء مميز.. أنا مجرد فنان يرسم كل صباح وكل مساء».

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى