قصص ملهمة│كيف تحدت «سيريا» نفسها بعدما دمر سائق طائش وجهها؟


كانت سيريا هوج (49 عامًا) تقود دراجتها الهوائية عندما صدمها سائق طائش في إبريل 2009. وتم تغريمه 600 جنيه استرليني وقتها بسبب قيادته الخطيرة. بعدها لم تتذكر أي شيء. فوجئت بنفسها في المستشفى داخل جهاز الرنين المغناطيسي. مصابة بجروح عميقة في وجهها، وبكسور بالغة لعظام خدها، وفقدت أربعة من أسنانها. عندما خيطوا وجهها بالكامل، سألت عن عدد الغرز فأجابها الأطباء أنهم لا يستطيعون حصرها.
عام لا ينتهي من الجراحات
تقول سيريا هوج: «طلبتُ منهم مرآة، عندما رأيت وجههي مدمرًا. كنت مرعوبة للغاية. كان وجهي ضعف حجمه الطبيعي لوجود عدد هائل من الغرز. بكيتُ لأنني لم أستطع تحمل النظر إلى نفسي، حاولتُ أن أتماسك من أجل عائلتي لكنني شعرتُ أن حياتي قد انتهت».
بعدما حاول الأطباء لصق عظم فكها، تعين عليها الذهاب لطبيب الأسنان لمدة ثلاث ساعات كل أسبوع لأكثر من عام. استغرق الأمر عامًا من الجراحات بين طب الأسنان وثلاث عمليات جراحية واحدة في أنفها وأخرى لتركيب ألواح التيتانيوم والثالثة باستخدام غضروف من أذنها لمعالجة تلف وجهها. ومع ذلك تركت الحادثة داخلها جراحًا نفسية وجسدية لا تنتهي.

تشوه في الوجه وبنائه من أول وجديد
أدركت سيريا هوج لأول مرة عمق وخطر إصاباتها عندما زارها ابنها البالغ من العمر 19 عامًا في المستشفى وسقط في نوبة بكاء عندما رأى وجهها. تقول: «علاج التشوه والتلف كان يشبه البناء الكامل من أول وجديد. كان الحفر في وجهي مؤلمًا للغاية».
تستكمل «سيريا»: «كانت فترة عصيبة؛ وجدتُ صعوبة أن أتعامل مع نفسي كامرأة! وجههي كان مخيفًا بشكل واضح، خاصة عند تحديق كل من يراني. فقدتُ الثقة بنفسي تمامًا كلما نظرت إلى وجهي انهارت. شعرتُ أن حياتي قد انتهت إثر تدمير وجهي. لم أستطع النظر في وجه الناس. كنت أشعر أنهم سيخافون مني أو يشمئزون من منظري. مر عام من الذهاب إلى العمل وطوال هذه الفترة كنت أفشل في التعامل مع الأمر تمامًا. حاولتُ أن أبدو غير مبالية لكنني كنت منهكة من الداخل حتى أصبتُ بانهيار تام».

قررت أن تخوض تحديًا لجمع الأموال لمؤسسة خيرية
أثناء تصفح الإنترنت بعد خمس سنوات من الاصطدام، عثرتْ «سيريا» على جمعية خيرية تقدم المشورة المجانية للأشخاص الذين عانوا من “اختلافات واضحة” في وجوههم. تقول «سيريا»: «تمنيتُ لو كنتُ أعرفُ عن هذه المؤسسة الخيرية وقت الحادث. لقد كانت إصابات وجهي أثرت بالفعل على صحتي النفسية. لو علمتُ بالمؤسسة الخيرية في وقتها، كنت سأتمكن من معالجة نفسي وربما لم أنهار».
بعد 11 عامًا، لا تزال «سيريا» غير قادرة سوى على الشعور بجانب واحد من وجهها. ما يعني أنها لا تستطيع الابتسام لكنها تخطط الآن لتحدي ركوب دراجات في محاولة لجمع الأموال من أجل مؤسسة Changing Faces.
تضيف «سريا»: «السائقُ أثّر بالفعل على حياتي؛ لكن لن أتركه يسلبني حب ركوب الدراجات؛ لذا سأستغل الوقت بمفردي على الدراجة لمعالجة آثار الحادث والتركيز على التغيير الذي طرأ علي منذ ذلك الحين».
تقول كاثرين ديكين، مديرة برنامج Changing Faces: «سيساعدنا تحدي ركوب الدراجات الرائع لسيريا على إبقاء خدمة الاستشارة المجانية الوحيدة في المملكة المتحدة مفتوحة للأشخاص الذين لديهم اختلافات واضحة ويحتاجون إلى مزيد من المساعدة للتأقلم». وهكذا مازالت «سيريا» تنطلق بدراجتها، متجاوزة ما حدث، وتتطلع إلى كعادتها دائمًا إلى الأمام.