سوشيال ناس

أطفال السوشيال ميديا… «سبوبة» الأهالي

زادت مؤخرًا أعداد الأطفال الناشطين عبر «السوشيال ميديا». وفي الوقت الذي يدعو فيه الأطباء والتربويون إلى ترشيد استخدام الانترنت للأطفال؛ شاع استخدام الأهالي لأطفالهم كوسيلة للكسب المادي. من خلال ترويج مقاطع فيديو لهم عبر المنصات المختلفة مثل «يوتيوب»، و«تيك توك».

ومع ظهور المزيد من مقاطع الفيديو للأطفال، سواء وهم يأكلون ويشربون أو يرقصون أو يقلدون المشاهير؛ تنقسم التعليقات بين مؤيد ومعارض. ويحذر قطاعُ كبير من الانجراف وراء هذه الظاهرة، ويرى أنه يجب تشديد الرقابة على الأطفال، وإعطاء الفرصة لطفولة صحية. كما صرح البعض بمخاوفهم من أن يساعد استخدام  الأطفال غير الرشيد للإنترنت؛ أن يعرضهم لمؤثرات بصرية وسمعية محظورة.

كيف يستغل الأهالي أطفالهم؟

أثير الجدل مؤخرًا؛ حول مقطع فيديو التقطه والد الطفل محمد. حيث يعبر فيه الطفل عن حبه لزميلته «بسنت». ونشر الوالد المقطع عبر مواقع التواصل، وحقق انتشارًا واسعًا في مدة وجيزة. ولم يكتفِ الأبُ بذلك، بل قام بتصوير ابنه الذي لم يتجاوز الست سنوات بعد؛ في عدة مقاطع فيديو ونشرها عبر مواقع التواصل المختلفة.

وأثير الجدل عبر مواقع التواصل بسبب صغر عمر الطفل. وعدم مناسبة الموضوعات المطروحة مع عمره. بجانب تصوير والده أحد المقاطع للطفل وعلى الخلفية أغنية غير لائقة من أغاني “المهرجانات”. بهدف كسب قاعدة جماهيرية عريضة والتفاعل وزيادة الربح.

ولا تعد هذه الواقعة الأولى من نوعها. إذ أثيرت ضجة أيضا في أغسطس الماضي عقب تصوير اليوتيوبرز أحمد حسن وزينب لطفلتهما وهي في الأيام الأولى من حياتها. بداية من غرفة الولادة، وحتى تصوير المولودة وهي تبكي لزيادة العائد المادي من تحقيق مشاهدات مرتفعة عبر «يوتيوب».

بين الأهالي والأطفال حق مهدور

أطفال السوشيال ميديا... «سبوبة» الأهالي

وتثمن عزة فتحي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس، في تصريح لـ «الناس دوت نت»، دور التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في حياة البشر. وتقول إن تصوير الأطفال في مناسبات مثل أعياد الميلاد والنجاحات المختلفة أمرا محمودا. لكن التصوير من أجل الربح يعد خطأ كبيرا.

وتقول «فتحي»: «تصوير الأطفال من أجل تحقيق ربح مادي؛ قد يكسب الأطفال أخلاقًا سيئة. مثل النفاق من أجل الحصول على المال. وقد تدفعهم هذه الانتهازية إلى السقوط في دائرة الاستغلال الجنسي أو ارتكاب جرائم مختلفة».

الشخصية الهستيرية

أطفال السوشيال ميديا... «سبوبة» الأهالي
د. جمال فرويز

يقول الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لـ «الناس دوت نت»، إن الأهالي الذين يدفعون بأبنائهم إلى إنتاج فيديوهات من أجل زيادة المشاهدات ومن ثم الربح، ما هم إلا شخصيات يمكن وصفها بـ “الهستيرية”. لأنهم يبحثون عن لفت الانتباه والشهرة بأي ثمن.

وتابع أستاذ الطب النفسي، أن الأطفال يحتاجون إلى التربية على القيم والأخلاق الحميدة. وبذلك يصبح البحث عن التريندات والمكسب أمرا قد يبدو غير أخلاقي وكسبا سريعا يعلمه الآباء للأبناء.

وأردف «فرويز» أن للطفل وحتى أهله حياة خاصة يجب أخذها في الاعتبار. وأن نشر الحياة الخاصة للأطفال من قبل أهاليهم أمرٌ يحتاج إلى رادع قانوني؛ لأن تلك الفيديوهات قد تلحق الضرر بالأطفال.

حماية مبادئ الأسرة المصرية

أطفال السوشيال ميديا... «سبوبة» الأهالي
د. سحر السنباطي

تقول الدكتورة سحر السنباطي، أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة، في بيان، إن المجلس يرصد عددًا من القنوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تنشر فيديوهات مسيئة للأطفال.

وتقول: «سنتخذ الإجراءات اللازمة حيال تلك الوقائع التي تستغل الأطفال». مؤكدة على أن تلك الفيديوهات مسيئة وغير مقبولة. وتعرض الأطفال للخطر، وتمثل اعتداءً على مبادئ وقيم الأسرة المصرية.

وتشدد المادة 291 من قانون العقوبات، على حظر استغلال الأطفال في أي نشاط جنسي، أو تجاري، أو في أي أبحاث وتجارب علمية. وعلى من يخرق هذه المادة -حتى لو كان من أهالي المجني عليه- أن يُعاقب بالسجن مدة تحددها المحكمة، وغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى